كتبت صحيفة “الديار”: شهد العالم ليل السبت – الاحد الماضي حدثا تاريخيا يؤسس لمشهد جديد في المنطقة والعالم. فصحيح أن رد طهران بعملية «الوعد الصادق» على استهداف قنصليتها في دمشق، جاء محسوبا جيدا ومتقنا، ما دفع اخصامها الى انتقاده، مروجين لرواية المسرحية المتفق عليها مسبقا بين واشنطن وايران، الا ان المدقق في الابعاد الاستراتيجية والعسكرية للعملية، يدرك ان الرسائل التي وصلت للمعنيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية و «اسرائيل»، كانت قاسية وحازمة، وانهما قرآها بامعان وجيدا جدا، وسيقومان بتحديد خطواتهما اللاحقة سواء في غزة او في المنطقة، بعد الاخذ بعين الاعتبار «توازن الردع» الذي اعادت طهران ترميمه، وهو الذي سيكون له الاثر الاكبر في صياغة التسوية المقبلة عاجلا او آجلا، لتضع حدا للحرب المتواصلة على غزة.
فبحسب مسؤولين «إسرائيليين»، أطلقت إيران 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز، كما أطلقت 110 صواريخ أرض أرض، في هجومها على «إسرائيل».
وقال مصدر رفيع لـ «الديار» ان «الرد الايراني بشكله وتوقيته جاء ليحبط اخصام ايران، الذين كانوا يروجون لرد رمزي كاستهداف احدى القنصليات «الاسرائيلية» الفارغة، الا ان ما حصل كان وقعه مدوّيا عليهم، خاصة ان الاهداف الايرانية من الهجوم تحققت، وابرزها استهداف قاعدتين عسكريتين «اسرائيليتين»، وبخاصة تلك التي انطلقت منها الطائرات الحربية «الاسرائيلية» لاستهداف القنصلية الايرانية في دمشق».
واشار المصدر الى انه «بذلك اكدت ايران انها قادرة على الوصول الى اي نقطة تريدها داخل الاراضي المحتلة، ويبدو واضحا ان عمل المسيّرات كان اشغال «اسرائيل» وحلفائها والقبة الحديدية، كي يتم الوصول الى الهدف المنشود»، مستغربا كيف ان «البعض كان يتوقع ردا ايرانيا يوقع اعدادا كبيرة من القتلى، فبذلك يتحقق المراد «الاسرائيلي» بجر اميركا الى حرب شاملة في المنطقة لا تريدها طهران، كما لا تريدها واشنطن».
ايران: الرد انتهى!
بدورها، بدت طهران حاسمة بأن ردها على استهداف قنصليتها انتهى، وبأنها جاهزة للتعامل مع اي مغامرة «إسرائيلية» جديدة. وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على أنّ «قوّاتنا لقنت العدو الصهيوني درسا، وأي مغامرة جديدة ستقابل برد فعل أثقل» ، ووصف رئيسي الإجراء الإيراني «بالذكي والمدروس»، موضحاً أن «العمليات المركبة تحمل رسالة قوة واقتدار للأمة الإسلامية ورسالة خوف ومذلة لأعداء البشرية».
وتابع «أن الكيان الصهيوني هو من يهدد الأمن الدولي والاستقرار في المنطقة عبر انتهاكاته المستمرة وجرائمه الوحشية منذ 6 أشهر في غزة».
موسوي يتوعّد برد أقوى وأصعب
بدوره، قال قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي: «نحذر واشنطن بأننا سنستهدف قواعدها ومصالحها في المنطقة إذا تدخلت لدعم الكيان الصهيوني. والكيان الصهيوني سيواجه برد أقوى وأصعب في حال واصل إجراءاته العدوانية ضد ايران.»
باقري: العملية كانت كعقاب
كما قال رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري «أن العملية التي قامت بها إيران كانت كعقاب، ورد إيران على أي عمل سيكون أكبر بكثير»، مضيفا «إن هذه العملية تعود إلی تجاوز الكیان الصهيوني لخطوطنا الحمراء، وهو أمر لا يطاق بالنسبة لنا ولا یروقنا بأي شكل من الأشكال».
وتابع أنه «إذا نفذ الكیان الصهيوني عملية أخرى، فإن ردنا سيكون أكثر شمولا ولقد حاولنا أن تقتصر عملياتنا على العقاب فقط، ولم يتم استهداف التجمعات السكانية ونحن بالتأكيد على استعداد للدفاع عن أرضنا».
سلامي: على العدو أن يعيد حساباته
من جهته، صرّح القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي، «أنه يجب على الكيان الصهيوني أن يعيد حساباته»، موضحاً أنه «إذا قام بأي رد فعل فمن المؤكد أن رد ايران سيكون اصعب بكثير بناءً على هذه التجربة الجديدة التي اكتسبناها من قدراته».
