كتبت صحيفة “اللواء” تقول: الترقب الذي ساد عشية الجلسة التاسعة لمجلس النواب، والمخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية: مَن يحضر من النواب، ومَن يغيب، ثم ما التصاريح التي ستصدر، سواء قبل الجلوس في مقاعد النواب، بانتظار «مطرقة الرئيس»، وتلاوة المواد الخاصة وصولاً الى «مطرقة صدّق وأقفل المحضر» بانتظار الجلسة العاشرة..
على هذا النمط، يتوقع كثيرون «اليوم الانتخابي» اليوم، قبل سفر الرئيس نجيب ميقاتي الى المملكة العربية السعودية لتمثيل لبنان في القمة العربية – الصينية التي تفتتح اعمالها في الرياض.
والجلسة تعقد ايضاً على مرمى ايام قليلة من القمة الاقليمية في الاردن، بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والدول المجاورة للعراق، لا سيما المملكة العربية السعودية، وتركيا وايران، وقطر ومصر، والمرجح ان يحضر فيها الملف الرئاسي اللبناني، لا سيما بين ماكرون وولي عهد المملكة محمد بن سلمان، اذا ما تمكن من المشاركة.
وعشية قمة بغداد، استقبل الملك عبد الله الثاني البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث جرى عرض الوضع في لبنان، والمساعدات الانسانية التي قدمها الاردن الى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، فضلاً عن تأكيد الملك عبد الله دعمه المستمر للبنان في جهوده لتخطي الازمات.
وكان الراعي قال: ان لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات، ويتحمل عبئاً اقتصادياً كبيراً، وهويته مهددة، وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه.
وطالب الراعي من الأردن بـ«عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة، يتناول تطبيق الطائف نصاً وروحاً، وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701، لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان.
وعشية الجلسة التاسعة، وبانتظار موقف نواب تكتل لبنان القوي: هل سيمضون بالتصويت بالورقة البيضاء، ام يسمون واحداً منهم، وهل قرروا عدم التنسيق مع حزب الله في الجلسات؟
اسئلة لم يحسمها اجتماع المكتب السياسي للتيار الوطني الحر الذي اجتمع عصر امس، لكن قيادياً في حزب الله، لم يستبعد استمرار النواب العونيين بالتصويت بالورقة البيضاء، معتبراً ان الهزة التي تعرض لها تفاهم مار مخايل ما هي الا «غيمة صيف عابرة»، مؤكداً ان التباين بين حزب الله والتيار لن يصل الى مرحلة فك التحالف بينهما، مشيراً الى أن «القادر على فك التحالف لن يفكه»، واصفاً الفوضى التي سببتها عبارات باسيل في مؤتمره الصحفي بعد ظهر الثلاثاء لا تعدو كونها «عاصفة في فنجان».
بالمقابل، شددت مصادر سياسية على ان حملات التصعيد والتازم السياسي بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تحت عنوان الخلاف حول الاستحقاق الرئاسي ظاهرياً، ستبقى تدور في حلقة من التنافر والتراشق باتهامات التحريض وعدم الالتزام بالتحالف والشراكة الوطنية، والتنسيق مع دول خارجية وغيرها، لحين بلورة اتجاهات الاستحقاق الرئاسي محليا واقليميا ودوليا، وعندها يمكن التكهن بمستقبل هذا التحالف، وما إذا كان يتجه الى الانفكاك وطي صفحة العلاقات المميزة بين الطرفين.
واعتبرت المصادر ان تمادي رئيس التيار الوطني الحر ضد حزب الله واتهامه بدعم توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعقد جلسة لمجلس الوزراء من دون أن يسميه، انما يندرج ضمن الادوار التي مارسها هو شخصيا بجدارة، بدعم من الحزب على مدى السنوات الماضية، ان كان ،بافتعال الاشتباك السياسي مع خصوم الحزب ،او بتغطية تجاوزات وارتكابات الحزب غير الشرعية بتعطيل تشكيل الحكومات،او شل عملها،او اسقاطها،كما حصل مرارا ، مقابل الاستفادة الشخصية لمصلحته السياسية،على حساب المصلحة الوطنية العليا.
