كتب خضر ماجد
السلاسة والموضوعية والصراحة والسرد المتسلسل للاحداث والوقائع هي ابرز ما اتصف به حديث نائب رئيس مجلس النواب الاستاذ فريد مكاري الذي افاض بالحديث عن شؤون وشجون ما يحصل على الساحة السياسية اللبنانية من فراغ وتجاذبات.
الرئيس مكاري الذي لا يخفي اعجابه وتقديره برئيس مجلس النواب نبيه بري، اعتبر ان المسيحيين في لبنان لا يسيتطيعون وحدهم انتخاب رئيس للجمهورية ولكن باستطاعتهم تعطيل هذا الانتخاب.
عن عدم نزوله الى البرلمان وحضور جلسة انتخاب الرئيس، قال ان كان المرشحون لم ينزلو ولو صوريا فلماذا انزل انا؟.
يقول مكاري انه عند لقاء الرئيس الحريري مع الوزير سليمان فرنجية لم يكن على علم باللقاء بينما الدكتور سمير جعجع كان يعلم بذلك، وبدأت الافكار تاخذه الى هذا الحدث منذ تغيب فرنجية عن طاولة الحوار لسفره الى باريس بالوقت الذي كان يعلم ان الحريري موجود هناك. يضيف انه بعد عدة ايام تلقى اتصالا من السيد نادر الحريري يسأله ان كان بالامكان الذهاب الى الرياض للقاء الرئيس سعد الحريري فاشار بالقبول وعند وصوله الى المطار وجد مجموعة من الشخصيات ففهم ان الامر يتعلق بموقف سياسي.
وسرد الرئيس مكاري تفاصيل اللقاء الذي جمع فيه الرئيس سعد الحريري مجموعة من قيادات 14 اذار ابرزها اضافة اليه الرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق الذي التحق بهم اتيا من الامارات العربية المتحدة.
في الجلسة يسرد الرئيس مكاري كيف برر الحريري ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية باسباب ابرزها:
1- انه قد مر الى حينه 33 جلسة دون جدوى للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وان المصلحة الوطنية تقتضي الانتهاء من الفراغ الحاصل في سدة الرئاسة.
2- ان هناك موافقة دولية ومحلية على فرنجية منها موافقة فرنسا وعدم ممانعة الولايات المتحدة الاميركية وموافقة السعودية وايران وحزب الله عليه. وان جعجع لن يخرج عن الخيار والموافقة السعودية هذه.
3- ان الحريري المقتنع بالتفاهم مع عون عندما التقى به فوجيء بالرفض السعودي له.
4- ان القبول السعودي بفرنجية هو التزامه اتفاق الطائف ووطنيته رغم انه من اسس 8 آذار.
5- ان الرئيس سعد الحريري استعاد تجربة والده في الحكم حيث قام بعدة تنازلات ولم يكن يحصل على كل ما يريد في سبيل المصلحة العليا للبلد، ومن هنا انطلق في ترشيح فرنجية.
اضاف الرئيس مكاري ان الحضور بطبيعة الحال لم يصفقو لهذا الطرح، بل بدأ النقاش، ففي حين اعتبر الجميع ان الامر قد بت وانتهى، قلت ان حظوظ فرنجية لن تتجاوز ال 50 % وذلك لعدة اعتبارات ابرزها الفيتو العوني والقواتي.
واكد انه مع انتخاب الوزير فرنجية لعدة اعتبارات ابرزها ان فرنجية رغم انه احد اعمدة 8 آذار وصديق شخصي للرئيس السوري بشار الاسد غير انه لا احد يستطيع ان يشكك بوطنيته او مارونيته . وهو من بيت وطني عريق مستشهدا بموقف جده الرئيس سليمان فرنجيه في جنيف ولوزان عندما وصلت الامور الى موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية طلب فرنجية الجد من الرئيس امين الجميل عدم التدخل ووقف في وجه الجميع محافظا على هذه الصلاحيات.
