أكد وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أنه ” لا يمكننا فصل الوضع الاقتصادي السيّىء عن السياسة فالتعطيل يلقي التحية على فخامة الفراغ الذي يعتلي الكرسي الرئاسي ، جراء الحواجز الحاقدة المنصوبة على طريق بعبدا”، ودعا المسؤولين إلى “التحلي بروح المسؤولية وترك الأحقاد والاطماع الشخصية جانبا، لأن لبناننا تعصف به موجة نزوح سوري أشد وطأة من كل العواصف التي ضربت لبنان، منذ تأسيسه”، مشيرا إلى ضرورة “رصد المتغيرات الايجابية على مستوى الاقليم، وتطويعها لصالح مصالحنا الوطنية، بدءا بالرئاسة مرورا بالحكومة، وصولا الى ملف النزوح الذي يجب أن نضعه على رأس أولوياتنا”. وأكد أن “سليمان فرنجية هو المرشح الوحيد الذي يتحدث عن اليد الممدودة ويؤكد انفتاحه على البلدان العربية”. وتطرق إلى ملف النازحين السوريين “الذين يشكلون 40% من سكان لبنان”، معتبرا أن “الغرب غير معني بإعادتهم بكرامة الى بلدهم بل همه حماية دوله من هذا النزوح لذلك يموّل بقاءهم في لبنان”.
كلام الوزير المكاري جاء خلال حوار مفتوح معه يدعوة من “رابطة أبناء بيروت” في فندق ميديترانيه (اللامب هاوس) بيروت ، تم خلاله البحث في التطورات اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية، في حضور عميد عمداء اتحاد العائلات البيروتية النائب السابق محمد الامين عيتاني، رئيس مجلس الفعاليات البيروتية غسان سوبره، المدير التنفيذي للرابطة ابراهيم كلش، رئيس المجلس الثقافي الانمائي لمدينة بيروت الاعلامي محمد العاصي وفاعليات.
بعد النشيد الوطني، تحدث العاصي منوها بالوزير المكاري ودوره في المجالات المختلفة، تلاه مسؤول العلاقات العامة في الرابطة طارق كلش مرحبا بالوزير المكاري، مشددا على “أهمية اللقاء لاسيما في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية الراهنة “.
الوزان
ثم ألقى سعد الدين الوزان كلمة اشاد فيها ب”الوزير المكاري وشخصيته الوطنية، وتعاطيه الراقي في المجالات المختلفة وعلى المستويات كافة”، لافتا الى “الرسوم والضرائب التي تحملها الموازنة التي ترهق المواطن والمؤسسات التجارية“.
المكاري
استهل المكاري كلامه بالحديث عن طفولته في محلة ساقية الجنزير في بيروت، وقال: “لبيروت مكانة كبيرة جدا في قلبي، وقد ترعرعت على مشاهدات عالقة في ذهني، كيف كان يتعاطى والدي مع الموظفين وكيفية حرصه على أموال الدولة، استخلصت منها أن من يصل الى أي موقع يستطيع أن يخدم ويعطي وهو في موقع المسؤولية“.
أما عن مركزه وزيرا للاعلام فقال: “أنا شفاف جدا ومرتاح ومتصالح مع نفسي، أؤمن بوطن اسمه لبنان ومواطنين يستحقون العيش الكريم، وألقي على الطبقة السياسية مسؤولية ما وصلنا اليه، مع عدم التعميم طبعا. نحن في السلطة اليوم، وكل مسؤول يفعل ما يراه مناسبا، وكما يجب أن يخدم وطنه بحسب الاصول والقوانين و خصوصا الأخلاق التي أراها أهم من الأصول والقوانين“.
وقال: “ألتقيكم في رحاب هذه العاصمة الأبية العصية، في رحاب هذه البيروت التي لطالما كانت ملتقى النخب المثقفة ومبعثا للوعي الفكري والوطني في آن. لذلك أستهل لقائي بتوجيه تحية بيروتية لكم ومن خلالكم الى كل العائلات البيروتية العريقة التي تقطن في عمق الوجدان الوطني، هذا الوجدان الذي لا يمس مهما بلغ مستوى الأزمات المالية والسياسية“.
وتحدث عن الوضع الاقتصادي، فقال: “الوضع معروف ولا يحتاج الى تنظير. الوضع الاقتصادي السيّىء ليس منفصلا عن الوضع السياسي، فالتعطيل يلقي التحية على فخامة الفراغ الذي يعتلي الكرسي الرئاسي، جراء الحواجز الحاقدة المنصوبة على طريق بعبدا. على جميع المسؤولين التحلي بروح المسؤولية وترك الأحقاد والاطماع الشخصية جانبا، لأن لبنان تعصف به موجة نزوح سوري أشد وطأة من كل العواصف التي ضربته منذ تأسيسه، وعلينا رصد المتغيرات الإيجابية التي تحصل على مستوى الاقليم، وتطويعها لصالح مصالحنا الوطنية، بدءا من الرئاسة مرورا بالحكومة، وصولا الى ملف النزوح الذي يجب أن نضعه على رأس أولوياتنا“.
