كتبت صحيفة “الديار”: في إنتظار منتصف الشهر الجاري، يبدو الوقت الرئاسي ضائعاً حتى قدوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي يعاود زيارته الى بيروت، لكن لغاية اليوم ليس هنالك من بوادر ايجابية في جعبة المسؤول الفرنسي، ولا حتى بصيص امل، بإمكانية إنتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً انّ باريس لا «تمون» على اغلبية الافرقاء السياسيين في لبنان، لتحقيق مطلب الحوار الذي يبدو بعيداً جداً، لانه مشروط بعدم المسّ بإتفاق الطائف، بالتزامن مع تناحر كبير بين كل الاطراف، لذا لا جدوى من الزيارة الفرنسية سوى إعادة الملف الى الساحة لا اكثر ولا اقل، وفق ما يقول المعنيون بالاستحقاق الرئاسي، ويشيرون الى انّ الحل ينتظر متغيرات اقليمية ودولية، قادرة على قلب المشهد الرئاسي رأساً على عقب، وهذا يعني انّ إنتخاب الرئيس مرتبط بمؤتمر مصالحة ترعاه اللجنة الخماسية، لوضع اتفاقية تشبه اتفاقية الدوحة، أو بتواصل سعودي مع إيران، لتسهيل انتخاب الرئيس وغير ذلك غير قابل لأي حل، لانّ المهمة شاقة ولن يقدر عليها الموفد الفرنسي. وفي هذا الاطار برز أمس معطى غير مؤكد عن امكانية زيارة يقوم بها لودريان الى السعودية بهدف دفع الملف اللبناني الى الامام على الصعيد الرئاسي. بعد ان نقل عن لودريان الذي سئم كل ما يقوم به من وساطات بين مجمل الاطراف اللبنانية، التي اوحت امامه انّ عامل الوقت لا يهمها، انما هوية الرئيس المرتقب وصفاته وسياسته وتبعيته لأي فريق منهما، اي انّ الطرفين لا يأبهان لتداعيات الفراغ الرئاسي الطويل، الممتد من اول شهر تشرين الثاني الماضي وحتى أمد بعيد، بحسب المشهد الرئاسي الصامت، وسط تقاطعات رئاسية لم تعد تفيد منذ جلسة 14 حزيران الماضي.
وفي سياق متصل، قالت مصادر سياسية مواكبة لما يجري على الساحة الرئاسية لـ «الديار»، بانّ شهري تموز وآب لن يكونا ضمن الروزنامة الرئاسية، انما ضمن الروزنامة الصيفية والسياحية لإنعاش الوضع الاقتصادي، من خلال المغتربين والسياح، اي إعطاء فسحات من الامل للبنان بعيداً عن السياسة وتداعياتها.
اتجاه نحو خيار ثالث؟
وعلى الخط الرئاسي في الداخل اللبناني، يبدو من تصويت بعض نواب تكتل» لبنان القوي» لصالح مرشح المعارضة جهاد أزعور في الجلسة الماضية، ان السياسة ستلعب دوراً جديداً ضمن التكتل العوني، لانّ رئيس «التيار الوطني الحر» وبعض نوابه لم يكونوا مقتنعين بما فعلوه، وهذا بدا واضحاً وبالتالي فكلام النائب باسيل لحظة انتهاء الجلسة خير دليل على ما نقوله، حين اعلن عن ضرورة التوجّه نحو خيار ثالث، وهذا هو رأي الفريق المعارض في حال تم سحب مرشح «الثنائي» سليمان فرنجية، لكن هذه المعادلة تلاقي صعوبة كبرى لانّ «الثنائي» باق على كلمته وفق ما ذكرت مصادر كتلة «التنمية والتحرير» لـ «الديار»، اما الوزير السابق أزعور فمستمر بترشحه وفق المعلومات من مقربين، وسوف يتوجه الأسبوع المقبل الى باريس للقاء لودريان.
في السياق يمكن القول وفق مصادر المعارضة، بأنّ إحتمال عودة باسيل الى المقلب الثاني ليس ببعيد، لكن ليس لدعم رئيس تيار «المردة».
ميقاتي والسعي لعقد جلسة حكومية
وعلى الخط الحكومي، يسعى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لدعوة مجلس الوزراء الى جلسة قريبة، وعلى جدولها مشروع الموازنة للعام 2023. في ظل اتصالات مكثفة لوضع جدول اعمال لا يؤدي الى خلافات واعتراضات، خصوصاً بعد معلومات عن رغبة ميقاتي في توسيع مهام حكومة تصريف الاعمال ومنحها صلاحيات استثنائية، من ضمنها إجراء بعض التعيينات العسكرية وفي حاكمية مصرف لبنان، إضافة الى امور تسهّل عمل الوزارات، الامر الذي ترفضه القوى المسيحية.
حادثة القرنة السوداء ورد مجلس القضاء
في اطار حادثة القرنة السوداء التي ادت الى سقوط الضحيتين هيثم ومالك طوق، ما تزال الضبابية تسيطر على الرواية الرسمية، وتنتظر انتهاء التحقيقات لمعرفة الحقيقة الكاملة، وكان انتقد البعض القضاء متهما اياه بعدم القيام بواجبه في حادثة القرنة السوداء، فانعقد مجلس القضاء الأعلى برئاسة القاضي سهيل عبود حيث اصدر بياناً اعلن فيه ان القضاة في مواقعهم والتحقيق جاري لكشف ملابسات الحادث وسوف يتم اعلان النتائج فور انتهاء التحقيقات وذلك حفاظاً على سرية التحقيق والمعلومات.
وجاء في بيان مجلس القضاء الأعلى، أنّه صدرت قرارات قضائية عدّة عن قاضي الامور المستعجلة في بشري، والقاضي العقاري في محافظة لبنان الشمالي، تتعلّق بالمنطقة العقارية المتنازع عليها، وجرى إبلاغها من الفرقاء ومن المراجع الرسمية، كما تمّ إنفاذها على أرض الواقع، بالإضافة إلى أنّه على أثر وقوع الجريمة المذكورة، بادرت قاضي التحقيق الأول في الشمال الى الانتقال الى مكان وقوع الجريمة، وذلك بهدف اجراء التحقيقات اللازمة، التي هي قيد المتابعة، توصّلاً الى معرفة الجناة وتحديد المسؤوليات وترتيبها.
هذا ومن جهة اخرى انتقد عدد من رؤساء البلديات في قضاء بشري تلكؤ وزير الداخلية حيث لم يحضر لا الى بشري ولا الى مكان الحادث واتهموه بالكيل بمكيالين، اذ كان بقي صاحياً حتى الصباح يوم خطف المواطن السعودي قرب مطار بيروت كما ان المجهود الذي قام به آنذاك لم يلتمسه الأهالي اثر الحادثة الأليمة في القرنة السوداء والتي اودت بحياة شابين من آل طوق.
وفي سياق متواز، اعلن الرئيس ميقاتي عن تشكيل لجنة لدرس مسألة النزاعات، بين الحدود العقارية والنزاعات على المياه في أكثر من منطقة عقارية، فهل يسير القرار نحو التنفيذ ويساهم في الحد من الخلافات بين ابناء المناطق المتقاربة؟.
وزير العدل اليوم في بكركي
في غضون ذلك يزور وزير العدل هنري خوري عند الثانية من بعد ظهر اليوم بكركي، للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، وافيد بأنه سيشير الى معطيات جديدة تتعلق في ملف حادثة القرنة السوداء، إنطلاقاً من طلب البطريرك كشف الحقيقة بأسرع وقت.