وعن تفاصيل العملية العسكرية التي قامت بها ايران، صرح سلامي «أن الأهداف كانت دقيقة جدا وتم تنفيذ عملية محدودة توازي العدوان الذي ارتكبه الكيان الصهيوني»، مؤكداً «أن العملية كانت أكثر نجاحا مما كان متوقعا».
وتابع سلامي «أن القدرات المشتركة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مجال الحرب الإلكترونية يمكن أن يكون لها تأثيرات حاسمة في الأدوات المستخدمة في ساحة المعركة، لذلك تطلبت هذه العملية عبقرية في التصميم التكتيكي، أي تم استخدام تصميمات مبتكرة وذكية وغير معروفة للعدو وأدوات قادرة على تحييد العدو في مجال الحرب الإلكترونية أو التصرف بطريقة تجعل أنظمة العدو غير فعالة».
هتافات النصر في مجلس الشورى
وأعلن نواب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، دعمهم لعملية حرس الثورة الإسلاميّة. وخلال اجتماع المجلس، أكّد النواب دعمهم للهجوم الصاروخي وصدحوا بشعارات «الموت لإسرائيل» و «الحرس الثوري شكرًا شكرًا».
وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، إنّ «الصفعة التي وجهها الشعب الإيراني للعدو الصهيوني كانت قوية وردًا من قبل المدافعين عن الشعب الإيرانية أسعد قلب كل إيران»، معتبرا «أنّ العمل العسكري الذي قامت به إيران ردًا على العدوان الصهيوني يتمشى مع ميثاق الأمم المتحدة، وإذا اتخذ الكيان الصهيوني أي إجراء، فإن الرد الإيراني المخطط له سيكون أكثر شدة».
عبد اللهيان: وجهنا التحذير اللازم لواشنطن
كما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن «طهران أبلغت واشنطن أن الهجمات الإيرانية ضد «إسرائيل» ستكون محدودة وللدفاع عن النفس».
وأوضح خلال اجتماع مع سفراء أجانب في طهران، أن «قبل حوالى 72 ساعة من عملياتنا، أبلغنا أصدقاءنا وجيراننا في المنطقة أن رد إيران على «إسرائيل» مؤكد ومشروع ولا رجعة فيه»، مضيفا «طهران لن تتردد في الدفاع عن مصالحها ضد أي عدوان جديد، وعمليتنا العسكرية استهدفت مواقع انطلاق طائرات إف 35». واكد أنّ «لا نية لدينا لمواصلة العمليات الدفاعية، لكن لن نتردد في الدفاع عن مصالحنا أمام أي اعتداء». واضاف: «اما إذا تم استهدافنا من القواعد الأميركية في دول المنطقة فسنكون مضطرين الى استهدافها».
واكد ان «عزوف مجلس الأمن عن إصدار بيان بشأن العدوان شجع نتنياهو على خرق القوانين».
استدعاء سفراء
يأتي ذلك في وقت استدعت فيه الخارجية سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن مواقف دولهم إزاء رد الحرس الثوري على كيان الاحتلال. وقالت الخارجية الايرانية «أبلغنا سفراء الدول الأوروبية بأن عملية الحرس الثوري تمت في إطار حقنا في الدفاع عن النفس»، مضيفة «أبلغنا سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأننا ملتزمون بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة».
وتابعت «نستنكر المواقف المزدوجة للندن وباريس وبرلين من هجوم «إسرائيل» على بعثتنا وردنا المشروع عليه»، مشيرة «إلى أنه أبلغنا سفراء الدول الأوروبية بأننا نتفادى دائما تشديد النزاع والتوتر عبر السبل المتاحة».
احتفالات تعمّ الشارع الايراني
وخرجت مسيرات جماهيرية وشعبية عفوية في عدد من المحافظات الإيرانية، تأييدًا لعملية «وعده صادق». وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية والأعلام الإيرانية وأعلام حزب الله، فيما صدحت أصواتهم بهتافات التلبية للمقاومة والحرس الثوري ونداءات «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل».
وشهدت العاصمة الايرانية طهران، احتفالات شعبية حاشدة. أهالي العاصمة، تجمّعوا في شوارع طهران، حاملين الاعلام الايرانية والفلسطينية ورايات المقاومة، تعبيراً عن دعمهم للرد على جريمة استهداف قنصلية بلادهم في دمشق.
بالتزامن، خرجت مسيرات سيّارة، عبّرت عن دعمها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتأييدها لخطوات حرس الثورة الاسلامي بوجه الأعداء.
«اسرائيل» تهدد بالرد!
