كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: حراك لافت تشهده الساحة السياسية وإن كان لا خرق كبير يحصل، إلا ان إعادة تشغيل الرئيس نبيه بري لمحركات عين التينة رغم تفشيل مبادرته لعقد طاولة الحوار، ولقائه الأخير مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، توحي بأن خطوط التواصل قائمة في محاولة لنسج تفاهمات بالحد الادنى قادرة على خلق أرضية تسمح بالوصول الى تسوية رئاسية مقبولة ريثما تنضج الاجواء الاقليمية والدولية.
مصادر سياسية مواكبة لأجواء الاتصالات القائمة أشارت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية الى أن مرحلة ما بعد لقاء جنبلاط _ بري ليست كما قبلها، وهذا واضح في كل اللقاءات الماضية التي عقدت بينهما، فعندما تصل المواقف بين القوى السياسية الى نقطة اللاعودة كانا يلتقيان لتدوير الزوايا وعدم ذهاب الأمور الى أكثر مما هي عليه بغية الاتفاق على الصيغة التي ترضي جميع الأطراف. هذا ويُستشف من كلام جنبلاط الأخير أن كل العقد قابلة الى الحل.
وفي السياق، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث مع “الأنباء” الالكترونية الى أن آلية التشاور لدى الرئيس بري ما زالت قائمة وهذا التشاور ممكن أن يحصل في أي وقت، ويمكن أن يكون تشاوراً ثنائياً أو مع أكثر من كتلة نيابية وفق الآلية التي يمكن اعتمادها. لكن التشاور برأيه لا يسقط الحوار المباشر بين المجموعات المتكاملة المفترض أن يكون أفضل، لكن هذا الموضوع تمت مواجهته مع الأسف من قبل القوات والتيار الوطني الحر ما أدى الى تجميد الحوار، إلا ان بري لم يقفل الباب أمام التشاور.
وقال هاشم: “هدف الحوار هو التوافق وهذا لا يعني إلغاء مبادرته إطلاقاً، ولا بد من الحوار والتوافق”، متوقعاً أن تكون جلسة الخميس عادية لأن لا شيء في الأفق يؤشر الى تغير ما حتى الساعة.
وعما اذا كان هناك مرشح سيصوّت فريق 8 أذار له في الجلسة، أشار هاشم الى أن الموضوع ما زال قيد الدرس، ولا يوجد أي توجه ولم يتخذ أي قرار بهذا الشأن، وانطلاقاً من يوم الاربعاء وصباح الخميس يمكن أن تتبلور الصورة أكثر بخلال الساعات الـ48 المقبلة.
وحول استمرار التصويت بالورقة البيضاء، أوضح هاشم أنه من الممكن أن يكون هناك ورقة بيضاء لأننا لم نتخذ موقفاً نهائياً بعد، مستبعداً الذهاب الى تسمية أي مرشح في الجلسة لأن موضوع الاسم يجب ان يكون هادفاً للتوصل الى انتخاب الرئيس وليس للمناورات.
وفيما تتجه أصابع الاتهام الى القوات والتيار في عرقلة الحوار، أشار القيادي في القوات النائب السابق جوزف اسحق عبر “الانباء” الالكترونية الى ضرورة استمرارية الحوار وعدم توقفه وأن لا خلاف بيننا وبين الرئيس بري حول هذا النقطة، لكن هناك تباين معه في وجهات النظر، مضيفاً “نحن لدينا أولوية تتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية ونريد الحوار بداخل المجلس وبين الجلسة والجلسة، على أن يكون المجلس بحالة انعقاد دائم وليس بتحديد جلسة واحدة كل أسبوع”.
وتابع اسحق “أين المشكلة؟ ففي فرنسا بقي النواب داخل المجلس 6 أيام حتى تمكنوا من انتخاب الرئيس”، معتبراً ان القول بضرورة التوافق أولاً مخالفة دستورية، داعياً بري الى توجيه الدعوة لعقد جلسة عادية يحصل من ضمنها نقاش حول شخص الرئيس حتى ولو اقتضى الأمر لعقد جلسات متتالية يتم خلالها رفع أسماء مشتركة ويصار بعدها الى انتخاب أحدهم رئيساً، فهناك ضرورة أن يشعر اللبنانيين أننا بجلسة انتخاب رئيس جمهورية وليس بجلسة مناورات سياسية، مؤكداً الاستمرار بترشيح النائب ميشال معوض وتأمين نسبة المؤيدين له ليصل العدد الى 65 نائباً نقوم بعدها بمضاعفة الضغط لتأمين إجماع حوله كي يصبح رئيساً للجمهورية.
في هذه الأثناء، من المتوقع أن يحسم التيار الوطني الحر قراره اليوم حول جلسة الخميس، وعمّا اذا كان سيشارك فيها بمرشح او بالبقاء على خيار الورقة البيضاء. وبالتالي لا جديد في الجلسة المقبلة بانتظار ما يمكن ان يتغيّر في الجلسة اللاحقة.