كتبت صحيفة “الديار”: ستكثر زيارات المسؤولين الدوليين الى لبنان في هذه الفترة، بهدف المساعدة في حل أزماته وما أكثرها، لكن من دون ان نترّقب الكثير من الايجابية، في ظل تفاقم الانقسامات الداخلية، مما يعني ان بصيص الامل المنتظر سيكون صعب المنال، اذ لا شيء يطمئن ويبشّر بالخير، لانّ التناحر قائم على الرغم من كل التداعيات ومهما عظمت وتكاثرت، فأهل السلطة غير آبهين بكل ما يجري في البلد، فقط يستعينون بسياسة الترقيع التي إعتادوا عليها في كل الملفات.
واليوم يصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وافيد بأنّ لقاءاته ستبحث استكمال ترسيم حدوده البرية، والنقاط المتنازع عليها مع «اسرائيل». كما ستنطلق من ثلاث أولويات، تتمثّل بمتابعة أعمال التنقيب التي باشرت بها شركة توتال الفرنسية في البلوك 9، وإمكانية انتقال أعمال الحفر إلى البلوكين 8 و10 وتلزيم أعمال الحفر لإحدى الشركتين القطرية أو الإيطالية باعتبارهما الفائزتان بأعمال التنقيب إلى جانب توتال، وذلك من خلال استمرار التنقيب، كما سيبحث المبعوث الاميركي الوضع في الجنوب والإتفاق على التمديد لليونيفيل، وانتزاع وعد رسمي بمنع تكرار ما حصل معهم قبل أشهر.
كما يصل اليوم وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت، وعلى جدول أعماله محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، حول موضوعات ذات إهتمام مشترك، بحسب ما كتب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني عبر منصة «إكس».
ماكرون و«التكويعة» الفرنسية في إتجاه الوسطية
وفي إطار الحراك الدولي، ينتظر لبنان قدوم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في منتصف ايلول المقبل، واليوم سرت معلومات عن إمكانية قدومه قبل ذلك وتحديداً في 11 ايلول للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، وفي المقابل لم تردّ الكتل المسيحية وبعض النواب التغييريين والمستقلين بعد، على رسالة لودريان التي تضمّنت سؤالين عن الملف الرئاسي، بالتزامن مع موقف مغاير أطلقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امام مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج في قصر الاليزيه، إعتبره البعض بمثابة «تكويعة» سياسية في المقاربة الباريسية للملف اللبناني الرئاسي، اذ تضمّن كلامه إدانة لأنشطة تقوم بزعزعة الاستقرار الإقليمي في السنوات الأخيرة، كما طالب طهران بتوضيح سياستها في المنطقة، إضافة الى غيرها من التدخلات الاقليمية.
هل ستحمل زيارة لودريان خيارات جديدة؟
الى ذلك املت مصادر نيابية معارضة خلال حديث لـ«الديار» بأن يحمل هذا الموقف الفرنسي المغاير إتجاهاً نحو الوسطية في الملف الرئاسي اللبناني، بعد ان تأكدت بأنّ طرحها السابق لم ينجح، وبأنها تكاد تخسر العلاقة الجيدة مع بعض الاطراف المسيحيين، لانها إتجهت تحو خيار مختلف عن سياستها السابقة، وبالتالي سيكون مصير مهمة موفدها الفشل، لانه يسير على خط واحد، فيما المطلوب الاتجاه الوسطي لان لبنان قائم على التوازنات في شتى الامور والقضايا، ولا ينفع ان يكون الحل ضمن عنوان «غالب ومغلوب»، وكشفت المصادر المذكورة عن أخبار تتردّد بأنّ زيارة لودريان قد تحمل بعض الايجابية، لانّ في جعبته بعض الأسماء الجديدة للرئاسة، مع تشديده على جمع كل الاطراف حول طاولة المشاورات، بهدف قبولهم المشاركة للاستماع الى جديده.