وأصرت «تل أبيب» على التهديد بالرد على العملية الايرانية. فأكد الوزير في مجلس وزراء الحرب «الإسرائيلي» بيني غانتس إن «إسرائيل ستجعل إيران تدفع ثمن شنها هجوما ضخما بصواريخ وطائرات مسيرة عندما يحين الوقت المناسب». وقال في بيان: «سنشكل تحالفا إقليميا، وسنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا».
من جهته، قال وزير خارجية العدو الاسرائيلي يسرائيل كاتس، في مقابلة مع إذاعة «الجيش الإسرائيلي» إن بلاده «تدرس تحركاتها بعناية بعد الهجوم الكبير الذي شنته إيران». وأضاف: «لقد قلنا إذا هاجمت إيران «إسرائيل» فسوف نهاجمها ، وهذا الالتزام ما زال نافذاً»، غير أنه قال إنه «سيتم بحث مسألة الرد المحتمل في الإطار المناسب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو».
بدوره، قال وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت إن «إسرائيل» عاشت «واحدة من أكثر الليالي دراماتيكية»، ولكنه «وبفضل الاستعدادات المستمرة حققنا نتائج رائعة»، مضيفا أن «إسرائيل» لديها «فرصة لتشكيل تحالف استراتيجي ضد إيران بعد الهجوم».
وقال وزير الأمن القومي «الإسرائيلي» إيتمار بن غفير «إن علينا عدم اتباع سياسة الاحتواء كي نخلق الردع في الشرق الأوسط بل علينا أن نرد بجنون»، حسب قوله.
وتستبعد مصادر متابعة ان يكون هناك رد «إسرائيلي» كبيرا بحجم الفعل الذي ادى الى كل ذلك، اي استهداف القنصلية الايرانية، معتبرة ان «التعليمات الاميركية واضحة لنتنياهو، وعلى الارجح لن يجرؤ على التمرد عليها، لانه ايقن انه لولا الدعم الاميركي والغربي لكان الوضع مختلفا تماما عما هو عليه اليوم، ولكان مصير الكيان «الاسرائيلي» مهددا بالفعل، وهو ما اثبتته العملية الايرانية الاخيرة».
بايدن يلجم نتنياهو!
وفي هذا الاطار، ما كشفته صحيفة «معاريف الإسرائيلية» بأن الطائرات «الإسرائيلية» كانت في طريقها إلى إيران للرد على الهجوم، ولكن بعد ذلك جاءت «مكالمة مثيرة» من الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو. ووفقا للتقرير، فإن مجلس الوزراء كان قد اتخذ بالفعل قرارا خلال الهجوم الإيراني، بمهاجمة إيران. لكن خلال المحادثة مع بايدن، تمكن الرئيس الأميركي من منع نتانياهو من القيام بذلك.
من جهتها، نقلت شبكة CNN عن مسؤول كبير في الإدارة الاميركية ان بايدن أخبر نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، أن الولايات المتحدة «لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران، وانه يجب عليه اعتبار الليلة فوزا، لأن التقييم الحالي للولايات المتحدة هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير، وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لإسرائيل».
كذلك صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة «إن بي سي»، أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيداً للأزمة في الشرق الأوسط.
واشنطن تستبعد نشوب حرب إقليمية
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن معظم الهجمات التي استهدفت «إسرائيل» في الليلة الماضية انطلقت من الأراضي الإيرانية والباقي من وكلائها في العراق ولبنان واليمن، بحسب تعبيره.
واستبعد كيربي في حديث لشبكة «سي إن إن» الأميركية توسع الوضع إلى حرب إقليمية، وأوضح أن واشنطن شاركت في صد الهجوم الإيراني لمنع ذلك.
وأشار كيربي إلى أن «الأمر متروك للإسرائيليين ليقرروا ما إذا كانوا سيردون على إيران وكيف سيردون»، مضيفا «مشاركتنا العسكرية في التصدي لهجوم إيران دليل على التزامنا الصارم بأمن إسرائيل، وأعتقد أن رسالتنا وصلت للإيرانيين بأننا لن نتسامح مع أي استهداف لجنودنا ومنشآتنا».
4 دول ساعدت «اسرائيل»
وساهمت 4 دول على الأقل، إلى جانب «إسرائيل»، في صد الهجوم الايراني ليل السبت.
اذ أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات الأميركية في الشرق الأوسط اعترضت عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة أطلقت من إيران والعراق وسوريا واليمن. ووفقًا لمسؤولين أميركيين مطلعين على الوضع، اكدوا لشبكة «سي أن إن» ان القوات الأميركية اعترضت أكثر من 70 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، و3 صواريخ باليستية على الأقل خلال الهجوم الإيراني على «إسرائيل». وقال أحد المسؤولين إن السفن الحربية اعترضت الصواريخ الباليستية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، إن فرنسا كانت من بين الدول المشاركة في الدفاع ضد الهجوم الإيراني على «إسرائيل» خلال الليل.
