نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا افتتاحيا عن اكتشاف الغاز في حقول شرقي البحر الأبيض المتوسط وتعقيد عملية استغلالها.
قالت الصحيفة إن مد أنابيب الغاز لا يأتي دائما بالفائدة المرجوة، خاصة تلك العابرة للحدود، التي ما إن تنتهي عمليات إنجازها حتى تكون الظروف السياسية والإقليمية قد تغيرت وغيرت معها أهمية الأنبوب وفاعليته.
وحذرت من أن يكون هذا هو مصير الأنابيب التي يجري مدها من حقول شرق البحر الأبيض المتوسط المكتشفة في الفترة الأخيرة في منطقة معروفة بالنزاعات، ولكنها تنبه إلى إمكانية أن تساعد هذه الأنابيب في تفعيل الاندماج الاقتصادي في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية هذه الحقول بالنسبة لأوروبا، فهي قريبة وتوفر فرصة من تقليص تبعية الغرب لغاز روسيا، على الرغم من أن موسكو أخذت حصصا استراتيجية في المشاريع المهمة في المنطقة حتى لا يندثر تأثيرها تماما.
ورأت أن استغلال هذه الحقول يطرح إشكالات فهي تقع في المياه الإقليمية لعدة دول منها كيان العدو (إسرائيل) وتركيا واليونان وقبرص. وبعض هذه الاكتشافات يقع في قطاع غزة، وهو يقحم في الخلافات النزاع الفلسطيني (الإسرائيلي)، فيعقدها أكثر.
وذكتر الصحيفة أن مصر التي أعلنت اكتشافاتها ستكون في الريادة في المنطقة إذ بدأت الانتاج في حقل “ظهر” مع الشركة الإيطالية إيني، ولها سوق داخلية كبيرة، وإن كانت تحولت إلى دولة مستوردة فإن الأمر سيتغير قريبا.
وترى الفايننشال تايمز أن استغلال حقول إسرائيل ولبنان وقبرص هي الأكثر صعوبة، لأنها لا تملك سوقا داخلية كبيرة للغاز، وعليها ستكون بحاجة إلى تصدير الإنتاج إلى السوق الدولية التي هي مشبعة أصلا.
ولعل أفضل الطرق في المدى القصير هي إنجاز أنابيب قصيرة تسمح بتوصيل الإنتاج إلى محطات الغاز الطبيعي المسال في مصر. أما على المدى المتوسط فيمكن أن يعبر الغاز الطبيعي عبر تركيا.