كتبت صحيفة “الأخبار”: لليوم الثالث على التوالي، يتعرض جيش العدو لضربات قاسية من حزب الله، ما جعل الاحتلال يتحدث عن إدخال المقاومة أدوات جديدة في المعركة، وأنها تظهر جرأة نارية عبر الدمج بين أسلحة مختلفة ضد هدف معين في وقت واحد، ما أثبت عملياً عدم تأثرها بسياسة الاغتيالات التي تنشط بها إسرائيل ضد عناصرها واستمرارها في منظومة العمل بنجاح في المنطقة الحدودية. وهو ما ورد في تعليقات وسائل الإعلام العبرية.ورداً على اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال الشهابية، أعلن حزب الله شنّ هجوم مركّب بالصواريخ الموجّهة والمُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة، في ما يسمى «المركز الجماهيري»، وإصابته إصابة مباشرة، ما أدى إلى وقوع أفراده بين قتيل وجريح.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله في بيانات أن العملية أتت «رداً على استهداف عدد من المقاومين»، بعدما كانت عملياته رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الآمنة واستهداف المدنيين، وهو ما يعني أن مروحة الردع سمتد لتطاول المقاومين أيضاً الذين يحاول العدو الإسرائيلي استهدافهم خارج ميدان المواجهة، في وسط مدني بعيد.
وتعليقاً على عملية عرب العرامشة، قالت «القناة 12» إن المقاومة أطلقت صاروخين مضادين للدروع، ما أوقع إصابات في صفوف الجنود، ثم أطلقت طائرتين مُسيّرتين انتحاريتين باتجاه المكان نفسه، ما أسفر عن إصابة 18 شخصاً غالبيتهم من الجنود، بينهم 6 في حالة خطيرة. بدوره قال موقع «والاه» العبري إن ضباطاً كباراً في القيادة الشمالية ينتقدون عجز سلاح الجو عن توفير طوق حماية كامل من مُسيّرات حزب الله، ونُقل عن أحد الضباط قوله إن «الجيش يريد التحذير من مسافة 1500 كلم ليتمكن من الرد». بينما نقلت «القناة 13» عن تقييم في جيش العدو مفاده أن حزب الله يتحدى أنظمة الرصد والاعتراض في الشمال عبر إرساله المُسيّرات.
وحول طبيعة المكان المستهدف في عرب العرامشة، كشفت «القناة 14» أن المقاومة استهدفت بشكل مباشر مبنى كانت تتحصّن في داخله قوة كبيرة من الجيش. وقالت وسائل إعلام أخرى، إنه في أغلب الأوقات كان يتواجد في «المركز الجماهيري» المستهدف في عرب العرامشة ضباط كبار جداً، وقد وصلت معلومات إلى حزب الله عن الأمر، فحاول استهداف غرفة العمليات الموجودة في المركز واستهداف الضباط.
ووصف الإعلام الإسرائيلي الهجوم بأنه «حادثة خطيرة جداً ناتجة عن إصابة بمُسيّرة دقيقة، حزب الله عرف إلى أين يرسلها ونجح في إيقاع عدد من الإصابات». فيما قالت «القناة 12» إن «هناك أمرين أساسيين يجب أن نضعهما نصب أعيننا على ضوء النتائج الصعبة لهجوم حزب الله في عرب العرامشة، الأول أن حزب الله يتعلم من الحوادث السابقة، ومن استمرار القتال في الشمال، ويُدخل أدوات جديدة ويجرّبها، وهذا يُترجم بالقذائف الثقيلة الوزن من نوع «بركان»، والتي تزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وقد رأينا استخدامها ضد قواعد الجيش الإسرائيلي. والثاني، وهو ما يسمى الجرأة النارية، أي الدمج بين عدة أنواع من الأسلحة نحو نقطة معينة في آنِ واحد للتغلّب على الوسائل الدفاعية قدر الإمكان ولتحقيق إصابات دقيقة، وللأسف نجح في حادثة عرب العرامشة». وقال المراسل العسكري لموقع «والاه» إن «ما حدث في عرب العرامشة هو كمين مدبّر من قبل حزب الله. كانوا يعرفون بالضبط من كانوا يستهدفون وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات ومُسيّرة انتحارية».
وتحدّثت قناة «كان» العبرية عن غياب صفارات الإنذار، وقالت: «لليوم الثاني على التوالي لا توجد صفارات إنذار، والمُسيّرات تضرب بالتمام حيث هي موجّهة». وأضافت: «حتى الآن لا توجد لدى الجيش أجوبة من أين أُرسلت المُسيّرة إلى عرب العرامشة، وهو السؤال الأساسي». وفي السياق نفسه، لفتت «قناة 12» العبرية إلى أنه «في الأشهر الستة الماضية، تمكنت عدة مُسيّرات لحزب الله من اختراق نظام الدفاع الجوي في الشمال والتسبّب في وقوع إصابات، ورغم أنها طائرة بدون طيار بسيطة إلى حد ما، إلا أنه من الصعب اكتشاف طائرات حزب الله».
وليل أمس وزّع حزب الله مشاهد عن العملية أظهرت استهداف الموقع بصاروخ «الماس» الموجه وإطلاق مُسيّرة انتحارية. وكشف الفيديو عن استطلاع جوي مسبق للهدف. وإثر العملية، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً تُظهر الاكتظاظ الكبير في غرفة الطوارئ في مركز الجليل الطبي في نهاريا، بعد وصول الإصابات جراء العملية التي قام بها حزب الله في عرب العرامشة. كما نشرت مقطعاً مصوّراً يُظهر ما قالت إنه لدخول مُسيّرة تابعة لحزب الله للاستطلاع فوق عرب العرامشة قبل أيام وعودتها إلى لبنان بسلام.
إلى ذلك، استهدفت المقاومة أمس، وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجّهة، ودمّرت تجهيزاتها. كما استهدفت مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان»، وانتشاراً مستحدثاً لجنود العدو الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع راميا، والانتشار المستحدث لجنود العدو جنوب ثكنة برانيت، وقصفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصواريخ «فلق»، والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا. وكان حزب الله قد استهدف عند منتصف ليل الثلاثاء، آلية عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة، بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة وأوقع مَن فيها بين قتيل وجريح.