كتبت صحيفة “الديار”: مع دخول الحرب على غزة يومها الـ 200، ارتفعت حدة المواجهات على الحدود الجنوبية، وتصاعدت «حرب المسيرات» بين «حزب الله» و»إسرائيل»، حيث استخدم الطرفان هذا السلاح الفعّال لتحقيق أهداف متعددة، بدءا من الاستطلاع والمراقبة، إلى الضربات الجوية وعمليات الاغتيال.
ففي ذكرى عيد الفصح اليهودي، سجلت المقاومة معادلة جديدة مفادها «كل اغتيال يقابله استهداف نقاط عسكرية واستراتيجية في العمق»، حيث عاش شمال فلسطين المحتلة، اجواء معركة حقيقية، وسجل 24 انذارا، 60عملية اطلاق صاروخي، واطلاق حوالى 6 طائرات بدون طيار وعدد من الصواريخ المضادة للدروع على اهداف عسكرية، حيث راى اعلام العدو، ان حزب الله وسع من نطاق هجماته من 10 كيلومترات الى 30 كيلومترا، منفذا هجوما على قاعدة عسكرية قرب صفد الاثنين، واخرى قرب عكا بالامس.
ووفق المعلومات فان حزب الله شن هجوما جويا مركبا بمسيرات «اشغالية»، لتشتيت منظومة الدفاع الجوي، ما ادى الى سقوط صواريخ القبة الحديدية سقطت في البحر قبالة سواحل عكا اثناء محاولتها اعتراض المسيرات، وفتح ممرا جويا تسللت عبره مجموعة من المسيرات الانقضاضية، استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة ايغوز 621، في ثكنة شراغا شمال مدينة عكا، مصيبة اهدافها بدقة، موقعة قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال غالبيتهم من الضباط، ردا على الغارة التي استهدفت بلدة عدلون واغتيال احد المجاهدين المعروف بـ «هادي».
بالاضافة الى ذلك، ملفان سياسيان تصدرا المشهد الداخلي نهاراً، فيما طغى الملف الامني الجنوبي مساء مع مجزرة ارتكبها الإحتلال في حانين.
رئاسياً، اكملت «الخماسية» جولتها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث التقى بري، في عين التينة سفراء اللجنة الخماسية وضم الوفد: السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، السفير السعودي وليد البخاري، السفير المصري علاء موسى ،سفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، والقائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان آماندا بيلز، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية لاسيما إستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية ونتائج اللقاءات التي اجراها سفراء اللجنة مع الكتل النيابية والقوى السياسية .
بعد اللقاء قال السفير المصري «في الحقيقة اليوم كان الاجتماع مطولاً وتفصيلياً مع دولة الرئيس وكما تعلمون جميعا، نحن من خلال الفترة الماضية كانت لدينا جولة على كافة الكتل السياسية إستمعنا منهم الى آرائهم وتقديماتهم ، وايضاً كان لديهم العديد من الاستفسارات والإيضاحات التي أيضاً تساعد في ان تكون الصورة مكتملة وتجعلنا نذهب الى الامام، وهذا هو الهدف من لقائنا اليوم مع دولة الرئيس. قمنا بإطلاعه على نتائج جولتنا وطرحنا عليه عددا من الإستفسارات وإستشرناه في بعض الامور التي تحتاج الى إيضاحات».
وفي السياق تكشف اوساط نيابية مقربة من بري لـ»الديار» ان السفراء طرحوا فكرة الحوار وكيفية تقريب وجهات النظر وإقناع المقاطعين بالحوار ولا سبيل غير ذلك».
جلسة التمديد
وعلى ضفة الانتخابات البلدية، تؤكد اوساط نيابية ان الجلسة قائمة وسط تأكيد حضور عدد من الكتل الاساسية بما فيها: كتلة التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة والمردة والتوافق الوطني واللقاء الديمقراطي والتيار الوطني الحر والاعتدال.
وتلفت الاوساط الى ان حضور كتلة «لبنان القوي» يعزز الميثاقية المسيحية ويخفف من «وهج» مقاطعة «القوات» و»الكتائب» ويقطع الطريق على تشكيل «تحالف معارض مسيحي» مع عدد من النواب «المستقلين» و»التغييريين».
وتشير الى ان باسيل «يسلف» «الثنائي الشيعي» في السياسة بحضوره ويرد الجميل في التحالف بنقابة المهندسين في بيروت، وايضاً لباسيل مصلحة في التمديد وقانون تثبيت متطوعي الدفاع المدني.
