كتبت صحيفة “اللواء”: لم يجتمعوا للسلم، بل مضت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغراق غزة ومخيمات القطاع جنوباً وشمالاً بقذائف الهاون والتدمير والخراب، حتى بدت احياء وعمارات وبنايات ومؤسسات مثالاً على همجية التدمير الإسرائيلي وإبادة البشر والحجر على حد سواء.
وفي المشهد من لبنان، شكل الإعلان عن اجتماع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع كل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، حدثاً بحد ذاته، لجهة ان قيادة المقاومة من لبنان إلى فلسطين، ما تزال ممسكة بمقدرات المواجهة واحتمالاتها الصعبة والمعقدة، والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه لو طالت الحرب، كما تروج المستويات المختلفة في اسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة الاميركية والمعسكر الغربي.
وفي الوقائع، وعلى الرغم من الكلفة الباهظة للمواجهات منذ السبت في 7 ت1 الجاري التي دفعها حزب الله عبر العدد المتزايد من شهدائه، فإن الحزب يستعد لمواجهات طويلة في الجنوب، سواء بالاشتباكات المباشرة أو استهداف مواقع الاحتلال بمحاذاة الشريط الحدودي بصواريخ «الكورنيت» وغيرها من الاسلحة والمسيرات والمدفعية القادرة على إلحاق الخسائر بالاحتلال، والذي دأب على التكتم على قتلاه، لا سيما على جبهة الجنوب المشتعلة..
ولئن صوّب السيد نصر الله في رسالة إلى المعنيين في الاحداث والمؤسسات الاعلامية في حزب الله تسمية شهداء الحزب بـ «الشهداء على طريق القدس» انسجاماً مع حقيقة المعركة القائمة مع العدو الإسرائيلي منذ 7 ت1 مع «طوفان الاقصى» فإن المواجهة تتخذ أبعاداً متعددة، وانشطاراً واسعاً على جبهة العالم ككل.
لقاء تشاوري وأزمة مع سليم
وسط هذه الأجواء المشعة بالانفراج الداخلي، انعقد بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي لقاء تشاوري وزاري في السراي الكبير (كانت اللواء أشارت إليه في عددها أمس) ، بمشاركة وزراء التيار الوطني الحر، لكن إشكالاً وقع في بداية الجلسة مع وزير الدفاع موريس سليم الذي أثار الكتاب الذي وجهه إليه الرئيس ميقاتي حول التعيينات في المراكز الشاغرة في المؤسسة العسكرية.
وتبين أن سليم سلم ميقاتي كتاب اعتراض، مع كتابه في ما خص ايجاد حلول لشغور مركز قيادة الجيش، مع ان الاجتماع كان مخصصاً للتداول في زيارة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى دمشق ولقاء مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وفهم ان مسألة مشاركة وزير التيار الوطني الحر في جلسات مجلس الوزراء بات على همة الاتصال المفتوح مع وزير العدل هنري خوري، وهو وزير الدفاع بالوكالة، وأرسل كتاب تحضير الاقتراحات في ما خص ملء الفراغ في المؤسسة العسكرية إليه ايضاً، وهذا ما أغاظ وزير الدفاع.
ويذكر أن وزير الدفاع موريس سليم كان قد خرج من قاعة اجتماع اللقاء التشاوري في السراي الحكومي غاضباً، وكان يصرخ «يا عيب الشوم».
وأشارت المعلومات إلى أن “صراخ وزير الدفاع سببه إشكال حصل مع ميقاتي على خلفية التعيينات العسكرية في الجيش في المواقع الشاغرة وتعاطي ميقاتي مع الموضوع لجهة التسويق لطرح التمديد لقائد الجيش ولرئيس الأركان”.
كما اشارت الى ان ما أزعج وزير الدفاع في كتاب ميقاتي الذي طالبه فيه بالتعيينات كان تذكير ميقاتي له بالمادة 70 من الدستور التي تتحدث عن أنه يحق لمجلس النواب اتهام رئيس الحكومة والوزراء بارتكابهم الخيانة العظمى في حال إخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم.
وأفيد بأن وزير الدفاع ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار غادرا قاعة السراي إلى سيارتهما غاضبَين، ليعود حجار لاحقاً الى الداخل. لينضم وزير العدل هنري خوري لاحقاً إلى وزير الدفاع في سيارته لمحاولة حل إشكال ما حصل. إلا ان سليم عاد وغادر السراي.
وقالت أوساط مراقبة عبر اللواء أن ما جرى في اللقاء التشاوري في السراي بشأن اقتراح ملء الشغور في المراكز الأمنية قد يفتح النقاش بشأن مصيره لاسيما أن اللقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال والنائب جبران باسيل هدف إلى البحث في توحيد الموقف من التطورات، وسألت عن توقيت المراسلة بشأن نفس الشغور في مركز قيادة الجيش بالزيارة .