التجديد غداً لـ«اليونيفيل»
في نيويورك يصوّت مجلس الأمن غداً الخميس على قرار التمديد لـ«اليونيفيل» في جنوب لبنان، وأفيد بأن الوزير عبدالله بوحبيب التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، لشرح موقف لبنان من المشروع المرتقب حول تجديد ولاية «اليونيفيل»، في ظل سؤال عن مدى تمسّك مجلس الامن بحرّية تحرّك هذه القوات العاملة في الجنوب. وعلم وفق مصادر وزارية، بأنّ المسودّة المتداولة لقرار مجلس الامن حول التجديد، تتضمن طلبات من قبل لبنان، وقد حصل توافق على تعديل النص الأولي بناءً لاتصالات فرنسية.
وتعكس المسودة تعديلات كبيرة تم التشديد عليها من قبل الحكومة اللبنانية، من ضمنها أن يلتزم «اليونيفيل» بمتابعة التنسيق مع حكومة لبنان، وفقاً لإتفاقية (SOFA). وأكدت المسودة على أن «اليونيفيل» لا تحتاج إلى موافقة مسبقة لأداء مهامها وفقًا لما يُنص عليه مجلس الأمن، ومع ذلك يجب أن تُجري عملياتها بشكل مستقل، مع الاستمرار في التنسيق مع حكومة لبنان، بالاضافة الى ذلك، تُدين المسودة بأشد العبارات أي محاولات لتقييد حركة موظفي» اليونيفيل».
ومن النقاط المهمة أيضا دعوة صريحة لحكومة «إسرائيل» لتسريع انسحاب جيشها من الغجر الشمالية والمنطقة المجاورة شمال الخط الأزرق، على وجه التحديد أطراف بلدة الماري. وتنص المسودة على تنسيق هذا الانسحاب من دون تأخير إضافي وبالتعاون مع» اليونيفيل»، ويعتبر استعمال تعبير «أطراف بلدة الماري» أمرا أساسيا، كان قد سبق وضغط لبنان من أجله لتأكيد سيادته على القسم الشمالي من قرية الغجر.
حوار حزب الله – باسيل والعثرات
وعلى خط الحوار بين حزب الله ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فهو يسير بهدوء اذ تخرقه بعض العثرات، ابرزها اللامركزية المالية فيما اللامركزية الادارية في طريقها الى التفاهم، ورئيس “التيار” يريدها عميقة كي تكون معززة بصلاحيات مالية موسّعة، إضافة الى الصندوق الذي يحوي عقبات كثيرة أبرزها إنتزاعه العديد من صلاحيات وزارة المال، الامر الذي يرفضه الثنائي الشيعي، مما يعني انّ الحوار بين الطرفين يسير على دروب وعرة لغاية اليوم، وليس هنالك من انفراجات لانّ مطالب باسيل تعجيزية، وفق ما تصفها مجمل الاطراف وليس الحلفاء فقط.
جبهة معارضة مسيحية – اسلامية قيد التحضير
وعلى خط مغاير، علمت «الديار» عن اجتماعات تعقد كل ثلاثاء وجمعة وتضم الاحزاب المسيحية المعارضة وكتلة «تجدّد» وبعض النواب التغييريين والمستقلين بهدف تشكيل جبهة معارضة مسيحية – اسلامية مرتقبة، ويشارك فيها ممثل عن «التيار الوطني الحر»، وافيد بأنّ مرشحها الى الرئاسة ما زال الوزير السابق جهاد أزعور، طالما يصّر الفريق الاخر على دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة.
ملف سلامه
قضائياً، قررت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو، رفع يدها عن متابعة النظر في شأن توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامه من عدمه، بسبب دعوى المخاصمة التي تقدم بها وكيله امس، وقد أبلغت قرارها الى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر ووكيل سلامه المحامي حافظ زخور.
أين داتا النازحين؟
وعلى خط ملف النازحين، لم يتسلّم لبنان الداتا من الـunhcr. وافيد بأنّ الأمن العام يعمل على إنجاز آلية لضمان سرّية البيانات، تتوافق مع المعايير الدولية لكنها لم تنته بعد وذلك وفقاً للإتفاق الذي وُقّع بين لبنان والـunhcr في 8 آب الجاري، والذي قضى بالموافقة على تسليم لبنان الداتا بعد إنجاز الإجراءات التقنية والعملية.