«القوات» تقاطع
وأكد مصدر قيادي في «القوات اللبنانية»، أن القوات لن تشارك في الجلسة النيابية يوم غد الخميس، وهي تحمِّل مسؤولية كبرى لما وصلت وستصل إليه البلاد في حال تم تعطيل الإستحقاق البلدي والإختياري.
كما أكد المصدر القواتي، أن نواب «القوات» سيعرضون في مؤتمر صحافي اليوم، مخاطر وخلفيات تعطيل هذا الإستحقاق الإنتخابي، وسيضعون فيه النقاط على الحروف والأمور في نصابها، وسيحمٍّلون مسؤولية الخراب الكبير الذي سيلحق بالبلد والدولة في حال تم ضرب الإستحقاق الإنتخابي، «لأننا نعتبر أن هذا الإستحقاق ركن أساسي كبير، وهو بمثابة صلة الوصل بين القاعدة والقمة، ويجب ملاحظة أن الوسط في حالة مرض عضال اليوم، والقمة مقطوعة الرأس، والقاعدة ستُضرَب يوم غد الخميس، فهذا يعني أن الدولة في حالة ضياع تام، لا أتكلم دستورياً، إنما إجرائياً وسياسياً بحيث ستحصل عملية ضرب نهائي لمفهوم اللامركزية ومفهوم بناء الدولة بشكل عام، وعلاقة المواطن مع دولته من خلال ضرب قطاع البلديات والمخاتير».
وعن موقف كل القوى المعارِضة، قال المصدر القواتي، «نحن لن نتّفق مع كامل المعارضة على عدم المشاركة، الكتائب أعلنوا أنهم لن يشاركوا، ونحن لن نشارك، وهناك بعض التغييريين أعلنوا أنهم لن يشاركوا أيضاً، وأيضاً بعض التلاوين يمكن أن تشارك من دون أن تصوِّت، وبعض التغييريين، ربطوا رئاسة الجمهورية، واليوم أيضاً سيعمدون إلى ربط الإنتخابات البلدية والإختيارية بغزة أيضاً لأنهم لا يرغبون أن يلتقط البلد أنفاسه حتى في الأماكن التي لا تتعرض للقصف، والإختيارات المربوطة بالقطارات المجنونة السائرة في الإقليم من المؤكد أنها ستؤدي إلى تعطيل كل الحالة الوسطية التي يشكلها اليوم مجلس النواب، ويجب أن لا ننسى أن لا حكومة فاعلة».
اغتيالات جنوباً
جنوبا على الارض، التصعيد سيد الموقف. فقد استهدف الطيران المعادي المسيّر صباح امس، سيارة على طريق أبو الاسود بين بلدتي عدلون ومفرق بلدة الخرايب مقابل النبي ساري – صور، ما أدى الى سقوط شهيد. على الاثر، نعى حزب الله «حسين علي عزقول «هادي» مواليد عام 1981 من بلدة قلاويه وسكان بلدة عدلون في جنوب لبنان». كما اعلن استشهاد عنصره محمد خليل عطية «ساجد» مواليد عام 1994 من بلدة قانا وسكان بلدة الصرفند في جنوب لبنان.
مجزرة في حانين
وارتكب العدو الاسرائيلي بعد ظهر امس مجزرة في بلدة حانين الجنوبية أرتقت خلالها مواطنة وابنة شقيقها وجرح 6 اخرين في غارة استهدفت منزلهم ودمرته بالكامل.
وفي التفاصيل ان المقاتلات الحربية المعادية نفذت قرابة الخامسة والنصف من عصر امس غارة على منزل المواطن احمد علي قشاقش في بلدة حانين وهو مؤلف من طابقين وأطلقت باتجاهه صاروخين من نوع جو -ارض ، ودمرته بالكامل ، وتقطنه عائلة لم تغادر البلدة منذ بداية الاعتداءات الاسرائيلية.
وعلى الفور حضرت الى المكان فرق الاسعاف من الهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية والدفاع المدني وباشرت عملية البحث عن ناجين تحت الانقاض ، حيث تمكنوا من سحب 5 جرحى وتم نقلهم الى مستشفى «الشهيد صلاح غندور» في بنت جبيل، كما تم انتشال جثمان يعود للفتاة سارة قشاقش (11 عاما) ، فيما عثر على جثمان المواطنة مريم قشاقش تحت الانقاض بعد اكثر من ساعتين من وقوع الغارة وتم نقلها الى مستشفى «الشهيد صلاح غندور» في بنت جبيل ايضا.