كتبت صحيفة “البناء” تقول:
بضربة حمقاء من رئيس حكومة بريطانيا وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك تشبه الضربة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالدعوة لانتخابات مبكرة، وصل حزب العمال إلى الحكم بعد عقدين من الغياب، كما حقق اليمين الفرنسيّ نجاحاً استثنائياً يحلم بتتويجه الأحد بتولي رئاسة الحكومة والإمساك الأغلبية النيابية، وكما قفز اليمين الفرنسيّ إلى ضعف الحجم الذي كان يشغله، وخسر حزب ماكرون ثلثي حجمه النيابي، قفز حزب العمال البريطاني الى ضعف وزنه النيابي وخسر المحافظون ثلثي مقاعدهم.
كلّف الملك تشارلز زعيم حزب العمال كير ستارمر بتشكيل الحكومة بعد الإعلان الرسميّ عن نتائج مكّنته من حصاد 410 مقاعد مقابل 131 للمحافظين فقط. وأعلن ستارمر فوراً تشكيل حكومته حيث عين ديفيد لامي وزيرًا للخارجية وجون هيلي وزيرًا للدفاع، وعيّن ريتشل ريفز وزيرة للمالية.
في إيران انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية منتصف ليل أمس، وبدأ فرز الأصوات، وسط تقديرات متضاربة للنتائج في ضوء ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات بصورة قالت بعض التقديرات إنها لامست الـ 50% وربما تكون تجاوزتها وفق تقديرات أخرى، والارتفاع يرفع من حظوظ المرشحين المتنافسين الإصلاحي مسعود بزكشيان والمحافظ سعيد جليلي وفقاً لمؤيدي كل منهما. فالإصلاحيون يعتقدون أن جمهورهم الكامن تحرّك للمشاركة لأنه لمس فرص حقيقية للفوز، بينما يعتقد مؤيّدو جليلي أن المشاركة جاءت من المحافظين الذين قالت لهم الدورة الأولى إن عليهم أن لا يناموا على حرير الاطمئنان للفوز لأن المنافسة حرجة وعليهم أن يتحركوا لضمان فوز مرشحهم.
على جبهة التفاوض حول اتفاق غزة، أعلنت الدوحة عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين وفد من حركة حماس ووفد كيان الاحتلال الأسبوع المقبل، بعدما أصبح واضحاً أن التفاوض يدور حول ملفين، مبدئي يتصل بمرحلة تستحدث بين المرحلتين الأولى والثانية، هي مرحلة التفاوض في ظل وقف إطلاق النار، بعدما تضمنت مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن هذا التلازم بين التفاوض ووقف النار. وجاء تمسك حركة حماس بهذا التلازم محرجاً لواشنطن التي لا تستطيع التراجع، ومربكة لتل أبيب التي يصير عليها الاختيار بين التوصل الى اتفاق ينهي الحرب كي تدخل المرحلة الثانية لتبادل الجنود والضباط حيز التنفيذ، وبين أن تنتهي الحرب بوقف إطلاق نار بلا سقف زمني ولا استكمال التبادل، وجاء طلب تل أبيب لعدم ترك المهلة مفتوحة إرباكاً جديداً لوضع الأمور بين خيارين، العودة للحرب بعكس مبادرة الرئيس الأميركي، أو تحديد سقف زمني يجب أن ينتهي حكماً بالاتفاق على إنهاء الحرب. وظهر أن المقاومة أحسنت استخدام التوقيت بعد فشل معركة رفح وتصاعد عمليات المقاومة وظهور التعب على جيش الاحتلال وتصريحات قادته بالاستعداد لوقف الحرب بأيّ ثمن والتباينات بين حكومة بنيامين نتنياهو والجيش، فوجّهت ضربتها الموفقة وربحت بالنقاط مجدداً، سواء انتهى التفاوض باتفاق أم لم ينته.
في لبنان، وبينما تواصل المقاومة ضرباتها القاسية لمواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفداً قيادياً من حركة حماس وضعه في أجواء ما يجري على المسار التفاوضي ورسالة حركة حماس للوسطاء، وتم تقييم الموقف بصورة مشتركة. وقالت مصادر متابعة للقاء إن المقاومة الإسلامية في لبنان أكدت أن بمستطاع المقاومة في غزة أن تستثمر على ما يجري على جبهة الإسناد اللبنانيّة لتعزيز موقعها التفاوضي، باعتبار أن قرار وقف النار على جبهة لبنان بيد المقاومة في غزة، لأن المقاومة في لبنان ملتزمة بأنها لن تفاوض على وقف النار وأنّها ستقوم بالتوقف عن إطلاق النار بمجرد التوصل الى اتفاق يوقف الحرب على غزة.
