كتبت صحيفة “الديار”: عباس محمد رعد شهيدا من اجل فلسطين ومن ضمن كوكبة من 85 شهيدا من ابطال حزب الله استشهدوا منذ عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول نصرة لغزة وشعبها، وقد نعى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد نجله «كنت اشطر مني، لقد سبقتني، نحن ثابتون على هذا الخط» اما رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين فقال «عباس محمد رعد هو نموذج لما قدمه حزب الله بان القيادة هي فعل حضور في الميدان، وان دماء شهدائنا وابناء قياديينا تؤكد ان كل ما عندنا وتاريخنا هو من اجل فلسطين واهل غزة».
وقد ردت المقاومة الاسلامية على استهداف المقاومين وقصف القرى الجنوبية باكثر من 25 عملية نوعية واطلاق 48 صاروخا دفعة واحدة وصلت الى حدود صفد، كما استهدفت المقاومة 4 جنود صهاينة بصواريخ موجهة ومركزة بعد رصدهم بشكل دقيق اثناء دخولهم الى منزل في مستعمرة المنارة مما ادى الى مقتلهم جميعا . كما استهدفت المقاومة الاسلامية القاعدة الاميركية قرب منابع النفط في سوريا «كونيكو» بالقصف عبر المسيرات ردا على الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وغزة، كما اعلن الشيخ اكرم الكعبي الحرب على الوجود الاميركي في العراق ردا على القصف الاميركي على مواقع للحشد الشعبي وسقوط 8 شهداء.
الهدنة لـ4 ايام
وفي ظل التطورات الميدانية وتنفيذ العدو اكثر من 300 غارة خلال الـ 24 ساعة الماضية ادت الى سقوط اكثر من 200 شهيد ومئات الجرحى من المدنيين واعتقال مدير مستشفى الشفاء وقصف المقرات الطبية، اعلن مساعد وزير الخارجية القطري حامد انصاري عن التوصل الى هدنة انسانية تبدا صباح اليوم عند الساعة السابعة وتقضي بالافراج عن 50 اسيرا مدنيا لدى حماس مقابل 150 اسيرا لدى العدو، واعلن ان هذه الهدنة تشمل غزة فقط دون الجبهات الاخرى، وتحفظ في الحديث عن الاجراءات العملية.
الخارجية القطرية
وحسب مساعد وزير الخارجية القطري فان بنود الهدنة على الشكل الاتي :
ـ تبدا الهدنة اليوم عند الساعة 7 صباحا.
ـ تم تسليم قوائم المدنيين الذين سيفرج عنهم من حماس و»إسرائيل».
ـ سيتم الإفراج عن 50 رهينة «إسرائيلية» وفي اليوم الأول سيطلق سراح 13.
ـ سيتم بحث الإفراج عن مزيد من الرهائن خلال أيام الهدنة.
ـ لن تعلن تفاصيل عن كيفية نقل الرهائن لأسباب أمنية.
ـ نتوقع دخول المساعدات إلى غزة في الـ7 صباحا.
ـ الدفعة الأولى من الرهائن سيتم تسليمها في الـ4 من عصر الجمعة.
ـ لا معلومات عن عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم اليوم.
ـ نأمل أن تقود هذه الهدنة الإنسانية لبدء عمل أكبر لتحقيق هدنة دائمة وسلام دائم.
ـ نتوقع من الطرفين الالتزام ببنود الاتفاق وننظر بإيجابية عالية إلى ذلك.
كتائب القسام
بالمقابل، صدر بيان توضيحي عن كتائب الشهيد عز الدين القسام حول الاتفاق على التهدئة الإنسانية وتبادل الأسرى من النساء والأطفال دون سن الــ19 عاماً، وجاء فيه:
ـ تدخل التهدئة حيز التنفيذ يوم الجمعة الموافق 24/11/2023م 10 جمادى الأول 1445 هـ في تمام الساعة 7 صباحاً.
– تسري التهدئة لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وكذلك العدو الصهيوني طوال فترة التهدئة.
ـ توقف الطيران المعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة.