اما العماد ميشال عون فهو يتحمل مسؤولية الفترة “الرخوة” التي تم فيها اغتيال الرئيس المنتخب رينه معوض بسبب ممانعة ورفض عون لاتفاق الطائف حينها.
من جهة اخرى، اعتبر الرئيس مكاري ان 14 آذار قد تفككت وانتهت ويعود بالسبب الى القوات اللبنانية التي عملت منذ الاساس على الاستئثار بالقرار المسيحي داخل هذه القوى فبسببها خرج الكتائب والمستقلون وحركة التجدد الديمقراطي واليسار الديمقراطي والاحرار و…. سائلا اين الشخصيات التي كانت لا تتسع لها طاولة الاجتماعات الكبيرة لـ 14 آذار؟.
اما عن المكاسب التي حصدها جعجع من لقائه وترشيحة للعماد عون هي: تصعيب وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، كسب الشارع المسيحي لاسيما المستقلين منهم انه ضحى بترشيحه من اجل المصلحة العامة، اصبح شريك مضارب لعون فهو من كسروان الى جزين ليس لديه نائب واحد فالان مهما حصّل من نواب فهو الكاسب.
وعن علاقة جعجع بالحريري اعتبرها “عاطلة” لكنها قد ترمم، اما عن علاقة جعجع مع السعودية، اعتبر ان الاخيرة لن تفرط بعلاقتها بحليف مسيحي مثل الدكتور جعجع، وهي علاقة لن تنتهي.
لكن الرئيس مكاري اعتبر ان الوزير فرنجيه اخطأ كثيراً عندما وصف السيد نصر الله بـ “سيد الكل” وهو ما يفسر ان هناك مقابل كلمة سيد كلمة عبد وهو مهين لمرشح لرئاسة الجمهورية ان يكون عبدا عند احد، وهي الابرز اذا تجاوزنا التعابير والمواقف الاخرى.
وعن ما ستؤول اليه الامور اعتبر مكاري ان كسر الحلقة المفرغة اما ان يكون عبر موافقة الحريري على عون او انتظار ما سيحصل في المنطقة او ان يتنازل عون لفرنجية وهذه من سابع المستحيلات اذا ان عون لن يتنازل حتى لابنه ولو كان اسمه جبران ميشال عون، وهذا شأنه ربما يكون على حق او لا.
وعن السلة التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله اعتبر الرئيس مكاري ان حزب الله ليس اول مرة يطرح شيء ويتراجع عنه او لم ينفذه، او يقول الشيء ويعمل نقيضه مفندا عدة امثلة على ذلك.
وعن التركيبة السياسية في البلد وموقعه منها، اعتبر الرئيس مكاري انه ليس من هذه الطبقة السياسية، جاذما انا لن يعود الى النيابة هو او احدا من عائلته، لكنه سيبقى في العمل العام، كاشفا انه لن يعمل بالسياسة رغم انه منذ ربع قرن بالنيابة الا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، معتبرا ان السياسة في لبنان تحكمها المصالح الشخصية، مشيرا في رده على سؤال ان كل من عون وفرنجيه عندهم القابلية للتأقلم مع هذه التركيبة اما انا فلست من هذه الطبقة السياسية.
واعرب عن اعتقاده ان الرئيس سعد الحريري راغب برئاسة الحكومة لكن ذلك ليس ليعالج ازمته المالية كما يزعم البعض. وان عاد لن يمكنونه من ممارسة الحكم.
كما اشار الى ضرورة معالجة مشاركة الطائفة الشيعية في السلطة التنفيذية دون ان يكون لديه اي حل ليطرحه وقال ان على هذه الطائفة تقديم اي طرح لهذه المشاركة وهو سيدعمه لانه من حقها.
وعن ازمة المنطقة توقع مكاري دخول تركي نهاية هذا الشهر الى سوريا ودخول التحالف العربي – الاسلامي كذلك وان كان بقوات رمزية للمملكة العربية السعودية والامارات وبعض الدول العربية لكن الثقل الاكبر هو للقوات التركية والتمويل العربي، مشيرا الى ان ذلك قد يكون بداية تسوية.