كتبت صحيفة “النهار ” تقول : الايجابيات لم تتأخر. ونتائج الاجتماع الثلاثي في قصر بعبدا طوت صفحة مؤلمة باتفاق على “معالجة ما حصل من خلال المؤسسات الدستورية وفقا للدستور والانظمة والقوانين المرعية الاجراء” كما جاء في البيان الرسمي الذي يجافي الحقيقة، اذ ان الحلول واقعاً تأتي بعيداً من الانظمة والقوانين والمؤسسات الدستورية، ثمرة اتفاقات سياسية تعيد تفعيل المؤسسات التي يصيبها شلل عند كل انتكاسة سياسية، ما يفرض وجوب اعادة النظر في توزع السلطات واستقلاليتها وعمل المؤسسات.
ووصفت مصادر مطلعة لـ”النهار” الاجتماع الثلاثي بأنها كان “جيداً جدّاً”، وتخلله حوار عميق وصريح بين الرؤساء، والبيان الرسمي الذي صدر على اثره أكد جملة ثوابت تمنع التشكيك في ما اتفق عليه.
وعلمت “النهار” أن عرضاً سياسياً من الرؤساء الثلاثة تخلل الاجتماع، من دون التطرق الى “فيديو” الوزير جبران باسيل. وتوزّع النقاش بين التهديدات الاسرائيلية والملفات الداخلية. ونوقش مرسوم الاقدمية بشكل مستفيض وتمّ التفاهم على ان تكون المعالجة نهائية على نحو يحفظ حقوق الضباط في الاقدمية التي اعطيت لهم وصدور مرسوم الترقيات من 1-1-2018 كما أعدته الاجهزة الامنية المختصة.
وفي موضوع الانتخابات النيابية، كان تأكيد لاجرائها في موعدها، كما نوقش موضوع البطاقة الممغنطة وتمّ التفاهم على تعديل المادة المتصلة بها، منعاً لأي طعن محتمل بسببها.
وتطرق البحث الى موضوع الموازنة، واتفق على ضرورة الاسراع في عرضها على مجلس الوزراء وإقرارها واحالتها على مجلس النواب، ودرسها في اللجان المعنية من أجل انجازها قبل الانتخابات النيابية اذا كان ذلك ممكناً. وتمّ التطرق الى فتح الدورة الاستثنائية من أجل اقرار الموازنة في حال جهوزها قبل الدورة العادية.
ومن النتائج الايجابية، توجيه دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء غداً الخميس في قصر بعبدا على جدول أعمالها 93 بنداً منها “عرض وزارة الداخلية موضوع البطاقة الممغنطة”.
والمناخات الايجابية التي عممها لقاء بعبدا، يفترض ان تتعزز في محطتين جديدتين الجمعة المقبل، الاولى في القداس الاحتفالي بعيد مار مارون الذي يرأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والثانية في حفل توقيع عقود استخراج النفط مع رؤساء الشركات الثلاث بعد الظهر في “البيال”.
واذ أكد الرؤساء وجوب التزام وثيقة الوفاق الوطني التي ارتضاها اللبنانيون للمحافظة على وحدتهم الوطنية وصيغة العيش الفريدة التي تميزهم وعدم السماح لاي خلاف سياسي بأن يهدد السلم الاهلي والاستقرار الذي تنعم به البلاد، خصوصاً ان لبنان مقبل على المشاركة في مؤتمرات دولية، تدارسوا المعطيات المتوافرة حول ابعاد التهديدات الاسرائيلية، ورأوا فيها انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الامن الرقم 1701، واتفقوا على الاستمرار في التحرك على مختلف المستويات الاقليمية والدولية، لمنع اسرائيل من بناء الجدار الاسمنتي داخل الحدود اللبنانية، ومن احتمال تعديها على الثروة النفطية والغازية في المياه الاقليمية اللبنانية، وذلك من خلال سلسلة اجراءات سوف تعرض على المجلس الاعلى للدفاع في اجتماع استثنائي يعقد قبل ظهر اليوم في بعبدا.
وفي هذا الاطار وصل الى بيروت نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي السفير ديفيد ساتيرفيلد حيث يجري اتصالات تتعلق في شكل أساسي بالوضع على الحدود الجنوبية وبالبلوك النفطي رقم 9، محاولاً منع عودة التوتر بين بيروت وتل أبيب بسبب الخلاف على ترسيم الحدود بينهما. وعُلم انه سيجس توجّهات المسؤولين اللبنانيين للتعامل مع التهديدات الاسرائيلية أولاً، وسيحاول دفعهم الى التريث قبل الذهاب الى مجلس الامن، على ان تعمل بلاده لاحياء مساعي “التسوية” مع تل أبيب.
الوسوم"النهار": اتفق الرؤساء… فوضعت الملفات على السكة