ـ يتوقف الطيران المعادي عن التحليق لمدة 6 ساعات يومياً من الساعة الـ 10 صباحاً وحتى الــ 4 مساء في مدينة غزة والشمال.
ـ يتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير صهيوني واحد.
ـ يتم خلال الــ 4 أيام الإفراج عن 50 أسيراً صهيونياً من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً.
– يتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية لكافة مناطق قطاع غزة.
– يتم يومياً إدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
حزب الله ملتزم الهدنة
اما حزب الله الذي اعلن منذ اليوم الاول لطوفان الاقصى انه جبهة دعم واسناد لغزة ومقاومتها، فهو اعلن على لسان مسؤوليه انه مع وقف اطلاق النار، ومع كل ما يريح اهالي غزة وادخال المواد التموينية والطبية لهم ونقل الجرحى من المستشفيات المدمرة، وهو مع كل ما تريده وتوافق عليه حماس، لكن السؤال، هل تنسحب الهدنة على لبنان؟ الارجح نعم؟ والامر منوط بالعدو الاسرائيلي، فاذا التزمت اسرائيل الهدنة فنحن من جهتنا مع الهدنة كما قلنا، ولننتظر اليوم كيف ستتصرف اسرائيل وعندها لكل حادث حديث، علما ان الهدنة اذا تمت فهي من دون اي اتفاق او اي اتصالات مع حزب الله، لاننا كما قلنا نحن جبهة اسناد لغزة ومن الطبيعي ان نلتزم بالهدنة التي وافقت عليها حماس، اما اذا قرر الاسرائيلي التصعيد «فالنار بالنار».
صمود غزة فرض الهدنة
هذه الهدنة حسب مصادر فلسطينية في بيروت تاخرت لليوم بطلب من نتنياهو للسيطرة على بعض المواقع العسكرية وتحسين شروط التفاوض لكنه فشل نتيجة الصمود الاسطوري لمقاتلي القسام والتحامهم المباشر مع جنود العدو وادخال صواريخ جديدة، وبالتالي فان صمود غزة وعمليات حزب الله وقصف القواعد الأميركية في سوريا والعراق وصواريخ الحوثيين فرضوا على نتنياهو القبول بالهدنة ووقف اطلاق النار في الايام القادمة مهما حاول ومارس من حروب ابادة ومجازر وحصارات بحق المدنيين، وها هو يتراجع ويفاوض حماس بطريقة غير مباشرة عبر المصريين والقطريين، بعد ان تبخر شرطه بالقضاء عليها واستسلامها على ابواب غزة، و سيترك هذا التحول تداعيات كبيرة على مستقبله السياسي ولاخيار أمامه الا العودة لحرب الابادة بعد انتهاء الهدنة كي يتجنب دخول السجن، هذا ما أشار اليه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بكلامه «الهدنة جيدة لكن المطلوب وقف لاطلاق النار».
مسؤولو حماس: قادرون على القتال لاشهر
ونقل بعض زوار حماس الى بيروت معلومات من غزة، ان الوضع الميداني جيد جدا، ووضعنا المعنوي ممتاز، وكذلك عسكريا وقادرون على الصمود لاشهر طويلة، واسرائيل تعرف ذلك، وذهبت الى الهدنة لانها لم تحقق اهدافها العسكرية، ولم تتمكن من الافراج عن الرهائن بالقوة العسكرية، وهي تواجه مقاومة ضارية في كل المحاور، وتقدمها بطيء جدا رغم كل الكثافة النارية .