وفيما تتجه الأنظار الى انطلاق المرحلة الثالثة للعدوان الإسرائيلي على غزة التي أعلنت عنها حكومة العدو، بقيت العيون شاخصة على الجبهة الجنوبية في ظل العمليات النوعية المكثفة للمقاومة التي طاولت معظم شمال فلسطين المحتلة والمستمرة، وفق ما تؤكد مصادر ميدانية لـ»البناء» كدفعات متتالية للرد على اغتيال القيادي في حزب الله «أبو نعمة». وأكدت المصادر أن خسائر العدو خلال اليومين الماضيين كبيرة جداً ولذلك يخفيها كي لا تؤثر على معنويات قواته وجبهته الداخلية، موضحة أن العدو قام بإجراءات مشددة على طول الحدود وبعمق 10 كلم تحسباً لضربات المقاومة وعمد الى إخفاء قواته وحظر التنقل إلا للحالات الطارئة. ومن المتوقع أن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليل الأحد – الاثنين في الأول من محرم كما يطلّ الأسبوع المقبل في ذكرى أسبوع على استشهاد الشهيد أبو نعمة ومرافقه الشهيد حسن خشاب.
والتقى السيد نصرالله أمس الأول، وفداً قيادياً من حركة حماس برئاسة خليل الحيّة وجرى استعراض التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً وأوضاع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق. إضافة الى مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكد الطرفان على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد بما يُحقّق الأهداف المنشودة.
وكان المقاومة واصلت قصف مواقع العدو، واستهدفت موقع «الرمثا» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. واستهدفت موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وموقع راميا بقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدفت مبنى يستخدمه جنود العدو في مستوطنة «شلومي» بالأسلحة المناسبة.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدتي يحمر شقيف وكفرتبنيت، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة «كريات شمونة» بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
وأشعل حزب الله النيران في مستوطنتي «كريات شمونة» و»شلومي» في شمال فلسطين المحتلة بعد استهدافهما بصواريخ الكاتيوشا.
ووثقت المشاهد التي نشرتها وسائل إعلام العدو الأضرار والحرائق التي لحقت بعدد من المنازل بشكل مباشر.
وفيما تتكثّف الاتصالات الدبلوماسية الأميركيّة – الفرنسيّة ومع الحكومة اللبنانية للتوصل الى ترتيبات على الحدود استباقاً لاحتمال الانتقال الى المرحلة الثالثة من العدوان على غزة، والسؤال المحوري الذي تتمحور حوله المفاوضات وفق معلومات «البناء» هو هل المرحلة الثالثة التي سيذهب اليها جيش الاحتلال كافية لكي يوافق حزب الله على تهدئة الجبهة الجنوبية او تخفيضها بالحد الأدنى؟ إلا أن الحزب لم يعط أي موقف وأبقى على الغموض البناء واكتفى بإبلاغ المعنيين انه يترقب الوضع الميداني والتفاوضي في غزة وسيحدّد موقفه. لكن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أوضحت لـ «البناء» أن خفض العمليات العسكرية في عزة من دون وقف كامل لإطلاق النار لا يكفي لكي توقف المقاومة في لبنان الجبهة الجنوبية وأي توسيع للحرب من قبل العدو سيقابل برد قاس ومن دون ضوابط وقواعد.
ورأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن حزب الله مستعدّ لأسوأ الاحتمالات، فالحزب لا يبني موقفه العسكريّ بحسب التحليلات السياسية، بل بحسب المعلومات وبنتائج الميدان.
ولفت قاسم في حديث صحافي الى أنّ «الموفدين الأجانب لا سيما من الجانبين الأميركي والفرنسي يريدان مناقشة القرار ويرغبان بفصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، ويحاولان إجراء ترتيبات ترضي «إسرائيل» لتتمكن من إعادة المستوطنين إلى أماكنهم، ولكن جواب المقاومة لجميع الموفدين كان موحّدًا، لا نقاش دون وقف إطلاق النار، ليصار بعدها إلى النقاش السياسي الضروري وعرض آخر التطورات».
ولفت قاسم الى أن إعلان الجيش «الإسرائيلي» عن بدء المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في رفح دليل على فشله في تحقيق أهدافه، مضيفًا: «فبعد وصوله إلى طريق مسدود سيعتبر العدو أنّ هذا هو التوقيت المناسب لإبرام اتفاقية، وحينها سيعلن أّنّه انتهى من غزة ونجح في ضرب البنية العسكرية لحماس وذهب مجددًا إلى المفاوضات، ويكون خلالها خفّض من مستوى مطالبه ويظهر أمام شعبه على أنه حقق إنجازًا في هذه الحرب».
وقال: «لا خيار أمام «إسرائيل» سوى الموافقة على شروط حماس لأنّها لن تتوقف عن المقاومة إن لم يتوقف إطلاق النار والعدوان على المدنيين».
على صعيد الاستحقاق الرئاسي أعلن قاسم، أنّ «فريقه أعلن عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الذي يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية»، معتبرًا أنّ الخلاف على «رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الأفرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع أي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الأفرقاء، ونحن نقدم بالدليل».