وأشارت الأوساط إلى أن بيان وزير الدفاع الذي صدر بشأن توضيح المراسلة جاء يؤشر أنه أي الوزير كان بعيدا عنه واكدت أن هناك غموضا في الملف واسئلة تطرح عما إذا كان باسيل وافق ضمنيا على التمديد وقبل ذلك المراكز الأمنية في المجلس العسكري.
إلى ذلك اعتبرت أن حراك باسيل قد لا يخرج بالنتائج التي يريدها، ولذلك لا بد من ترقب الخطوات المقبلة منه ومن افرقاء آخرين .
باسيل في بنشعي
وفي اليوم الثالث لجولته على القيادات والكتل النيابية، التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تكتل الاعتدال الوطني بالاضافة إلى الرئيس فيصل كرامي مع نواب التكتل الوطني، ثم انتقل بعد ذلك إلى بنشعي، حيث استقبله رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية.
استمر الاجتماع بين باسيل وفرنجية ساعة قال بعده رئيس التيار الوطني:أنا سعيد بزيارة فرنجية وفي هذه الظروف نتخطى الحواجز ولقيت تجاوباً مع الأفكار التي طرحتها، وحصل تفاهم كبير على مختلف الأفكار حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل واعادة الانتظام الى المؤسسات
وقال:«آمل أن يتم التفاهم والتقارب بين الجميع لمواجهة خطر الحرب.
بدوره، اشار فرنجية الى ان «لبنان اهم من الرئاسة ونحن تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة بنسبة 99 في المئة من المواضيع.
وقال: « اننا اكدنا حرصنا على البلد، والمقاومة اظهرت حرصا على لبنان ولا استطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع، وباسيل معنا، ويجب العمل لدرء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات، وما يحدث في فلسطين وغزة جريمة بحق الانسانية».
وقال فرنجية: التيار الوطني الحر ما زال عند موقفه في موضوع الرئاسة، مضيفاً أن باسيل أبدى نية التعاون في حال وصولي إلى الرئاسة».
وعند الخامسة من بعد ظهر اليوم، يعقد باسيل مؤتمراً صحافياً، يتحدث فيه عن جولاته، وما آلت إليه، وما يتعين فعله.
لجنة المال
نيابياً، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، ناقشت فيه الفصل الثالث من مشروع موازنة الـ 2024 المتعلق بالتعديلات الضريبية بحضور وزير المال يوسف خليل.
واقرت اللجنة المواد ٢٣ الى ٤٣ وعلقت ال٤٤ وال٤٥ من الفصل الضريبي المتعلقتين بالرسوم القضائية والسياحية، مطالبة بحضور وزارتي السياحة والعدل في جلسة مقبلة».
وطالبت لجنة المال بحضور مصرف لبنان جلسة لجنة المال للاطلاع منه على ما يتعلّق بسعر الصرف وطريقة احتسابه للرسوم والضرائب.
واشار كنعان عقب الجلسة الى ان «الوضع الاقتصادي الصعب لا يجب ان يغيب عن ذهننا عند الحديث عن رسوم وضرائب والعدالة الاجتماعية تقتضي التمييز بين المكلفين بالضرائب ومن يتوجب عليهم الرسم نسبة لمداخيلهم وحجم اعمالهم».
اضاف كنعان «لا تزال الرواتب، مقارنة مع الأوضاع المعيشية، دون المستوى المطلوب، وهو ما يجب أخذه بالاعتبار لناحية عدم وضع المزيد من الأعباء والأثقال على الأفراد الذين لا يمتلكون القدرة على تحمّلها».
سياسياً، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرئيسين نبيه بري وميقاتي بأن يحترم لبنان قرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 1701، فإذا كانا جادَّين بهذا الموقف عليهما أن يطلبا إذًا ، من الجيش اللبناني الانتشار في منطقة عمل القوات الدولية، كذلك دعوة بقية المسلحين، سواء كانوا لبنانيين أم فلسطينيين إلى الانسحاب من هذه المنطقة.
الوضع الجنوبي
ميدانياً، دارت بعد ظهر أمس اشتباكات بالاسلحة الرشاشة بين الجيش الاسرائيلي وعناصر من المقاومة في موقع المالكية في الاراضي المحتلة قبالة عيترون.
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعترف باصابة دبابة بصاروخ موجَّه أطلق من لبنان تجاه أفيفيم..
من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي إن تبادل إطلاق النار استمر على طول الخط الأزرق أمس.
وأضاف: «خلافاً لبعض التقارير، لم يتم استهداف أو إصابة أي دوريات تابعة لليونيفيل خلال هذه الاشتباكات، ولا يزال حفظة السلام التابعين لليونيفيل يتابعون مهامهم ويواصلون أنشطتهم، بما في ذلك الدوريات».
إلى ذاك شكل المؤتمر المسيحي الدائم لجنة طوارئ للمساهمة في مساعدة النازحين المسيحيين من القرى الحدودية هربا من القصف الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع المرجعيات الكنسية.