كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: على قاعدة “يهتزّ تفاهم مار مخايل لكنه لا يقع”، يحاول “حزب الله” امتصاص نقمة جمهوره على “المؤامرة العونية” في قضية إخراج العميل عامر الفاخوري من لبنان كما يصفها الشارع الجنوبي الناقم على ما يعتبره دوراً لـ”التيار الوطني الحر” في تهريب وتسفير “جزّار الخيام”. فالقضية التي كان مخططاً لها أن تمرّ “على حين غرّة” بينما الناس منشغلون بأنفسهم في زمن الكورونا، لم تجرِ وفق المخطط بل جاءت تداعياتها بالغة الوطأة والحرج على “حزب الله” أمام قاعدته الشعبية إلى درجة بلغت مستوى “خدش” صورته المقاومة ربطاً بتحميل الحزب مسؤولية “غض النظر” عن عملية إطلاق عميل إسرائيلي نكّل بالجنوبيين وتقديمه مصالح رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل مع الأميركيين على حساب حقوق الشهداء والمعتقلين.
وبينما “التيار الوطني” يعيش حياته الطبيعية كأنّ شيئاً لم يكن على قاعدة “اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”، لا بل إنّ قناة “OTV” حرصت على إظهار أسبقيتها في “سكوب” تأكيد مغادرة الفاخوري لبنان على متن طائرة أقلته من السفارة الأميركية بالتزامن مع توالي الأنباء الأميركية عن أنه بات “في طريقه إلى الولايات المتحدة”، فإنّ ما زاد “الطين بلة” هو توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً الشكر و”الامتنان” للحكومة اللبنانية على تعاونها في إطلاق الفاخوري، بموازاة إعلان خارجيته “الارتياح” لاستعادته بوصفه مواطناً أميركياً تم تحريره بعدما كان “محتجزاً في لبنان منذ أيلول”.
وأمام كل هذا المشهد، طفح كيل “حزب الله” وساد جوّ من الغليان على أرضيته الحزبية والشعبية والإعلامية إلى مستوى اضطر معه الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله إلى طلب جدولة إطلالة متلفزة له اليوم للتطرق إلى قضية الفاخوري، إذ وبحسب مطلعين على أجواء قيادة الحزب فإنّ “السيّد مش بالعها”، وأكدوا لـ”نداء الوطن” أنه سيعمد خلال إطلالته إلى “وضع النقاط على الحروف” بعد اتهام “حزب الله” بالتواطؤ في القرار القضائي الذي أفضى إلى إطلاق الفاخوري وتسليمه إلى الأميركيين.
وفي الغضون، بدأت الرسائل المشفّرة تتطاير خلال الساعات الأخيرة برسم صندوق بريد “العهد والتيار الوطني” وفحواها أنّ المطلوب “أضحية عونية” على مذبح “الصفقة” التي أخرجت الفاخوري وأحرجت “حزب الله” أمام جمهوره، وهذه الأضحية أتت معالمها بين سقفين، أعلاهما على شاكلة ما جاء في الرسالة التي نقلها رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود وطالب فيها رئيس الجمهورية ميشال عون بالتضحية بباسيل “وطرده من الدائرة المقربة منه”، وأدناهما ما طالبت به كتلة “الوفاء للمقاومة” أمس بتقديم “كبش فداء” قضائي في قضية الحكم بإطلاق سراح الفاخوري… وما بين السقفين سيترك لعون تحديد خياراته.
أما في مستجدات الوباء الآخذ بالانتشار بين الناس، فقد طغى هاجس الكورونا أمس على أجواء مجلس الوزراء لا سيما في ظل “البلبلة” التي أثيرت حيال طلب وزير الصحة حمد حسن بدء عمليات “العزل المناطقي” انطلاقاً من منطقتي جبيل وكسروان، الأمر الذي أدى إلى استنفار نواب المنطقتين في مواجهة “التهويل والتسريب الإعلامي” مقابل “التباطؤ” الحكومي في تجهيز المستشفيات.
وإذ استدرك وزير الصحة فبادر إلى نفي وجود أي قرار بالعزل الجغرافي حتى الساعة، الّا أن حالة “الهلع” التي عكسها بكلامه سواءً عن “انخفاض منسوب التفاؤل” أو عن ارتفاع منسوب “الخطر بعد رصد حالات مصابة بكورونا مجهولة المصدر”، لم تأتِ عن عبث بحسب أوساط مواكبة للمعطيات المتوافرة لوزارة الصحة، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ “الوضع خطير وما خفي كان أعظم” من الإصابات خصوصاً في ضوء المعلومات عن “وجود حالات مصابة ترفض الخضوع لحجر صحي أو منزلي وأضحت بمثابة “الفيروس المتنقل” بين الناس”، فضلاً عن تقصّد بعض الحالات “التكتم عن إصابتها ما يفاقم من خطر التفشي والانتشار”.
وفي معرض شرحها مسببات طرح مسألة عزل المناطق التي يُسجل فيها تفشٍّ لحالات الإصابة بوباء كورونا، كشفت الأوساط نفسها أنه “على سبيل المثال تلقى المعنيون في وزارة الصحة تقارير عن رصد إصابة 3 أشقاء بالوباء في منطقة معينة لكنهم سرعان ما تواروا عن الأنظار وأقفلوا خطوطهم الهاتفية فأصبح من الصعب تحديد مكان تواجدهم وحصر خطر نشرهم الوباء في مناطق أخرى باعتبار أنهم في الأغلب غادروا منطقتهم فور معرفتهم بالإصابة”.