وصل الرئيس سعد الحريري الى أبو ظبي، حيث استقبله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد والسفير اللبناني في الإمارات فؤاد دندن. ويرافق الحريري في زيارته الرسمية وفد يضم ستة وزراء هم: وائل أبو فاعور، محمّد شقير، ريّا الحسن، إلياس بو صعب، منصور بطيش وعادل أفيوني، بينما يُشارك في المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين 50 شخصية مصرفية ورجال أعمال يتقدمهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وسيلقي الرئيس الحريري كلمة في افتتاح مؤتمر الاستثمار الإماراتي – اللبناني ثم يليه وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، وتتوزع أعماله على خمس جلسات.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الحريري مع ممثلي عدد من الشركات الإنكليزية المقيمين في دولة الإمارات، ويبحث معهم في السبل الآيلة لتعزيز فرص الاستثمار في لبنان. كما يزور نصب الشهداء ويضع إكليلا من الزهر عليه، وكذلك يزور جامع الشيخ زايد في أبو ظبي. وبحسب مصادر مطلعة، فإن زيارة الحريري إلى أبو ظبي تشكّل مقدمة لسلسلة زيارات سيقوم بها إلى عواصم خليجية أبرزها الرياض لترؤس وفد لبنان للجنة المشتركة اللبنانية – السعودية، ومن ثم إلى برلين لحضور مؤتمر لدعم لبنان تنظمه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، وصولاً إلى باريس حيث يفترض انعقاد اجتماع لجنة المتابعة الاستراتيجية لمؤتمر سيدر في 15 تشرين الثاني المقبل، وسيحاول الرئيس الحريري من خلال هذه الزيارات حشد دعم دولي ومالي واستثماري، لمساعدة لبنان على تخطي الفترة الصعبة التي يمر بها حالياً، في انتظار إقرار موازنة العام 2020 في مواعيدها الدستورية وانطلاق عجلة الإصلاحات المنتظرة والبدء بجني ثمارها.علّقت أوساطٌ سياسية، عبر صحيفة “الراي” الكويتية آمالاً على مؤتمر الاستثمار الإماراتي – اللبناني الذي يُعقد في أبوظبي، للخروج بـ”جرعة دعم” عمليّ تساهم في “تصفيح” الواقع المالي بلبنان ورفْده بـ”أوكسجين” يحتاج إليه في الطريق إلى إنجاز “دفتر الشروط الإصلاحي”، وفي الوقت نفسه لتوجيه رسالةٍ بأن لبنان ليس متروكاً لسقوطٍ لطالما كان “ممنوعاً” في السابق، وذلك على تخوم محطات خارجية أخرى للحريري خلال الأسابيع الخمسة المقبلة تشمل برلين والرياض وباريس وموسكو.
ورأت هذه الأوساط أن انعقاد المؤتمر في العاصمة الإماراتية وتظهير الدعم الكبير له من قيادة الدولة سواء عبر اللقاءات التي سيعقدها رئيس الحكومة سعد الحريري وأبرزها مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، كما من خلال حجم المشاركة في المنتدى، يعكس أنه سيخرج بنتائج إيجابية تعبّر عن رغبة الإمارات باستعادة حضورها في الواقع اللبناني، وسط تعويل على أن تكون النتائج المتوقَّعة مقدّمة لمناخٍ خليجي جديد تجاه بيروت، وهو ما سيتعيّن رصْده تباعاً نظراً إلى تَداخُل مثل هذا الأمر مع المسارات العاصِفة في المنطقة التي يجد لبنان نفسه “عالِقاً” في شِباكها.