كتبت صحيفة “اللواء”: بعد 7 أيام من اخفاقات جيش الاحتلال الاسرائيلي إحداث اي خرق عند المحاور القتالية، في الحافة الممتدة من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، وتحديداً محاور الناقورة ومارون الراس، وبليدا وعيترون والعديسة وكفركلا طرأت على الموقف الميداني والسياسي تطورات بالغة الخطورة، وتؤشر الى مرحلة قاسية من التدمير الممنهج وفقاً «لعقيدة الضاحية» (التي تعني تدمير كل شيء يخدم المقاومة ولا يساعد العدوان)، فرئيس الكابنيت الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن عزمه على تحويل لبنان الى غزة ثانية، طالباً من وزير دفاعه يوآف غالانت (المكروه منه) تأجيل سفره الى الولايات المتحدة الاميركية.
وعلى جبهة المقاومة، هددت المقاومة الاسلامية بتحويل يافا وخليج يافا وصفد وعكا الى مناطق شبيهة بوضعية المستعمرات الحدودية مثل كريات شمونة ومسكاف عام والمالكية وعرب العرامشة، وغيرها، والتي تشهد ضربات صاروخية لا تتوقف، بانتظار قرار قيادة المقاومة، التي اعلن نائب الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم انها متماسكة، وقادرة ولم تتأثر «بالضربات المؤلمة» التي تسببت بها الاغتيالات.
وسجلت حصيلة الاحداث (حسب تقرير لجنة الطوارئ رقم 13) 9400 اعتداء منذ بدء الحرب، (بينها 137 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الماضية)، واصبح مجموع الشهداء 2119 شهيداً و10019 جريحاً، وتم فتح 990 مركز استقبال للنازحين، الذين بلغ عدده 281700 نازح.
وسط هذه التطورات المعقدة، جدّد البنتاغون اعلانه عن دعم اسرائيل باستهدافها لحزب لله، لكنه زعم انه يرغب بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وكان نتنياهو اعلن اننا: قوضنا قدرات حزب لله وقضينا. على آلاف الإرهابيين، ومن بينهم نصر لله نفسه وبديل نصر لله وبديل البديل في إشارة إلى الأنباء المتزايدة على مقتل خليفة نصر لله الترجح هاشم صفي الدين.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قد قال في وقت سابق إن هاشم صفي الدين الرجل الذي كان من المتوقع أن يحل محل نصر لله، ربما قضي عليه. ولم يتضح بعد من كان يقصد نتنياهو بقوله بديل البديل.
وشدد نتنياهو في كلمته على أن حزب لله أضعف اليوم مما كان عليه السنوات عديدة.
وحت شعب لبنان على استعادة بلده وإعادته إلى مسار السلام والازدهار واستغلال الفرصة التي لم تسنح له منذ عقود. وتابع «إذا لم تفعلوا ذلك، فسيواصل حزب لله محاولاته لمحاربة إسرائيل من مناطق مكتظة بالسكان على حسابكم، ولا يهمه إذا الجر لبنان إلى حرب أوسع نطاقا.. يعاني المسيحيون والدروز والمسلمون السنة والشيعة، جميعا بسبب حرب حزب لله الخاسرة مع إسرائيل.
الحزب يؤكد على التماسك والجهوزية
ولمناسبة مرور سنة على دخول حزب لله «حرب الاسناد» اعلن نائب الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم ان «مقاومينا على الجبهة متماسكين والادارة متماسكة».
واكد في كلمة متلفزة له: اثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان، فهؤلاء ابناء السيد نصر لله لا يمكن الا ان يكونوا كذلك..
وخاطب نتنياهو قائلاً: انه يريد اعلاة المستوطنين، ونقول له بأنه سيتهجر اضعاف هؤلاء الذين تتحدث عنهم.
واشار الى انه كلما طالت الحرب سيزداد مأزق «اسرائيل» ومحاولتكم فاشلة وبيئة المقاومة متماسكة، ونحن لدينا اشرف الناس واعظم الناس، واهل العزم والبأس..
واعلن قاسم تأييد حزب لله الحراك السياسي الذي يقوده الرئيس نبيه بري بعنوانه الأساس: وقف اطلاق النار.
التواصل مع الخماسية
رئاسياً، عاد التواصل السياسي بين المسؤولين الرسميين وسفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية، وزارت السفيرة الاميركية في بيروت ليزاجونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان. فيما اعلن البيت الأبيض الاميركي اننا نسعى إلى التوصل لوقف النار لتمكين النازحين من العودة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وفي الحراك الداخلي، قد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقل وكتلة الاعتدال للتداول في المستجدات الأخيرة التي تمرّ فيها البلاد.
حضر اللقاء: نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنواب: أحمد خير، ابراهيم كنعان، محمد سليمان، نعمت افرام، آلان عون، سجيع عطية، ميشال ضاهر، سيمون ابي رميا، نبيل بدر وعبد العزيز الصمد.
وشدّد الفريقان على ضرورة وقف اطلاق النار فوراً ودعم الموقف الرسمي اللبناني في هذا الشأن، وعلى الحاجة لإنتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت. وقد تداول الفريقان في المسار الذي يوصل الى انجاز الاستحقاق الرئاسي واتفقا على تكثيف التنسيق في ما بينهما وسائر الكتل النيابية دون إستثناء وتعزيز التعاون لإرساء التوازن في المشهد السياسي والحؤول دون عزل أي مكون في الداخل اللبناني.
كما عقد اجتماع بين نواب اللقاء التشاوري النيابي المستقل ووفد كتلة تحالف التغيير ضمّ النائبين وضاح الصادق ومارك ضوّ وجرى التداول في مجريات الحرب وضرورة وقف اطلاق النار وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية ودراسة خطوات للوصول الى هذا الهدف من خلال اكثرية جامعة و موصوفة في مجلس النواب.