وحسب قيادات فلسطينية في بيروت، فان حماس فرضت شروطها في الجولة الأولى وحققت أهدافها من وراء عملية «طوفان الأقصى» وهي إطلاق سراح اسرى من السجون الاسرائيلية بعمليات تفاوض، ورضخ نتنياهو لشروطها، بعد ان غرقت دباباته في رمال غزة وبات جيشه ضحية عش الدبابير الذي اعده يحي السنوار ومحمد ضيف تحت الارض، وتم اصطياد دباباته على طريقة صيد العصافير، وافشل السنوار وضيف كل العمليات السرية الأميركية البريطانية الفرنسية والاسرائيلية بمساعدة مخابرات عربية لاطلاق الأسرى بالقوة، ونفذ السنوار وضيف عشرات» الحيل» «ونجحا في جر هذه القوات إلى الكمائن التي نصبوها، وهذا ما دفع نتنياهو وبايدن إلى التراجع عن فكرة الافراج عن الاسرى بالقوة والقبول بالهدنة، كما ادى الفشل العسكري الى مواجهات وعمليات دهس بين مناصري نتنياهو ومعارضيه، في موازاة تصاعد الاحتجاجات المعارضة لسياسات بايدن داخل الحزب الديموقراطي على أبواب الانتخابات الرئاسية واتهامه بقيادة سياسة تحويل غزة إلى مختبر لتجربة الأسلحة الأميركية الفتاكة بدماء الفلسطينيين والترويج لنجاحها وفاعليتها في الحروب وهذا ما يرفع من اسهم بيع الاسلحة الأميركية في العالم، خصوصا ان بايدن وفريق عمله يتحكمون بسوق بيع الاسلحة.
لكن المشكلة القطرية والمصرية والاميركية في موضوع الهدنة، ان المفاوضات تجري مع حماس الداخل، مع يحي السنوار ومحمد ضيف اللذين لا يثقان بالوعود الاميركية والعربية وهما صاحبا القرار في موضوع المفاوضات بشان الاسرى والهدنة، وبالتالي لا مساومات ولا تنازلات ،فيما التصعيد الحكومي الاسرائيلي موجه للراي العام فقط، القلق من تعثر العملية العسكرية وتداعيات ذلك على مصير الكيان .
ماذا يجري في صحيفة هارتس والمتغيرات
ونتيجة هذه التطورات والمتغيرات كتبت صحيفة هارتس الاسرائيلية في افتتاحيتها منذ يومين، وترجمت الى العربية «الفلسطينيون افضل شعوب الارض في الدفاع عن اوطانهم» وقالت الصحيفة «خسارتنا كل 3 ايام 912 مليون دولار من طلعات الطيران الى صواريخ الباتريوت وتزويد الاليات بالوقود والصواريخ على كافة انواعها»… واضافت الصحيفة «اننا نتعرض لحرب نحن من بداها واوقد نارها ولكننا لسنا من يديرها ولسنا من ينهيها، ونهايتها ليست لمصلحتنا لان الفلسطينيين متشبثون بارضهم بينما نحن نسرع الى المطارات للهجرة منذ اليوم الاول للحرب، فيما دعا كبار المحامين العسكريين الجنود الهاربين من الخدمة في الجيش والاحتباط الى العودة الى وحداتهم على وجه السرعة قبل دخول سياسة العقوبات الصارمة موضع التنفيذ، من جهته طالب وزير الامن الاسرائيلي باقفال صحيفة هارتس او منعها من تغطية الاحداث نتيجة مقالاتها الانهزامية وتاثيرها على الشارع.
شهداء حزب الله
يومان من العمليات البطولية لمقاتلي المقاومة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وجهوا خلالها ضربات قاسية للجيش الاسرائيلي، سقط خلالها للمقاومة كوكبة من الشهداء، هم: عباس محمد رعد «سراج» من بلدة جباع، نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خليل جواد شحيمي «سراج» من بلدة مركبا، احمد حسن مصطفى «ملاك حولا»، محمد حسن أحمد شري، «كربلا» من مجدل سلم، نجل شقيقة النائب محمد شري، بسام علي كنجو «ابو حسين ثائر» من بلدة شقرا . كما نعت المقاومة الإسلامية الشهيد علي شبيب محسن «زين العابدين» من بلدة حاريص والشهيد محمد ربيع عودة «ناصر» والشهيد يوسف كرم جواد «حيدر» من بلدة عيتا الشعب.