وقالت المصادر ان تجاهل حزب الله الرد على اتهامات رئيس التيار الوطني الحر بالتنصل من عدم المشاركة بجلسة الحكومة، والوعود والعهود التي قطعها، يبقى ضمن عدم تخطي حدود التحالف المرسومة بينهما، بالرغم من التداعيات السلبية التي تركها على مستقبل التحالف بينهما،الا ان تهديد باسيل ومطالبته بتطبيق المركزية الموسعة، قطع منتصف الطريق بفك التحالف بينهما، لان مثل هذه الطروحات التي تحمل في طياتها، نوايا أو توجهات تقسيمية ضمن الوطن الواحد، تقع ضمن المحظور لدى الحزب ،ولن تمر مرور الكرام، نظرا لمخاطرها على وحدة ومستقبل لبنان كله.
وتوقعت المصادر ان ترسم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، ومن خلال خيارات نواب التيار الوطني الحر ، مسار العلاقة بين حزب الله والتيار العوني، بعدما لوح به باسيل بالامس بأن التيار قد يستبدل الاقتراع بالورقة البيضاء، ما يعني انه يلوح بخيار الاقتراع لشخصية ما يختارها التيار بمعزل عن التنسيق والتحالف مع الحزب كما كان يحصل باستمرار من قبل، ما يعني، زيادة التعقيد بالعلاقات بينهما، والاستمرار بخيار فك التحالف، اذا لم يأخذ الحزب بمطالب التيار باختيار الرئيس الجديد،بالرغم ان الاجواء تؤشر الى المنحى السلبي المتواصل لهذه العلاقات.
وشددت المصادر على ان محاولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، رفض توجه حزب الله لترشيح خصمه السياسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفرض معادلة، الاخذ بوزن التيار بالاستحقاق الرئاسي من خلال ابعاد فرنجية عن أولوية السباق للرئاسة الاولى، وتسمية مرشح يدور بفلكه، الا ان هذه المحاولة ستبوء بالفشل، في حال وسع الحزب مروحة الانفتاح على القوى السياسية الاخرى وابدى مرونة في اختيار مرشح مقبول يحظى بتاييد ودعم هذه القوى، بمايؤهله للفوز بالرئاسة الاولى بمعزل عن التيار الوطني الحر.
وكشفت المصادر ان التيار الوطني الحر قد اختار اسما معينا، سيقترع له اليوم،بدلا من الاقتراع بالورقة البيضاء، ترددت معلومات غير مؤكدة، بانه النائب ابراهيم كنعان، الا ان البعض استبعد مثل هذا الخيار، لان علاقات باسيل وكنعان، ليست على ما يرام منذ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، وهناك تنافر حاد بين الرجلين، في حين ذهب البعض إلى ان اسم المحامي ناجي البستاني هو الذي وقع عليه الاختيار.
الجلسة
رئاسياً، وبعدما ظهر الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر الى العلن بمواقف رئيس التيار وبعض نوابه وكوادره وعدم رد الحزب على الحملات عليه عبر مواقع التواصل، لم يظهر بعد كيف سيتصرف التيار حيال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التاسعة التي تُعقد اليوم، وسط تسريبات نيابية متعددة عن بقاء الوضع الانتخابي على حاله كما في الجلسات السابقة، حيث ستبقى الورقة البيضاء هي الطاغية ما لم يقرر بعض نواب التيار اليوم وضع اسماء معينة من ضمن قائمة المرشحين او وضع اسم مرشح جديد، علماً ان بعض نواب التيار ومنهم الياس بوصعب وآلان عون ألمحوا الى احتمال عدم وضع الورقة البيضاء… لكن في اي جلسة انتخابية؟. وقد عقد تكتل نواب التيار اجتماعا مساء امس لبحث الموضوع لكن لم يُعرف القرار المتخذ.
وبالنسبة لنواب قوى التغيير فلازالت الامور لديهم كما كانت سابقاً، «ستاتيكو» اصوات للدكتور عصام خليفة واصوات لغيره كميشال معوض وزياد بارود كما قال احدهم لـ «اللواء»، علما ان بعضهم خارج لبنان. وكذلك حال النواب المستقلين الذين ستتوزع اوراقهم بين مؤيد لمعوض والورقة البيضاء واوراق مرمزة.
