كتبت صحيفة “الديار”: بالرغم من تراجع حدة المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي في اليومين الماضيين، بعد اسبوع دموي لبناني شهد سقوط عدد غير مسبوق من القتلى المدنيين، جراء توسيع «تل أبيب» رقعة القتال، فإن الخشية من تدهور الوضع لا تزال كبيرة، بخاصة في ظل انتظار رد حزب الله على مجزرة النبطية، مع تثبيت امينه العام السيد حسن نصرالله معادلة «الدم مقابل الدم». اذ انه من غير المستبعد ان يتخذ العدو من رد حزب الله، الذي تقول مصادر مطلعة، انه سيكون «محسوبا وموجعا»، مبررا لتوسيع اضافي لرقعة المواجهات قد يؤدي الى انفلات الامور.
ضغوط فرنسية – اميركية
وبحسب معلومات «الديار»، فان «ضغوطا فرنسية واميركية مكثفة مورست، وبشكل خاص على «تل أبيب»، في الايام القليلة الماضية لحضها على العودة الى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، والتي ضربتها عرض الحائط مع الاستهدافات المتكررة للنبطية ومناطق اخرى خارج شمالي الليطاني وبخاصة للمدنيين».
ويبدو ان هذه الضغوط فعلت فعلها مع العودة لحصر الضربات في الساعات الـ48 الماضية في منطقة جنوبي الليطاني. الا انه وبحسب المصادر فان «لا شيء ثابت في هذا المجال، و «اسرائيل» لا تنتظر مبررات لضرب اي اهداف تريدها، ولارتكاب المزيد من المجازر. لذلك وايا كان حجم ونوعية الهدف الذي سيقصفه حزب الله ردا على استهداف المدنيين في الجنوب، فلا شك ان «تل ابيب» ستواصل عملياتها العدوانية… الا انها ستعد للمئة قبل استهداف المدنيين مجددا».
واعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض امس الاحد صراحة ان «المقاومة لن تسمح للعدو بأن يفرض وتيرته التي يشاء دون أن يدفع ثمناً باهظاً، ولن تتيح له أن يجر الميدان إلى الإيقاع الذي يناسبه، دون غُرمٍ لن يكون قادراً على تحمله». ولفت إلى أنّه «بالرغم من شُحنة التهويل المرتفعة في خطابات قادة العدو، فإن المقاومة جهَّزت نفسها لكل الخيارات والاحتمالات، بما فيها الاحتمالات الأكثر تطرفاً وتدحرجاً»، مشيرا إلى أن «قرار المقاومة هو انها ستمعن إذا أمعن العدو وستذهب إلى الأبعد، إذا ذهب بعيداً في سياق من التكافؤ والتناسب».
ميدانيا، نفذت المقاتلات الحربية الاسرائيلية المعادية امس مجموعة غارات استهدفت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، كما منزلين في يارون، اضافة الى بلدتي عيتا الشعب وعيترون. واستهدف القصف ايضا وادي بيت ليف وأطراف الناقورة وتلة العويضة فوق كفركلا ، اضافة الى أطراف بلدات يارين، طيرحرفا، الجبين وشيحين في القطاع الغربي، وأطراف راميا وخلة وردة.
بالمقابل، استهدفت المقاومة تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع البغدادي مقابل ميس الجبل، كما تموضع للجنود في مستعمرة «إيفن مناحيم» واوقعتهم بين قتيلٍ وجريح. كذلك تم استهداف تموضع للجنود في مستعمرة شوميرا، وآخر في مثلث الطيحات مقابل ميس الجبل، كما مبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستوطنة يارؤون.
واستهدف الحزب موقع السمّاقة في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية المحتلة مرتين خلال ٢٤ ساعة كما موقع رويسات العلم.
هدنة ولا اجتياح؟
اما على جبهة غزة، فبحسب المعلومات يفترض ان يكون هذا الاسبوع مفصليا بما يتعلق باعادة تنشيط مفاوضات الهدنة. وقالت مصادر مطلعة ان «مسار التفاوض عاد ليتقدم على مسار اجتياح رفح»، لافتة الى ان «هناك ضغطا دوليا كبيرا كي يكون القتال متوقفا كليا خلال شهر رمضان». وقد هدد عضو مجلس الحرب «الإسرائيلي» بيني غانتس امس، بأن الحرب في غزة ستمتد إلى رفح إذا لم تستعد «إسرائيل» الرهائن بحلول شهر رمضان.
في هذا الوقت، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن «مستشفى ناصر في قطاع غزة لم يعد يعمل، بعد حصار دام أسبوعا أعقبته غارات مستمرة». واوضح في بيان على منصة «إكس» إنه «لم يُسمح لفريق منظمة الصحة العالمية بدخول المستشفى لتقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصوله إلى هناك لتوصيل الوقود بالتعاون مع الشركاء».
وأضاف «لا يزال هناك حوالى 200 مريض في المستشفى. ويحتاج ما لا يقل عن 20 منهم إلى إحالة عاجلة إلى مستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الصحية»، مشيرا الى ان «تكلفة التأخير ستدفعها حياة المرضى… ويجب تسهيل الوصول إلى المرضى والمستشفيات».
الحريري… «الفيتو» أقوى
سياسيا، وبالعودة الى الداخل اللبناني، غادر رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري امس الاحد بيروت عائدا الى ابو ظبي. وتوجه ببيان بالشكر والامتنان لعشرات آلاف الاوفياء، الذين اتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن العاصمة بيروت للمشاركة في احياء ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. وجدد الحريري دعوة الجميع، وخاصة اهل الوفا، للحفاظ على البلد، وقال: «كما كنا سوا سنبقى، وسأكون الى جانبكم اينما كنت». وكان الحريري زار أمس مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ، كما اختتم لقاءاته في «بيت الوسط» باستقبال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.
وقالت مصادر واكبت عن كثب زيارة الحريري لـ «الديار» انه «ورغم ان الحراك الذي واكبها كان مختلفا عن العام الماضي ومدروسا، واريد من خلاله توجيه مجموعة من الرسائل للداخل والخارج، ومفادها ان الحريري لا يزال الزعيم السني الاوحد ودون منازع، الا ان «الفيتو» السعودي عليه لا يزال على حاله وحتى اقوى من ارادة شارعه. وهو يدرك ذلك تماما لذلك لن يحاول مواجهة هكذا «فيتو»، بل على العكس سيحاول مراكمة الرسائل الايجابية تجاه الرياض، متكئا على دعم دولي اميركي- فرنسي- روسي يعتقد انه سيخدمه في مرحلة من المراحل، ما يسمح بعودته الى الحياة السياسية».