عمليات المقاومة يومي الأربعاء والخميس
كما نفذت المقاومة سلسلة من العمليات على مدى اليومين الماضيين، بدأت بمهاجمة فريق الدعم اللوجستي في جيش العدو أثناء قيامه باعمال الصيانة لتجهيزات موقع بياض بليدا بالاسلحة الرشاشة وحققوا إصابات مباشرة، كما عادوا واستهدفوا الموقع نفسه، كما قصفوا ثكنة يفتح «قرية قدس اللبنانية المحتلة»، كما استهدفوا موقع الغدادي والتموضعات العسكرية في محيطه اكثر من مرة، كما قصفوا مواقع العاصي، المنارة، المرج وتل الطيبة، وفي القطاع الغربي، استهدفوا تموضعات جنود واليات العدو في محيط موقع الراهب بصاروخي بركان، كما استهدفوا تموضعا لمشاة جيش العدو في محيط ثكنة زرعيت بصاروخي بركان كما قصفوا موقع راميا وثكنة ميتات مقابل بلدة رميش وتجمعا لجنود العدو في موقع المالكية لاكثرة من مرة وكذلك قوة إسرائيلية متموضعة في موقع الراهب.
ونهار الخميس، استهدف مجاهدو المقاومة موقع خربة الماعز ومرابضه بالاسلحة الصاروخية، كما قصفوا قاعدة عين زيتي قرب مدينة صفد مقر «لواء المشاة الثالث» التابع للفرقة 91 بـ 48 صاروخ كاتيوشا وتم اصابتها إصابة مباشرة، كما استهدفوا دبابة ميركافا بصاروخ موجه في موقع الراهب بعد رصدها وكشف تموضعها بين الأشجار واصابوها بشكل مباشر، وبعدها حضرت قوة مشاة للعدو إلى مكان الدبابة فتم استهدافها بالاسلحة الموجهة ما ادى لىسقوط عناصرها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا انتشارا لمشاة جيش العدو في محيط مستعمرة سعسع. واستهدفوا ايضا بالاسلحة المناسبة مواقع بركة ريشا وجل العلام والظهيرة وتجمعا لجنود العدو في حرج راميم، وموقع الراهب وتل شعر ومستعمرة المنارة بصاروخين موجهين، وقصفوا ايضا تموضعا لجنود العدو في محيط موقع المرج، وموقع المالكية اثناء تحرك جنود الاحتلال بداخله، وموقع تلة الخزان «قرب بلدة قدس اللبنانية المحتلة» وكذلك نقاط تجمع لجنود العدو في محيط موقع حدب البستان وبركة ريشا، وقصفوا ايضا نقاط تجمع لجيش العدو وانتشاره في محيط ثكنة زرعيت بصاروخ بركان.
الرد الاسرائيلي
وردت اسرائيل بسلسلة غارات على منطقة البطيشية بين الظهيرة وطير حرفا خلف الوحدة الغانية، واحراج اللبونة جنوب الناقورة، ومنطقة جبل سويد مقابل زبقين، كما سقطت قذائف اسرائيلية على بلدات رشاف ومارون الراس ومجدل سلم واطراف بليدا وكفركلا والعديسة وراشيا الفخار وحولا اثناء تشييع الشهيد احمد حسن مصطفى «ملاك»، وسقطت عدة صواريخ على عين ابل وتضرر عدد من المنازل ومدرسة راهبات القلبين الاقدسين، بالاضافة الى قصف بالقذائف الفوسفورية على ميس الجبل، واعلنت اذاعة العدو ان حزب الله اطلق 3 صواريخ دقيقة هي الاولى من نوعها على قيادة المنطقة الشمالية.
خسائر جيش الاحتلال في جنوب لبنان
بلغت خسائر جيش العدو الاسرائيلي خلال الـ 46 يوما من خلال عمليات المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، تدمير وتعطيل 170 كاميرا، 47 رادارا، 77 منظومة اتصالات، إسقاط 3 مسيرات، 275 عملية استهداف لـ40 موقعا للعدو، تدمير واعطاب 21 آلية، قصف 5 مستوطنات واخلاء70 الف مستوطن من 43 مستوطنة، قتل وإصابة اكثر من 345 جنديا ،تدمير وإصابة اكثر من 35 منظومة استخبارات،
تدمير 21 نظاما للتشويش، ضرب وتدمير 15 تموضعا لجيش العدو.