لفت نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي أن موقف مجلس النقابة من معاناة الصحافيين والاعلاميين والموظفين العاملين في الوكالة الوطنية للاعلام واذاعة لبنان ومديرية الدراسات في وزارة الاعلام ، هو موقف مبدئي، متضامن، لا مساومة فيه، نظرا للدور الذي يؤديه الزميلات والزملاء في خدمة المجتمع، خصوصا في هذه الأحوال الصعبة حياتيا واجتماعيا. وصحيح أن لا قدرة لهؤلاء ، ولاسيما لأسرة الوكالة على الاستمرار في عملهم الشاق على مدار الساعة وفي جميع المناطق اللبنانية بالرواتب الهزيلة المتآكلة بفعل التضخم وغلاء المحروقات وأسعار السلع الأساسية.
وإن موقف النقابة هذا ينسحب على وضع تلفزيون لبنان والعاملين فيه من صحافيين واعلاميين وتقنيين ومصورين واداريين . إن الأمور في هذه المؤسسة العريقة آيلة إلى انحدار متسارع يصعب وقفه من دون قرار شجاع بانقاذه، والمبادرة إلى تعيين مجلس إدارة له يأخذ على عاتقه وضع خطة انقاذية طموح تعيده له دوره ومكانته. وهو لا يزال على رغم امكاناته المحدودة والهزيلة يقاوم بثبات ليبقى في المشهد الاعلامي ، في ظل منافسة شديدة مع محطات تزخر بالامكانات التقنية الحديثة والطاقات الشابة والقدرة المادية على تغطية المساحة الاوسع من الأحداث والمناسبات الكبرى في لبنان والخارج. وقد تحدثت مع وزير الإعلام المهندس زياد المكاري في هذا الشأن، فبدا شديد الحماسة للاقدام على خطوات نوعية وجريئة لانتشال تلفزيون لبنان من الهاوية التي القي فيها. لكننا وللأسف، في سباق مع الوقت، ومع التطورات الحافلة بالتحديات والمشكلات التي تصعب الحلول. ويجب الا نفقد العزيمة والارادة والأمل، وأن تنصب كل الجهود لاعادة تفعيل عمل هذه المؤسسة التي تزال تمثل ذاكرة الزمن اللبناني الجميل ، حيث احتضنت إبداعات الكبار الذين وضعوا اللبنات الأولى للتراث الوطني، وحملوا راية الحداثة الثقافية والفنية التي صاغت هوية لبنان الحضارية. وعلى الرغم من الواقع البائس ، فلا يزال تلفزيون لبنان يضم طاقات صحافية، اعلامية، فنية، تقنية يفخر بها كل لبناني.
إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية تطلق النداء داعية إلى إنقاذ التلفزيون، وانصافه من خلال تطويره وتعزيز وضع طاقمه بالدعم المعنوي والمادي بما يعينه على جبه تحديات الحياة، ورفده بطاقات شابة متمرسة وواعدة. وهي تفتح أبوابها أمام الزميلات والزملاء في تلفزيون لبنان للبحث معا في ما يجب عمله لانهاء الوضع الشاذ في هذه المؤسسة الغالية على قلوب اللبنانيين.