ووفق رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فقد أسقطت المملكة المتحدة عدداً من المسيّرات التي أطلقتها طهران.
وقال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إن القوات الأردنية «تصدت لبعض الأجسام الطائرة التي دخلت أجواءنا ليلة السبت». وأكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ان بلاده مستمرة في «اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنها وسيادتها»، مشدداً على «أن وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية، تتطلب تحمل مجلس الأمن مسؤولياته في حماية الأمن والسلام، وفرض وقف العدوان على غزة».
تسوية شاملة مقبلة؟
في هذا الوقت، بدا واضحا فشل الجولة الجديدة من المفاوضات بين حماس والعدو الاسرائيلي لوقف الحرب في غزة، اذ اعلنت «إسرائيل» امس الاحد إن حماس» رفضت مقترح الهدنة في غزة الذي كانت قد تسلمته يوم الاثنين الماضي».
وذكر مكتب نتنياهو، في بيان، أن حركة حماس رفضت أحدث مقترح لاستعادة الرهائن «الإسرائيليين»، وقال إن «إسرائيل» ستواصل تحقيق أهدافها في غزة «بكامل قوتها». كذلك أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية «الإسرائيلي»(«الموساد» ) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بشأن الهدنة في قطاع غزة، أن الحركة الفلسطينية رفضت مقترح التهدئة الذي قدمه الوسطاء.
وقالت حماس في بيان عبر قناتها في «تلغرام»: «سلمت الحركة قبل قليل للإخوة الوسطاء في مصر وقطر ردها على المقترح، الذي تسلمته يوم الاثنين الماضي، ونؤكد في حركة حماس مجددا على تمسكنا بمطالبنا ومطالب شعبنا الوطنية».
وأشارت إلى أن المطالب هي: «وقف دائم لإطلاق النار، انسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، عودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، تكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار». وشددت حماس على أننا «نؤكد استعدادنا لإبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين».
ووفق مصادر معنية بالمفاوضات، فان «احدا لم يكن يتوقع نجاح هذه الجولة من التفاوض، باعتبار ان الكل كان يربط التطورات بغزة برد طهران على استهداف القنصلية الايرانية»، لافتة الى ان اي «تسوية مقبلة، وبالتحديد بعد الرد الايراني، لن تكون محدودة التوقيت والاهداف ، انما ستكون شاملة ونهائية».
الوضع محتدم جنوبا!
ميدانيا في لبنان، كانت جبهة الجنوب شهدت ليلة عنيفة من الاعتداءات «الإسرائيلية» بالتزامن مع الضربة الايرانية لـ «اسرائيل». فشن العدو غارات عنيفة على الخيام وكفركلا والعديسة ، واستهدف كلا من حولا ووادي السلوقي والخيام ومحيط دير ميما في دير ميماس ومجرى نهر الليطاني بقصف مدفعي عنيف. وسجل وقوع عدد من الاصابات وارتقاء شهيد من جراء الغارة على الخيام.
كما شهدت أجواء القطاع الشرقي حركة طيران حربي معاد كثيف، وتحليق للطائرات المسيرة دون توقف، بالإضافة إلى انفجار صواريخ اعتراضية في الاجواء. وسجل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون.
حراك سياسي مرتقب
سياسيا، استبدل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الدعوة الى جلسة للحكومة بعقد لقاء وزاري تشاوري صباح اليوم لمواكبة التطورات على الصعيدين الاقليمي والداخلي.
واستغربت مصادر نيابية معارضة لـ«الديار «التراخي الرسمي بالتعامل مع الاوضاع، مشددة على ان هكذا جلسة كان يفترض ان تعقد بعد حادثة مقتل باسكال سليمان، وان تعقد جلسة اخرى يوم الاحد بعد التطورات الكبيرة في المنطقة… «لكن للاسف وكأن الدولة اللبنانية سلمت امرها لحزب الله، وباتت وسيطا بينه وبين الخارج!»
وينتظر ان يعود الحراك السياسي هذا الاسبوع، وبخاصة مع استعادة سفراء «اللجنة الخماسية» حراكهم لاخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة. هذا ومن المفترض ان يشهد ملف النزوح السوري تطورات جذرية. وقد اعلن النائب «القواتي» ملحم الرياشي ان وفدا من «القوات» برئاسة النائبة ستريدا جعجع، سيقدّم طرحاً عملياً لوزير الداخلية اليوم حول أزمة النازحين السوريين، وسيطلب تعميمه على المناطق والبلديات.