كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تتفاعل قضية مقتل الشابين هيثم ومالك طوق في بشري على وقع استمرار التحقيقات مع توقيف قرابة الـ30 شخصاً، بانتظار ما سينتج عن هذه التحقيقات لكشف ملابسات ما حصل، خصوصاً وأن لا معلومات موثوقة وأكيدة في ظل تضارب الأخبار المنقولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، تحرّك مجلس الوزراء وأصدر قراراً قضى بتشكيل لجنة لدرس مسألة النزاعات بين الحدود العقارية في أكثر من منطقة، من أجل حل أزمة القرنة السوداء وتفادي سيناريوهات مشابهة في مناطق أخرى. لكن بطبيعة الحال، فإن تحرّكات الحكومة لا تحصل إلّا بعد فوات الأوان، خصوصاً وأن الأجهزة الأمنية على علم بالإشكالات السنوية التي تحصل، ولو أخذت الحكومة قرارها قبل فترة، لكنا تفادينا حصول جريمة القرنة السوداء.
إلى ذلك، كانت جولة حركة “أمل” على كليمنصو وفردان لافتة، وقد التقى وفدان منفصلان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، وتبادل المجتمعون التهاني بعيد الأضحى، ونقل رئيس مجلس النواب نبيه بري تحياته وتهنئته لجنبلاط بعد فوزه برئاسة “التقدمي”.
عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة نفى أن يكون وفدا “أمل” حملا أي طروحات أو مبادرات من برّي لمناقشتهما في اللقاءين، وأكّد أن “الاجتماعين خصصّا للتهنئة بعيد الأضحى وإتمام انتخابات “التقدمي”، وتم التأكيد على عمق العلاقة الثنائية مع المختارة وإن اختلفت وجهات النظر حول بعض الملفات”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت خواجة إلى أن “لا مؤشرات بعد حول نيّة برّي إطلاق مبادرة جديدة، لكن المطلوب الاحتكام لمبدأ الحوار والتواصل دون قيد أو شرط مسبق، وليتحمل من يرفض هذه الفكرة مسؤولية التأخير الحاصل في اتمام الاستحقاق الرئاسي”.
ورداً على سؤال حول رهان الثنائي “أمل “و”حزب الله” على الوقت لكي يقبل الفريق الآخر بالحوار، وربما القبول ببعض الشروط، اعتبر خواجة أن “الوقت سيف قاتل للجميع وللبلاد، وفي حال كان الطرف الآخر جدّياً، فليتلقف دعوات الحوار، أما وفي حال كان قادراً على إيصال رئيس إلى بعبدا لوحده، فليفعل”.
في غضون ذلك تشهد الساحة الفلسطينية مزيدا من الاجرام الإسرائيلي وبطولة الشعب الفلسطيني، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المرحلة الثانية من اعتداءها على مخيّم جنّين في الضفّة الغربية، واستُشهد على إثر التصعيد العسكري 10 فلسطينيين وجُرح أكثر من مئة شخص، في وقت كان جيش الاحتلال ينسف من جديد كل مواثيق حقوق الإنسان العالمية ويعتدي على مدنيين داخل المساجد والمسارح، ويمنع دخول سيارات الإسعاف.
لا تكشف إسرائيل عن خسائرها خلال العملية، ولم تُعلن حتى الساعة مقتل أو أسر أي من جنودها المشاركين في الاعتداء على جنّين، لكن الفصائل الفلسطينية، وفي طليعتها “حماس” والجهاد” الإسلامي أكّدت قتل ومحاصرة العديد من الجنود الإسرائيليين، ودعت السلطات المختصّة للكشف عن ذلك.
واذا كانت لا معطيات فعلية حول أهداف التصعيد الحاصل، لكن وفق الإشارات، فإن معلومات أمنية توافرت لإسرائيل حول تنظيم الفصائل الفلسطينية صفوفها في مخيّم جنين وحيازتها الأسلحة والتخطيط لإطلاق عمليات ضدها، ما دفعها إلى التحرّك ومهاجمة الفصائل في محاولة استباقية لشل قدراتها الأمنية والعسكرية، وهي تحرّكات اعتادت إسرائيل على تنفيذها في غزّة والضفة الغربية، لكن حجم ما يجري يعطي الانطباع بأن الأهداف الإسرائيلية لن تتحقق بوجود هذا العزم على المواجهة من الشعب الفلسطيني.
وفي الإطار، تبنّت “حماس” هجوماً نفّذه فلسطيني من خلال عملية دهس وإطلاق نار في تل أبيب، أُصيب على إثرها عدد من الإسرائيليين، قبل أن يستشهد المنفّذ، وأعلنت الحركة أن ما حصل رد أولي على العدوان الذي يتعرّض له الفلسطينيون في جنين.
معاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني واحدة، لكن الفلسطينيين يقاومون الاحتلال سلمياً أو من خلال الكفاح المسلّح، فيما اللبنانيون يرزحون تحت وطأة الأزمات وينتظرون بشائر الحل من طاقة أمل من أي بقعة على الأرض.