نظم معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية ندوة حوارية بعنوان “الإعلام في زمن الحروب”، شارك فيها وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، بحضور ممثل النائب طوني فرنجية الدكتور أدولف عبد الله، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، رئيس الهيئة التنفيذية في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور أنطوان شربل، والدكاترة علي رمال ونديم منصوري وعلي كنج، رئيس جمعية “شباب العزم” ماهر ضناوي، سحر علم الدين، إضافة إلى مديري عدد من كليات الجامعة وموظفين وطلاب.
الأميوني
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين ولبنان، افتتحت مديرة معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث الدكتورة وديعة الأميوني اللقاء، متحدثت عن “دور الإعلام الأساسي في تشكيل وجدان المجتمع ورسالته الأخلاقية في نقل الحقيقة وفتح باب التعبير الحر والنقاش والحوار”.
ولفتت الأميوني إلى أن “الجامعة اللبنانية محور أساسي في المفاصل الوطنية، ودورها لا يقتصر على نقل المعرفة وتقديم المحتوى العلمي فحسب، بل بناء مواطنين صالحين وتشجيع التفكير الموضوعي والنقدي وتعزيز البحث العلمي وتحفيز الابتكار من أجل صناعة مستقبل متطور في لبنان”.
حيدر
من جهتها، أكدت عميدة معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مارلين حيدر “أهمية دور الإعلام، خصوصا في زمن الحروب ومدى تأثيره في تشكيل الوعي لدى الرأي العام وتحريكه في اتجاه قضايا معينة”، لافتة إلى “فعاليته في صنع القرار وتشكيل الثقافة العامة المجتمعية”.
بدران
وتحدث بدران عن “الإعلام كأداة رئيسية من أدوات الحروب والصراعات”، مؤكدا “أهميته المتزايدة، بعد انتشار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبح الأداة الأكثر أهمية ضمن ما يسمى بحروب الجيل الخام”.
واعتبر أن “الحرب على غزة هي النموذج الحي الذي يحاكي دور الإعلام في تضليل الرأي العام والتعتيم على الحقائق واجتزائها، وصولا إلى تحويل الضحية إلى قاتل”، وقال: “نحن نتطلع في زمن الحروب، أن يأخذ الإعلام دوره في تحفيز بناء السلام القائم على الحقوق المشروعة للشعوب، بدل أن يتموضع في أجندات تضعه في قفص الإتهام على خلفية دوره في التحريض على القتل والعدوان”.
وختم: “على الإعلام إعادة النظر بوظائفه أثناء الحروب من خلال رمزية ما يمثل، وإعطاء المعنى يقتضي الأخذ في الاعتبار انعكاسات كل فعل اعلامي ومدى مساهمته في إحداث أثر إيجابي في المجتمع والعكس، هذا ما يجعل الاعلامي فاعلا اجتماعيا قائما في حد ذاته، وليس مجرد شاهد على الأحداث”.
المكاري
وتحدث المكاري عن” تجربة الإعلام اللبناني في تغطية حرب غزة”، متطرقا إلى “استهداف اسرائيل للصحافيين في جنوب لبنان والشق القانوني المتعلق باستهدافهم خلال الحروب، إضافة الى أهمية تدريبهم تدريبا محترفا قبل إرسالهم لتغطية الحروب والأحداث الأمنية”.
وتحدث عن “تلفزيون لبنان وسبل تطويره والاستفادة من أرشيفه الكبير ورقمنته، بالتعاون مع السفارة الفرنسية في لبنان”.
كما تناول” مسألة الإعلام الرقمي واقتراح مشروع قانون تحقيق الشفافية وتطوير الإعلام في لبنان”، وقال: “نحن نعيش في زمن تحديات كبيرة، فدور الإعلام يتسارع بأهميته في توجيه الرؤى ونقل الحقائق. وفي ظل التحولات الإقليمية والتوترات، يجب علينا كوزارة إعلام تعزيز دورنا في نقل الوقائع بشكل دقيق وموضوعي، خصوصا عند التعامل مع الحروب مثل ما يحصل في فلسطين”.
وختم: “نحن ندعم ونوجه وسائل الإعلام من أجل أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية وتقدم تحليلات عميقة للفهم العام، وتعزيز قيم السلام والعدالة في تغطيتها”.