وتطرق إلى “إعلان بيروت عاصمة للاعلام العربي” فقال: هذه مبادرة قامت بها جامعة الدول العربية، وأنا كنت في مصر ممثلا لبنان ، إذ كل سنة تكون عاصمة عربية هي عاصمة للاعلام العربي، ونحن لا نرى عاصمة أهم من بيروت لتمثل الاعلام العربي. كنا نعمل مع فريق على انتاج فيلم صغير يرمز الى بيروت ويمثل بيرو،ت شعاره “هنا بيروت”. وفي وزارة الاعلام فريق يعمل على هذا الموضوع بصفر موازنة، نتدبر أمرنا من الخيّرين الذين يحبون مساعدة عاصمتهم. وألفت هنا الى نتيجة عملنا في الوزارة لسنة 2023، فلمناسبة يوم حرية الصحافة، تقدمنا في مستوى حرية الصحافة على 11 بلدا وقد أصبحنا في مرتبة أفضل وهذا التقدم يعود في جزء كبير منه الى أداء وزارة الاعلام وحمايتها الصحافيين والحريات طبعا الى جانب القانون الجديد للاعلام الذي نعمل عليه والذي سيكون قانونا عصريا يتوافق مع المعايير الدولية، والمهم فيه حمايته حرية الصحافة وإلغاؤه عقوبة السجن للصحافيين وسيكون هيئة ناظمة وطبعا مع فصل وسائل التواصل الاجتماعي عن الاعلام بمجمله”. و
أضاف:” الفوضى الاعلامية في لبنان أرى فيها حرية زائدة. كنت أطمح إلى أن نكون فعلا في طليعة سلم الترتيب العالمي في حرية الصحافة، والبلاد التي تعرف حراكا وتظاهرات ومشاكل تتراجع في ترتيبها العالمي بالنسبة إلى حرية الصحافة. أطمئنكم إلى أن الأساس جيد، والاساس لقيمة بيروت الاعلامية هو الحرية الاعلامية، والأكيد أن هناك صحافيين دفعوا الثمن غاليا منذ عشرات الأعوام وعسى الا يتكرر هذا الامر. من واجبات وزارة الاعلام حماية هذه الحرية، قلتها منذ اليوم الأول لتسلمي مركزي”.
من جهة أخرى، اعتبر الوزير المكاري أن “اللبنانيين مسؤولون عما وصل إليه وطنهم، بنسب متفاوتة، لكننا ما زلنا نهدم بلدنا انطلاقا من مواقف شعبوية ومصالح سياسية ومصالح شخصانية ومالية وغيرها”.
وشدد على ان “البلد لا يمكن ان يستقيم من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وما يحكى عن الغاء صلاحيات الرئيس أمر غير صحيح لان فلسفة الطائف جعلت منه حكما وأساسا مهما ليدير البلد بشكل أفضل مما كان عليه سابقًا. الا ان الطائف لم ينفذ كاملا، بل نفذ انتقائيًا، وانعكس سلبيا علينا”.
وشدد على أنه “من دون رئيس للجمهورية لن تكون هناك اجتماعات سليمة للحكومة وبالتالي لا قرارات، ونحن نعاني يوميا من دون مجلس وزراء، ومن دون رئيس لا يستطيع مجلس النواب الانعقاد لانه لا يقدر ان يشرّع ويسنّ القوانين، وبذلك تتعطل البلاد “.
واشار الى انه في الحكومة يمثل الوزير السابق سليمان فرنجية، لكنه بصفته وزيرا للاعلام يمثل اللبنانيين، وموقعه السياسي لا يستخدمه ضمن عمله الوزاري، معتبرا ان “فرنجية هو المرشح الوحيد الذي يتحدث عن اليد الممدودة للآخرين ولن يحكم لوحده، وهو من اكد قناعة انفتاحه على كل البلدان العربية“.
وتابع:” البعض يقول إن فرنجية ينتمي الى محور 8 آذار والممانعة، لكن عندما يصبح السؤول في سدة الرئاسة، فإنه يحتاج الى إجماع اللبنانيين والمنطقة والدول العربية. سليمان فرنجية ابن الطائف وهو من مرره في زغرتا مع الرئيس الشهيد رينيه معوض، وهو من وضع القراءة الاولى لأهمية هذا الاتفاق، وهو ملتزم تنفيذه“.
واعتبر أن “البعض يعيّره بأنه قريب من سوريا ومن حزب الله”، وقال:” لدينا مشاكل اساسية مع سوريا والمجتمع الدولي يرفض التعامل معها. المشكلة الاساسية هي ترسيم الحدود الشمالية، وهذا الأمر ليس سهلا وخصوصا في ظل وجود الغاز والنفط، وكذلك عمليات التهريب على الحدود السورية التي كسرت الاقتصاد اللبناني، وهذه الملفات بحاجة إلى البحث مع السوريين. كذلك ملف النازحين الذي يعد من أخطر ما يتعرض له لبنان، بالاضافة الى مزارع شبعا وتحديد الحدود مع سوريا“.
ولفت الى انه “لا يمكن لرئيس يرفض التفاوض مع السوريين ان يقارب تلك المشاكل المرتبطة جميعها بالوضع الاقتصاد اللبناني وبمستقبل لبنان”، ورأى أنه “لا يمكن لرئيس جمهورية منتخب ان يرفض الحديث مع جزء كبير من اللبنانيين. فالاتفاقيات بين الدول ستتدحرج بشكل كبير، وانا خائف على لبنان لناحية عدم اللحاق بالقطار، ولبنان المستفيد الاول من كل تفاهم سعودي – ايراني او سعودي – سوري او عربي – عربي“.
وختم المكاري معتبرا ان” الوضع الاقليمي يتجه سريعًا نحو جوّ ايجابيّ ، فاذا لم ننتهز الفرصة سنعاني كثيرا، وسنواجه أخطارا عدة، منها النزوح من لبنان الى الخارج وخصوصا نزوح شباننا وشاباتنا، بالاضافة الى عدد النازحين السوريين في لبنان الذين يشكلون 40% من سكان لبنان، والغرب غير معني بإعادتهم بكرامة الى بلدهم بل همه حماية بلدانه من هذا النزوح لذلك يموّل بقاءهم في لبنان “.