كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: فيما تشهد قرى منطقة الجولان المحتل أوسع إنتفاضة ضدّ ممارسات العدو الاسرائيلي، والتي ليس لها مثيل منذ سنوات، جاءت دعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المواطنين في الجولان المحتل والقرى الواقعة تحت سلطة هذا الكيان الغاصب الى الصمود في وجه تلك المؤامرة المتعددة الأوجه من غزة وصولاً إلى الجولان لتؤكد أنَّ المؤامرة ذاتها والهدف هو نفسه الذي يقضي بتهويد الأراضي العربية وضمها لإسرائيل، فيما العرب لا يحركون ساكناً.
وفي هذا الوقت، وصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، حيث بدأ جولته على المسؤولين اللبنانيين، فزارَ عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ثم التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ومن المتوقع أن يوسع لودريان مروحة إتصالاته لتشمل كل القوى السياسية، وعدداً من النواب الذين سيلتقيهم اليوم الخميس وغداً الجمعة.
وبناءً عليه بدا واضحاً أنَّ زيارة الموفد الفرنسي استطلاعية ولا يحمل مبادرة جديدة أو أفكاراً يحاول تسويقها بما يعجّل في إنتخاب رئيس للجمهورية.
وفي السياق، أشارت مصادر مواكبة لزيارة الموفد الفرنسي في إتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أنَّ لودريان يريد استطلاع رأي رؤساء الكتل النيابية من فريقي المعارضة والممانعة، كما سيلتقي عدداً من النواب المستقلين، وسيجري تقاطعاً لما قد يتكوّن لديه من معلومات، قبل أن ينقل خلاصتها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كي يناقشها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومن ثم يضعها في عهدة اللجنة الخماسية التي تشكلت من أجل لبنان ليبنى على الشيء مقتضاه.
أمّا في المواقف، اعتبرَ عضو تكتل لبنان القوي النائب شربل مارون في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنَّ زيارة الموفد الفرنسي استطلاعية وهو سيلتقي غالبية النواب الذين وردت أسماؤهم أثناء التصويت في الجلسة الأخيرة، لأن هناك أمور كثيرة تغيّرت، وكما كنّا دائماً نقول منذ تموز الماضي “لن يكون في لبنان رئيس جمهورية إلّا بالحوار“.
مارون لفتَ إلى أنَّ المعلومات التي قد يحصل عليها لودريان من جولته على المسؤولين اللبنانيين والنواب سينقلها إلى الدول الخمس، الذين بدورهم سيعقدون اجتماعاً تقويمياً حولها وبالتالي إبلاغ الجانب الإيراني بنتائج هذه الإتصالات، مشدداً على أنَّ بالنسبة لتكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر فموضوع إنتخاب رئيس الجمهورية هو لبنانيّ مئة بالمئة، لكنّنا في الوقت عينه نرحّب بكل المبادرات التي تساعد على إنهاء الشغور الرئاسي.
ورأى مارون أنَّ جلسة 14 حزيران فتحت مجالاً للحوار من أجل إنتاج رئيس للجمهورية، وهذا الرئيس برأيه يتطلب توافق 6 كتل نيابية، لافتاً إلى أنه لا بدّ من أن يكون لدينا إرادة داخلية للوصول الى إنتخاب رئيس تتسم فيه عدة صفات وأهمها القدرة على القول “كفى”، وضرورة أن يواكب هذا الرئيس حكومة تتحمّل المسؤوليات، وخصوصاً وأنَّ لبنان اليوم تحت المجهر الدولي ولم نعد نستطيع إقناع العالم بعدم معالجة مشكلاتنا المالية والاقتصادية والقضائية.
من جهته، تقدّم النائب عدنان طرابلسي عبر “الأنباء” الإلكترونية بالشكر الى كلّ من يسعى لتقريب وجهات النظر ومساعدة لبنان، متوقعاً بأن يكون الفرج قريب، وأن تستعيد الدولة هيبتها، وتكون زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت فالاً حسناً بإنهاء كلّ مآسي لبنان.
وعليه، فإنَّ الجمود على خطّ الإستحقاق الرئاسي سيّد الموقف، بانتظار ما ستؤول إليه زيارة لودريان، وما إذا كانت هناك دعوة لجلسةٍ قريبة لانتخاب الرئيس، خصوصاً وأنَّ هموم المواطنين تزداد مع تفاقم الأزمات.