استقبل المركز العلمي للتصنيع والانتاج في بيروت وفدا من السفارة الصينية برفقة رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله. وضم الوفد كلا من المستشارة الاقتصادية في السفارة الصينية لي جينغ، سكرتير القسم الاقتصادي والتجاري وانغ غانغ والمسؤولة في القسم الاقتصادي والتجاري في السفارة هو كي كي. وكان في استقبال الوفد كلا من رئيس المركز العلمي للتصنيع والانتاج د. أمين الساحلي والمستشارين د. داوود نوفل ود. وسام خليل والمهندس علي شحيمي.
وخلال الزيارة اطلع الوفد الصيني على نشاطات المركز وأهدافه الرامية إلى تطوير الانتاج اللبناني. ويبذل المركز العلمي للتصنيع والانتاج جهودا بهدف المساهمة بجعل الإقتصاد الوطني إقتصادا منتجا للحد من الإستيراد الخارجي، والإهتمام بإنشاء صناعات تحقق الأمن الغذائي. كما يعمل المركز على مساعدة المزارعين لتمكينهم من الصمود في أرضهم، من خلال التركيز على إستخدام الأبحاث التي ترتكز على أفكار إبتكارية مميزة تساعد على تأسيس وتطوير شركات ناشئة بالتعاون مع الأوساط الأكاديمية والمرجعيات الاقتصادية والاستثمارية.
وعبّرت المستشارة الاقتصادية في السفارة الصينية لي جينغ عن اعجابها بنشاطات المركز، وقالت إن الصين تمكنت من تحقيق ريادة عالمية في مجال الصناعة والمعرفة من خلال التركيز على الأبحاث والدراسات ودعم الابتكار خلال العقود الماضية. وأن الصين اليوم هي من أوائل الدول الراعية للمبدعين والمبتكرين، وقد تمكنت من تحقيق مركز دولي في مجال براءات الاختراع نتيجة سياساتها التي تركز على الإبتكار والمعرفة والعلوم والتكنولوجيا. وختمت قائلة: “نحن نتطلع إلى تعزيز التعاون الصناعي مع لبنان وخصوصا مع مراكزه المتخصصة المعنية بدعم المعرفة والإبتكار”.
وبمناسبة اللقاء قال رئيس المركز العلمي للتصنيع والانتاج د. أمين الساحلي: “يمتلك اللقاء مع الوفد الصيني أهمية استثنائية، ونحن نقدر هذا النوع من اللقاءات، خصوصا وأن الصين تعدّ مرجعية دولية على الصعيد العلمي والصناعي. ويشكل اللقاء أيضا فرصة لمناقشة العديد من القضايا، خصوصا وأن أبرز أهدافنا في المركز تتمثّل في تحويل الأفكار إلى منتجات ناجحة. الصين هي مارد من المعرفة والإنتاج ونحن نتطلع إلى بناء علاقات عمل ناجحة مع مراكزها المتخصصة في الصناعة والإنتاج والمعرفة”.
أما علي العبد الله فقال: “لبنان يمرّ في أزمة اقتصادية بالغة الصعوبة، ويحتاج إلى مجموعة من الخطوات الجريئة للتغلب على التحديات، وأهم خطوة هي التركيز على الابتكار والمعرفة لصناعة وتقديم خدمات ومنتجات تنطوي على القيمة والفائدة بهدف تصديرها. لا نكشف سرا إذا قلنا أن الإنتاج النوعي القائم على العلم والمعرفة هو الطريق الوحيد إلى تحقيق حرية الشعوب وسيادتها، من دون صناعة مُبتكرة لا يمكن إنتاج حلول تساعد اللبنانيين على الصمود. نحن في مرحلة تستدعي حلولا جديدة، والعمل على تحويل هوية لبنان الاقتصادية من الاعتماد فقط على الخدمات إلى النموذج القائم على الصناعة النوعيّة التي تستطيع المنافسة في الأسواق الدولية. لهذا السبب نعتقد أن بناء علاقات متينة بين المركز العلمي للتصنيع والانتاج والجهات العلمية والصناعية في الصين، يعود بالنفع على الصناعة اللبنانية ويدعم تنمية العلاقات اللبنانية – الصينية”.
وختم العبد الله: “نتيجة رعايتها العلوم والابتكار وبناء نظام اقتصادي قوي ومتين، تمكنت الصين من رفع قيمة صادراتها من حوالي 21 مليار دولار عام 1980 إلى نحو 3.5 ترليون دولار عام 2022، وهي اليوم أكبر مصدّر في العالم. وكلنا يعلم أنه في السبعينيات كانت الصين ترزح تحت ضغوط الديون وكان إنتاجها المحلّي متواضع جدا، وكانت بالكاد تجد أسواقا لتصريف منتجاتها، لكن المشهد إنقلب رأسا على عقب خلال 40 عاما، وتمكنت الصين من تحقيق معجزتها الاقتصادية التاريخية. واليوم بعد مرور نحو أربعين عاما على إطلاق دينغ شياو بينغ الاصلاحات الاقتصادية، تحوّلت الصين إلى قوّة اقتصادية لا مثيل لها في العالم”.