كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: بعد انكفاء دام لفترة وجيزة، عاد القصف الإسرائيلي ليطال المناطق الخارجة عن نطاق القرار الدولي 1701، فاستهدف الطيران الحربي اقليم التفاح وجبل صافي، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي في قضاء جزّين، في تصعيد لافت في التوقيت والمضمون.
إلى ذلك، فإن إطلالة جديدة سجّلها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، عاد وكرّر خلالها تهديده لإسرائيل، وأكّد جهوزية الحزب لمواجهة أي حرب “دون سقف”، ما يؤشّر إلى أن المنطقة أبعد ما تكون عن التهدئة التي تسعى إليها الولايات المتحدة، خصوصاً بعد القصف الذي طال الحوثيين.
أما وعلى صعيد العاصفة التي تضرب لبنان، والتي من المفترض أن تخف حدّتها اليوم الإثنين، فقد غرقت الطرقات على امتداد البلاد بالمياه والسيول، واحتُجز المواطنون لساعات طويلة على الطرقات، لا سيما في الكرنتينا وطريق ضهر البيدر، ما فضح تقصير الأجهزة الرسمية لجهزة التحضير لموسم الشتاء.
بالعودة إلى الوضع القائم في الجنوب، تقرأ مصادر متابعة للشأن تصعيداً مضبوطاً بين “حزب الله” وإسرائيل، ورسائل متبادلة بين الطرفين، وتُشير إلى أن القصف الإسرائيلي على إقليم التفاح كان بعد كلمة نصرالله بساعات قليلة، وقد يكون رداً على التهديد “العالي النبرة”، واستفزاز في الآن عينه من قبل إسرائيل التي تُريد التصعيد كما هو واضح من خلال عملياتها.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تُذكّر المصادر بعملية الاقتحام “النوعية” التي نفّذتها “كتائب العز الإسلامية” التي دخلت جديداً على الخط، والتي من المفترض أنها نفّذت العملية بالتنسيق التام مع “حزب الله”، وتُشير المصادر إلى أن التصعيد الملحوظ في الجنوب بشكل عام يحصل بعد الفشل المبدئي لمساعي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لإرساء تهدئة.
ووفق ما يقول المتابعون، فإن مساعي التهدئة لن تصل إلى أفق في الأمد المنظور، وكان ذلك واضحاً خلال كلمة نصرالله، الذي قال على إسرائيل وقف عدوانها على غزّة، وبعدها “لكل حادث حديث”، وبالتالي فإن الحلول مؤجّلة إلى ما بعد انتهاء الحرب في القطاع.
وتتوقف المصادر عند دخول فصيل جديد على خط الاشتباك جنوباً وتنفيذه عملية نوعية تحتاج إلى قدرات بشرية عالية، وهو “كتائب العز الإسلامية”، الذي أعلن عن “اقتحام الحدود الجنوبية وتنفيذ عملية ضد جنود إسرائيليين وتحقيق إصابات مؤكّدة، وارتقاء 3 شهداء وعودة عنصرين إلى لبنان سالمين”، وهذه إشارة إلى تصعيد الحرب.
إلى ذلك، فإن الحرب في غزّة بدأت يومها الأول بعد المئة، وفي حين أكّدت “حماس” استمرار تكبيد إسرائيل الخسائر، أعلنت أن مصير العديد من الرهائن بات مجهولاً بسبب القصف الإسرائيلي العشوائي، وبالتالي فإن إسرائيل تعمل ضمنياً ضمن بروتوكول “هنيبعل”، وتقتل الرهائن لتتحرّر من عبئهم.
أما وعلى المقلب الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي زعم مواصلة عملياته في غزّة ورفضه الانسحاب من أي منطقة، وذلك بعدما توافرت أخبار ومعلومات عن نيّته بدء الانسحاب من شمال القطاع غزّة، إلّا أن ما بدا لافتاً أمس إعلان “حماس” قصف مستوطنات إسرائيلية من مواقع يُسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ما يشي بضعف قبضة إسرائيل على المناطق التي تحتلها في غزّة.
في المحصلة، فإن سخونة الصفيح الذي تتواجد عليه المنطقة ترتفع، وصوت طبول الحرب يلعو على صوت المساعي الديبلوماسية للتخفيف من حدّة الصراع، وقد تكون المنطقة في بداية مرحلة التصعيد وتحسين الشروط، وذلك قبل الوصول إلى موعد التسوية، وحتى ذلك الحين، فإن لبنان في مهب ريح الأخطار.