أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقاءه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة الناتو في بروكسل، أنه “لا يوجد قطيعة في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا بالرغم من التوترات خلال قمة دول حلف الناتو”.
وشدد ترامب على “تمسكه الشخصي بالعلاقات مع أوروبا”.
وتجدر الاشارة الى أن ترامب كان قد أشاد بـ”العلاقات التي تربطه بماكرون في بداية لقاءه به، بعدما انتقد، في وقت سابق، أعضاء حلف الناتو لا سيما ألمانيا التي اعتبر أنها لا تخصص موارد كافية للإنفاق العسكري”.
من جهتها، اشارت صحيفة التايمز الى ان “الرئيس الاميركي دونالد ترامب ينتقد حلفاءه في الناتو لعدم الإنفاق بما يكفي على الدفاع ولكن هدفه الحقيقي قد يكون صفقة كبرى مع بوتين بشأن سوريا”، لافتة الى ان ” ترامب بدأ زيارته أمس لدول الناتو بهجوم حاد على ألمانيا، قائلا إنها “أسيرة روسيا” بسبب خط الأنابيب الذي ينقل الغاز الروسي إلى البلاد. وقال ترامب إنه “من غير اللائق” أن تحمي الولايات المتحدة ألمانيا بينما تدفع ألمانيا مليارات الدولارات لروسيا”.
ورات الصحيفة إن “هجوم ترامب على ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا تسبب في الحرج لينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، وأوضح العلاقة المتوترة بين واشنطن وحلفائها وأوضح عزم الولايات المتحدة أن يدفع حلفاؤها المزيد من الأموال مقابل الدفاع.
وتقول الصحيفة إن ترامب لم يخف قط عدم اكتراثه بالناتو وضيقه بأعضائه الذين يعتبرهم عبءاً ماليا. وتضيف أن الكثير من أعضاء الحلف يشعرون بالفعل بالقلق إزاء إنفاقهم على الدفاع وأن الكثير منهم أمامه الكثير للوفاء بتعدهم أمام قمة الحلف في ويلز برفع إنفاقهم على الدفاع إلى 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي”، مشيرة الى أن “انتقادات ترامب للناتو قد تكون ناجمة عن رغبته في استباق أي انتقادات قد يعربون عنها بشأن لقائه القريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. وتضيف أن ترامب بدا “استفزازيا تقريبا” بتكراره لرغبته في علاقات أفضل مع روسيا في وقت يقلق فيه الغرب من سلوكه”.
ولفتت الصحيفة الى إنه “في الشهر الماضي دعا ترامب لعودة روسيا لمجموعة الدول السبع، ولدى وصوله إلى أوروبا قال إن لقاءه مع بوتين في هلسنكي سيكون أيسر جزء في الجولة”، مشيرة الى انه ” يحق لأوروبا القلق ولكن في حدود المعقول، فمن المستبعد أن يتمكن بوتن من أن يقنع ترامب بإلغاء مناورات الولايات المتحدة مع حلفائها أو بالتسبب في إفلاس الناتو بخفض مساهمة بلاده”.
ولكن الصحيفة ترى أن “الأمر المحتمل هو أمر بدأ الترويج له على مدى عام على الأقل، وهو نوع من “الصفقة الكبرى” التي تسقط بموجبها الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على روسيا بسبب شبه جزيرة القرم، في مقابل وقف روسيا تحصين القوات الإيرانية في سوريا. وتقول الصحيفة إن هذا المخطط تدفع به بشدة كل من السعودية والإمارات وإسرائيل”.