وافادت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان ما من تغيير يطرأ على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم لجهة بقاء الأصطفافات النيابية على حالها والانقسامات بين الكتل، فيما تبقى الورقة البيضاء خيار نواب حركة امل وحزب الله، اما التيار الوطني الحر فلن يكون بعيدا عن خيار عدم التصويت أو تسجيل الغياب مع العلم أنه لا يرغب في ان يطلق عليه لقب المعطل .في الوقت الذي يتردد فيه أنه قد يصوت لاسم محسوب، في المقابل يستمر تصويت المعارضة للنائب ميشال معوض، وسألت المصادر ما إذا كانت جلسة الخميس هي الأخيرة قبيل الدخول في عطلة الأعياد ام لا، مشيرة إلى وجود توقعات بأرتفاع نسبة الغياب.
وفي سياق نيابي متصل، دعا الرئيس نبيه بري اللجان المشتركة الى جلستين متتاليتين يومي الاثنين والثلاثاء من الاسبوع المقبل، لمتابعة المناقشة حول مشروع قانون الكابيتال كونترول، في ضوء التقدم الحاصل لجهة وضعية الاموال الجديدة، وكيف سيتم الاشراف على تطبيق القانون عند اقراره.
الامن الغذائي متى؟
على الصعيد المعيشي، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يغادر اليوم الى السعودية للمشاركة في القمة الخليجية – الصينية، اجتماعا للجنة الوزارية المخصصة للأمن الغذائي ظهراً في السراي الحكومي، شارك فيه وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير المالية يوسف الخليل، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، وزير الزراعة عباس الحاج حسن ووزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام.
وصرح سلام بعد الاجتماع: بحثت اللجنة في مواضيع طارئة أهمها آلية توزيع القمح والطحين بالكميات المطلوبة من اجل الاكتفاء الذاتي لإنتاج الخبز. أكدنا خلال الاجتماع أن الملف ممسوك بشكل محكم جدا، والكميات متوافرة في السوق بعد عمل وجهد كبيرين من قبل اللجنة الوزارية التي ترأسها وزارة الإقتصاد بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة والجمارك والأمن العام، مما مكّن كل الأفران والمطاحن في لبنان من العمل بشكل واضح وشفاف، وايجاد الكميات بأفضل الطرق والسبل الممكنة.
أضاف: سيبدأ في أواخر الشهر الجاري تنفيذ قرض البنك الدولي الذي ستبدأ مفاعيله بالظهور في بداية العام ٢٠٢٣. ان استيراد أولى شحنات القمح سيتم في مطلع شهر كانون الثاني المقبل، وبذلك سنحافظ، وبحسب الأسعار العالمية للقمح، على استقرار دائم لمدة سنة في دعم ربطة الخبز وسعر القمح وتوفيره في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد.
تابع سلام: اما الملف الثاني الذي تم بحثه ويهم المزارع اللبناني في حضور الوزراء المختصين، فهو ملف تصريف القمح، نحن نعمل الآن على خيارين لخدمة المزارع وزراعة القمح في لبنان.
اضاف: كما تم البحث بالدولار الجمركي وتأثيره على المواد الغذائية، و٧٠ بالمئة من المواد الغذائية لا تخضع لهذا الرسم. نحن نقوم بدراسة دقيقة لهذا الملف، ولهذا السبب تأخرت اللوائح، ونحن كوزارة رفضنا رفضاً كاملاً انعكاس كل نسب الزيادات التي تبلغ اما ١٥ بالمئة أو ١٠ بالمئة أو ٣ بالمئة على المنتجات الغذائية لكي لا يتحملها المواطن. وسنصدر لائحة توضح كل هذه المنتجات وما سيخضع منها للضريبة الجمركية، أو لضريبة ١٠ بالمئة على المواد المستوردة التي احرص على أن تدرس بدقة كبيرة، ولن نقبل بها اذا كانت تزيد الاعباء. ولن أوقع علي اي جدول يزيد عبئا، ولو واحد في المئة، على المستهلك اللبناني.