ومن بكركي، دعا الرئيس فؤاد السنيورة بعد لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع وفد من لجنة صياغة بيان الازهر الى انتخاب رئيس فوراً والشروع بتطبيق 1701.
درس اسماء المرشحين للرئاسة
رئاسياً، اعلن تكتل لبنان القوي انه قام بدرس مفصّل لاسماء المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وابدى انفتاحاً علي الجميع، واعد بدوره لائحة بأسماء المرشحين المتداولين، وقرر التشاور بشأنها مع الكتل النيابية، واضافة من يلتزم منهم بحضور جلسات الانتخاب المزمع الدعوة اليها.
لكن الشيخ قاسم قال في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية: «قبل وقف اطلاق النار، فإن اي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا».
المساعدات
وفي اطار المساعدات الانسانية للبنان، تسلم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض، في القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، شحنة مساعدات أدوية ومستلزمات طبية مقدمة من الدولة الفرنسية، في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية السيدة لولوة بنت راشد الخاطر والسفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
وللمناسبة، قال الوزير الأبيض فيها: «هذه الطائرة الثالثة التي تصل الى مطار رفيق الحريري الدولي. والجهد الذي نراه، هو جهد مشترك بين دولة قطر وفرنسا لإيصال المساعدات الى لبنان وهذا سوف يثمر سهولة أكثر وكمية أكبر من المساعدات التي ستصل الى لبنان».
من جهتها قالت الوزيرة القطرية: «هذا التعاون مع الجمهورية الفرنسية والتنسيق مع الاشقاء في لبنان، بما يتعلق بإرسال المساعدات الى لبنان، لا سيما المساعدات الطبية».
اضافت: «كما تفضل وزير الصحة، بأن هذه رسالة للمجتمع الدولي ككل بإن باب التعاون مفتوح مع الجمهورية اللبنانية من أجل دعم الاشقاء في لبنان، ولا سيما إننا نتحدث عن أكثر من مليون ومئتي ألف نازح».
بدوره أثنى السفير ماغرو على «التعاون مع دولة قطر لمساعدة لبنان»، مشيرا الى «ان هذا التعاون أيضا، هو رسالة الى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان».
عودة النازحين السوريين
في مجال آخر، تحدثت مصادر المعلومات عن عودة ما لا يقل عن 250 الف نازح سوري الى بلادهم، تحت وطأة الهروب من القصف الاسرائيلي، وعدم بقاء مناطق آمنة في لبنان بعد هروبهم من الجنوب والبقاع.
ارض الميدان
على ارض الميدان، استمرت الغارات التدميرية نهار امس على الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب والبقاع وارتكاب مجزرة في بلدة الخضر البقاعية، وردت المقاومة بتنفيذ عمليات موذية ضد قوات الاحتلال.
وقصفت مدفعية المقاومة اكثر من 200 صاروخ باتجاه حيفا وخليج حيفا، في اعنق هجوم لحزب لله منذ عام.
وبراً يواجه جيش الاحتلال الاسرائيلي صعوبات قاسية لجهة التقدم براً، على الرغم من دفعه بتعزيزات اضافية الى الحافة الجنوبية، حيث يواجه بمقاومة لم تكن بحسابات قيادته..
وبعدها شنت الطائرات الاسرائيلية غارة عنيفة علي الضاحية الجنوبية، في منطقة الليلكي – الكفاءات.
وتحدثت معلومات عن لجوء جنود الاحتلال الى رفع العلم الاسرائيلي قرب «حديقة إيران» في مارون الراس، لكنهم ما لبثوا ان غادروا خشية استهدافهم بصاروخ كورنيت.
وليلاً صدر بيان عن المقاومة الاسلامية أكد فيه ما صدر عن نائب الأمين العام لحزب لله فضيلة الشيخ المجاهد نعيم قاسم حول جهوزية القوة الصاروخية لاستهداف كل مكان في فلسطين المحتلة تقرره قيادة المقاومة عبر منظومة القيادة والسيطرة التي عادت أقوى وأصلب مما كانت عليه.
• إن تمادي العدو الإسرائيلي في الإعتداء على أهلنا الشرفاء في كل بقاع لبنان الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان، وهذا ما شاهده العدو ومستوطنوه في حيفا ومحيطها اليوم الثلاثاء.
• إن المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع هذا العدو، ويدها قادرة أن تطال حيث تريد في فلسطين المحتلة، ونيرانها باتجاه العمق الصهيوني لن تقتصر على الصواريخ ولا المسيّرات الانقضاضية.
وكانت المقاومة الإسلامية رصدت قوة للعدو الإسرائيلي تسللت من خلف موقع القوات الدولية في اللبونة، و تعاملت المقاومة معها بالاسلحة المناسبة وحققت فيها اصابات مؤكدة بين قتيل و جريح، مما اجبر قوة العدو المتسللة إلى الإنسحاب خلف الجدار الحدودي من حيث تسللت.
وتحدث العدو الإسرائيلي عن إصابة 48 جنديًا إسرائيليًا خلال ال24 ساعة الماضية، منهم 30 جنديًا عند الحدود الشمالية مع لبنان و18 جنديًا في غزة.
كما اصابت لوابل الصواريخ الذي أُطلق على الكريوت من لبنان، لحقت أضرار بشبكة الكهرباء في ثلاثة مواقع في كريات يام وكريات موتسكين.
وليلاً، كرر افيخاي ادرعي الناطق الاسرائيلي وجه انذارات لسكان الضاحية الجنوبية (حارة حريك، والحدث)، متوعداً بتدمير مبانٍ على ساكنيها.