كتبت صحيفة “النهار” تقول: القرار الذي اهمل مجلس الوزراء وتجاوزه، وخلق ازمة في البلد، لن يكون له مخرج الا في جلسة لمجلس الوزراء يمكن ان تعقد غدا في انتظار استكمال المشاورات اليوم. واذا كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اوحى الى من يعنيهم الامر انه في وارد الاعتكاف عن ممارسة مسؤولياته، فان الاجتماع الثلاثي الذي جمعه مساء امس الى الرئيسين السابقين للحكومة فؤاد السنيورة وتمام سلام، استبعد اللجوء الى هذا الخيار، انطلاقا من المسؤولية الوطنية، والاقرار الضمني بان خطأ كبيرا شاب قرار تجميد العمل بالتوقيت الصيفي، بارادة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي البيان ان الاجتماع تمَّ خلاله البحث في اخر المستجدات، وتحديداً استعار الأجواء الطائفية في هذه اللحظة الوطنية المصيرية والخطيرة التي يعيشها لبنان والشعب اللبناني على مختلف المستويات.
وقد تمنى الرئيسان السنيورة وسلام على رئيس الحكومة متابعة تصريف الاعمال الحكومية، ودعوة مجلس الوزراء في اقرب فرصة ممكنة لاتخاذ القرار المناسب في موضوع التوقيت ومعالجة الامور بما يراه مناسبا انطلاقا من مداولات مجلس الوزراء.
في هذه الاجواء المشحونة التي استعرت مجددا امس عبر الردود والردود المقابلة، خصوصا بعدما تم تحريك مجموعة من النواب دفعة واحدة لاصدار بيانات وزعها مكتب اعلامي حزبي اعدها بالنيابة عنهم كما تردد، عُلم أن أمين سر كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن، وبتوجيه من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، استمر في مسعاه الذي يهدف الى إيجاد مخرج لحلّ هذه الأزمة، وقد قام بالتواصل مع كل من الرئيسين بري وميقاتي، حيث ينطلق من ضرورة الحد من الإنقسامات الخطيرة الحاصلة تحديداً في ظل ما يعانيه الناس من ازمات لا تعد ولا تحصى.
ويأتي هذا المسعى في اطار ما كان أعلن عنه جنبلاط في تغريدته، حيث كان اطلق موقفاً واضحاً في هذا المجال، إلا أن الأمور لم تتبلور بشكل نهائي بعد.
وفي شأن متصل، اصدر وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، القريب من جنبلاط، وبالتنسيق مع مرجع رسمي، قرارا يجعل الانقسام بين القطاعات وليس طائفيا فقط، طلب بموجبه الى المدارس والمؤسسات التربوية كافة، الانتقال إلى التوقيت الصيفي، وجاء في البيان:
“في ظل المخاطر الكبرى التي تعيشها البلاد، … أدعو جميع اللبنانيين إلى التخفيف من حدة الصراع الإعلامي والابتعاد عن اي قرارات جديدة كالقرار الذي اتخذ موخرا حول عدم تغيير الساعة كما درجت العادة وهو الذي سعر الخطاب الطائفي في البلاد ونحن كنا ولا زلنا في غنى عن موضوع إضافي للانقسام”.
أضاف: “لذا، نعتبر أن قرار مجلس الوزراء المتعلق باعتماد التوقيت الشتوي يبقى ساريا ما لم يتم تعديله في جلسة لمجلس الوزراء، وأن التوقيت الصيفي في المدارس والمهنيات والجامعات يبقى معتمدا على قاعدة شرعية القرار وتأكيد وحدة اهل التربية، فلا يجوز أن نترك المؤسسات التربوية والمهنية والجامعية في حيرة من أمرها، والأهل على غير هدى لجهة أي ساعة يتوجه أولادهم إلى المدارس.
وختم: “فإذا انعقد مجلس الوزراء واتخذ قرارا يعدل بموجبه قراره السابق المتعلق بالتوقيت الصيفي، نكون أول من يطبقه، أما في غياب مثل هذا القرار، يبقى التوقيت الصيفي معتمدا ومطبقا في القطاع التربوي”.
وفي مقابل رفض فئات واسعة لقرار بري – ميقاتي بالابقاء على التوقيت الشتوي، رفضت مؤسسات تربوية اسلامية الالتزام بقرار وزير التربية، واعتبرته لاغيا، وهددت ادارات المدارس الكاثوليكية والمسيحية في مناطق مختلفة اذا فتحت ابوابها وفق التوقيت الصيفي، ما دعا عدد منها الى الاقفال اليوم.
وان توقف مراقبون امام الاجواء التي بثها ميقاتي في اعقاب التسريب الصوتي بقوله انه كان يفكر بهذا الإجراء من قبل، اعادوا تذكيره بمضمون القرار الذي انتهى إليه اجتماع عقده بعد ظهر السابع من آذار الجاري في السرايا والذي جاء فيه حرفيا: “الإبقاء على التوقيتين الصيفي والشتوي ، وسيتم اعتباراً من منتصف ليل 25 – 26 آذار الجاري تقديم الساعة ساعة واحدة عملا ببدء التوقيت الصيفي”. وكان حضر الاجتماع الذي خصص للبحث في شؤون المطار وزراء الأشغال العامة والنقل علي حميه، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات بسام المولوي، البيئة ناصر ياسين، الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، رئيس مجلس الادارة المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، ورئيس جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري. وخصص للبحث عدا عن التوقيت الشتوي والصيفي بسبل تعزيز إجراءات السلامة العامة في المطار.