كهربائياً، لم يكفِ بيروت وضواحيها وبعض مناطق صيدا وطرابلس ما تعانيه من ازمات حتى انقطع التيار الكهربائي تماما منذ ايام عديدة عن محطّات تغذية راس بيروت والضاحية الجنوبية وصيدا نتيجة توقف معمل الزهراني عن العمل بسبب فقدان الفيول لتشغيلها، وستبقى هذه المحطات معزولة حتى توافر الفيول للمعمل. وزاد الطين بلة قرار نقابة «عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان بعد اجتماعها لبحثت فيه في مسألة رواتب العمال والمستخدمين، الاعتصام والتوقف عن العمل داخل مكاتب المؤسسة اعتباراً من اليوم الخميس، ما أثار خوف المواطنين من حرمانهم من ساعات التغذية القليلة للكهرباء. وقد يحصل تأخير في إصلاح الأعطال في حال حدوثها على شبكات التغذية، مع بروز ازمة ثقة بين حاكم مصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان على خلفية المخاوف من تطيير القرض دون الحصول على كهرباء، وفقاً لخطة 8-10 ساعات تغذية، الامر الذي شكل نكسة بتراجع الرهان الى 3 او 4 ساعات تغذية.
وكشف وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى ان الزيادة بالتغذية الكهربائيّة ستكون تدريجيّة، وربما لن تكون من 8 الى 10 ساعات في البداية، موضحاً ان مبلغ 600 مليون دولار يُؤمّن 8 ساعات تغذية كهربائية ولكن مصرف لبنان كشف ان المبلغ المتوفر هو النصف اي 300 مليون دولار ما يعني 4 ساعات تغذية تقريباً.
كوليرا:2 كورونا:51
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات الكوليرا في لبنان «تسجيل اصابتين جديدتين رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 666، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، وسجل العدد التراكمي للوفيات 23».
وفي تقرير منفصل، أعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل» 51 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1220918، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة».
رفع منتخب المغرب علم فلسطين يُزعج الأميركيين
اقتحم المغرب صفوف المنتخبات الكبرى وتربع في ربع نهائي مونديال قطر 2022 لكرة القدم، محققاً مفاجأة كبرى بعد تخطيه إسبانيا القوية فاصبح أول دولة عربية تبلغ دور الثمانية، كما أنه الوحيد من خارج المنظومة التقليدية التي تضم عادة المنتخبات الأقطاب من غرب أوروبا واميركا الجنوبية.
لكن أكثر ما ميز الانجاز المغربي، كان الالتفاف العربي حول هذا المنتخب من كافة الأقطار العربية، حيث عمت الاحتفالات من المحيط الى الخليج، بما فيها الجزائر رغم التوتر السياسي بين البلدين، كما أن المنتخب العربي حرص وكما باللقاءات السابقة على رفع علم فلسطين، في لقطة تم تداولها على نطاق واسع بمختلف منصات مواقع التواصل.
ويبدو أن هذه الظاهرة التي تتمدد في مونديال العرب بدأت تزعج داعمي الكيان المحتل، وتمثل ذلك بالتقرير الذي نشره موقع cnn التابع للشبكة التلفزيونية الأميركية الشهيرة، والذي ركز على تكرار رفع علم فلسطين من جانب المنتخب المغربي كما ازدهار هذه الظاهرة في الملاعب القطرية التي تستضيف مونديال 2022.
وبما يمكن اعتباره تحريضا، ذكر التقرير الفيفا بالقوانين التي تمنع الشعارات السياسية، علما أن هذا المعيار سقط مع اندلاع الحرب في اوكرانيا، حيث تحولت الملاعب العالمية كما المناسبات الرياضية، إلى ساحات مستباحة للتحريض ضد روسيا ومن يؤيدها، لا بل إن الولايات المتحدة وحلفاءها أجبرت السلطات الرياضية على استبعاد روسيا والدول المساندة لها من البطولات الرياضية، بما اعتبر ازدواجا للمعايير ممن يعتبرون أنفسهم مناصرين لقضايا انسانية، متجاهلين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، المحتلة أرضه من ممارسات لا إنسانية وعديمة الاخلاق منذ نحو 75 عاما، حيث لم يزعجهم سوى رفع هذا العلم.