كتبت صحيفة “اللواء”: من «ساحة الحرب» الجنوبية المفتوحة على مخاطر التصعيد، مع توسع الإعتداءات الاسرائيلية جنوباً وبقاعاً، واستهدافات المقاومة المحكمة بمسيرات وأسلحة جديدة، خرج بيان سفراء دول الخماسية الى دق النفير الدبلوماسي والنيابي، لإنجاز انتخاب رئيس للجمهورية، كاشفاً عن أن بعض الكتل مستعد «للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة» وإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024.
أمَّا الآلية، فهي – حسب سفراء دول الخماسية- تكون من خلال مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية، وهي ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي.
ولم يرَ السفراء مانعاً من أن تكون مبادرة كتلة الإعتدال الوطني هي ركيزة المشاورات السياسية، التي تعهد السفراء بأن «يسروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية.
وغرض المشاورات المقترحة يقتصر فقط ،أو يهدف فقط، إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد. ويدعو سفراء دول الخماسيّة النواب اللبنانيين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية.
وجاء في بيان الخماسية: لا يمكن للبنان الإنتظار شهراً آخر، فلبنان يستحق رئيساً يوحّد البلد، ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنية ويشكل تحالفاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الاصلاحات، والانتخاب ضروري لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الاقليمية، وكذلك لابرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية.
وأتى بيان الخماسية، بالتزامن مع إعلان المنامة الذي أقرته القمة العربية العادية التي انهت اعمالها امس بالبحرين،.
وتطرق إعلان البحرين للأزمة السياسية في لبنان وحث جميع الأطراف اللبنانية على «إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية».
كما عبر الإعلان عن دعم تعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي «للحفاظ على أمن لبنان واستقراره وحماية حدوده المعترف بها دوليا بوجه الاعتداءات الإسرائيلية».
وبعد صدور البيان، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري السفير المصري علاء موسى، وجرى التباحث بترتيبات الخطوات الاتصالية بعد صدور بيان سفراء الخماسية، وفي مقدمها، موعد مع الرئيس نبيه بري، الذي باتت الكرة في ملعبه، بعد صدور البيان.. لجهة ترتيبات المشاورات وما بعدها.
ميقاتي في القمة: نعوّل على دور الخماسية
وفي كلمة القاها باسم لبنان في قمة البحرين، شدد الرئيس نجيب ميقاتي على الدور الفعال للاشقاء العرب، لا سيما اعضاء اللجنة الخماسية، من اجل مساعدة القوى السياسية اللبنانية على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وقال ميقاتي: «يأتي لبنانُ إلى قمة البحرين، على متنِ بحرٍ من الأزمات، تَلْطُمُه أمواجُها من كلِّ جانب، لكنه في الوقتِ نفسِه واثقٌ بأن برَّ العروبة هو الرصيفُ الوادعُ الذي يحميه من أخطارِ العواصف». وجدد «التزام لبنان قرارات الشرعيّة الدوليّة»، وطالب بـ «الضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا المحتلّة ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البريّة والبحريّة والجويّة، والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة». وامل في « تفعيل عمل لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا بما يُساعد على تحقيق رؤية عربيّة مُشتركة مُتّفق عليها، وبلورة آليّة تمويليّة لتأمين الموارد اللازمة لتسهيل وتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم».
واكد ميقاتي في كلمته ان لبنان واثق —— العروبة هو الرصيف الوادع الذي يحميه من أخطار العواصف.
وكان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، استقبل الرئيس ميقاتي في مقر القمة، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
واكد الملك حمد على دعم لبنان بكل ما يحفظ استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، وما يحقق مصلحة شعبه.
باسيل: خيط رفيع بين الحزب والتيار
سياسياً، وفي موقف هو الاول من نوعه أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التفاهم بين التيار وحزب الله لا يزال قائماً لكن بخيط رفيع للغاية.
وسأل: هل كلف احد حزب الله بتعيين رئيساً بمفرده، من دون موافقة شركائه في الوطن.
ورأى ان على حزب الله ان يحترم خياراتنا في هذا الموضوع، خاصة اننا نأخذ في الاعتبار مخاوفه الأمنية، ولسنا في موقف يهدف الى مهاجمة المقاومة.
واشار الى انه في ما البلاد بحالة حرب، على حزب الله ان يكون في وضع يسمح له بأن يقول لشركائه انه يثق بهم، ويتمكن من الاتفاق معهم على رئيس.
بالمواقف، وصف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الجلسة النيابية المخصصة للهبة الاوروبية بأنها كانت فولكلورية «لم نصل فيها لأي نتيجة».
ودعا لتشكيل جبهة واسعة للمواجهة، لان «بلادنا محتلة من حزب الله».
الوضع الميداني
ميدانياً، وفي الجنوب، توسعت اهداف الحرب فطالت المنشآت الحيوية، سواء داخل الشمال الاسرائيلي في مناطق الجنوب امتداداً الى البقاع.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن شن هجوم بالمسيرات الانقضاضية على منشآت صناعية تابعة لوزارة حرب العدو (شركة البيت للصناعات العسكرية) ومصانع ديفيد كوهين في تل حي (شمال كريات شمونة) المتخصص في انتاج المنظومات الالكترونية للجيش الاسرائيلي واصابة اهدافه بدقة.
كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية المرفوعة على ونش في تلة الطيحات بالاسلحة المناسبة واصابها اصابة مباشرة مما ادى الى تدميرها.
وذكرت وسائل الاعلام الاسراذيلية ان مسيرات دخلت من لبنان باتجاه الداخل الاسرائيلي، ودوت صفارات الانذار في قرية الغجر ومحيطها بإصبع الجليل، وفي مستعمرة مارغليوت.
ومساء اغارت الطائرات المعادية على منطقة حرجية ببلدة يارون، مما ادى الى اندلاع حريق كبير بالاحراج.
وفجر امس شن الطيران الحربي الاسرائيلي 10 غارات عنيفة استهدفت اهدافا عدة في محيط مدينة بعلبك كما سجلت 5 غارات استهدفت أطراف بلدة النبي شيت في البقاع.
وطالت الغارات ايضا سلسلة الجبال الشرقية بين بلدتي بريتال والخريبة، و توجهت فرق الاسعاف الى المكان.