كتبت صحيفة “الديار”: عشية احياء ذكرى التحرير في 25 ايار عام 2000 والكلمة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمناسبة اليوم الجمعة حيث سيضع الكثير من «النقاط على حروف» ما حققته جبهة المساندة في الجنوب، ومستقبل المواجهة المفتوحة مع جيش الاحتلال، فضلا عن التطورات والانعكاسات المفترضة على الساحة السياسية الداخلية «المكربجة» حتى الان والى امد غير معلوم، بقي الميدان جنوبا ساحة لتبادل «الرسائل» النارية حيث يتكشف العجز الاسرائيلي في المواجهة ليس فقط في انعدام القدرة على استعادة الردع المفقود، او غياب الوسائل القتالية الفاعلة في مواجهة اسلحة حزب الله النوعية، وانما في غياب الاستراتيجية الاسرائيلية حيال كيفية التعامل مع هذه الجبهة باعتراف رئيس مجلس الامن القومي تساحي هانغبي.
تهديدات ومخاوف؟!
وفيما عقدت قيادات محور المقاومة اجتماعا بالغ الدلالة في طهران مع قيادات الحرس الثوري الايراني على هامش تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي ورفاقه، حيث نوقشت استراتيجية الدفاع عن غزة، لن تغير تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من مقر القيادة الشمالية امس، الواقع المرير الذي يواجهه جيشه، واعلانه عن التصميم على إعادة الأمن والسكان إلى الشمال من خلال خطط تفصيلية ومهمة وحتى مفاجئة، اثار سخرية الكثير من المعلقين الاسرائيليين الذين وصفوا كلامه «بالثرثرة» الفارغة، فيما حذرت مصادر دبلوماسية اوروبية من مغبة اقدام نتنياهو على مغامرة غير محسوبة بعدما اصبح محاصرا داخليا وخارجيا، مرجحة ارتفاع في نسق التصعيد دون الوصول الى حرب شاملة؟!.
جهوزية تامة
في المقابل تحدثت مصادر مقربة من المقاومة عن جهوزية تامة لمواجهة اي تصعيد اسرائيلي مهما بلغت سقوفه، الا انها لم تر في كلام نتانياهو جديدا، وهو نسخة منقحة عن تهويل فارغ قيل كثيرا على لسان وزير حربه يوآف غالانت، والرد سيكون واضحا وحاسما خلال كلمة السيد نصرالله وكذلك الميدان.
حركة دون بركة
في هذا الوقت، لا يمكن التعويل على الحركة الدبلوماسية في الداخل ، خصوصا ان ما وصل من معلومات الى بيروت بعد حضور الملف اللبناني خلال اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، لم يكن مشجعا، في ظل اقتصار الافكار المتداولة على العموميات دون الوصول الى ترجمة عملية لها، خصوصا ان الفرنسيين لم ينجحوا حتى الان بالحصول على موقف سعودي متقدم ينعكس على موقف القوى السياسية التي تدور في فلكهم وتعطل فكرة الحوار كمدخل للبدء بفكفكة الالغام الرئاسية.
ماذا يحمل لودريان؟
ولهذا لا يمكن الرهان كثيرا بحسب اوساط سياسية بارزة على اللقاءات بين وزير خارجية فرنسا السابق المكلف ملف لبنان جان ايف لو دريان في واشنطن مع المستشار الرئاسي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين. وبانتظار عودة لودريان يوم الثلاثاء المقبل الى بيروت لاجراء جولة مباحثات مع القوى السياسية، حيث يلتقي بري الاربعاء، لا جديد يمكن التعويل عليه حيث تبقى الاولوية الاميركية ملف الجبهة الجنوبية وكل ما عداها تفاصيل، واذا لم تنجز الهدنة في غزة لن يبصر اي اتفاق النور. اما الخلاف الداخلي على آلية الحوار او التشاور فيبقى «لعبة» مكشوفة في الوقت الضائع بانتظار ان تنضج الامور.
لا «دوحة2» ولا «خارطة طريق»
هذه الاجواء تدعمها اجواء الزيارة التي يقوم بها رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط الى الدوحة، ووفقا لمصادر مطلعة، تم ابلاغ جنبلاط انه لا يوجد طرح جاهز على «الطاولة»، او «خارطة طريق» رئاسية، فلا اسماء رئاسية مطروحة، ولا فيتوات على احد، والاهم انه لا نية لدى قطر لعقد مؤتمر دوحة 2، وفي الخلاصة، لا شيء يمكن التعويل عليه في المدى القريب، علما ان الدوحة باتت اقرب الى تاييد اجراء حوار او تشاور للتفاهم على الرئاسة، وهو ما يؤيده جنبلاط، وفي هذا السياق، ستستقبل قطر الاسبوع المقبل وفدا قواتيا لحث «معراب» على التجاوب مع المساعي الداخلية التي دعا اليها بري لبدء حوار حول الملف الرئاسي.!
وقد استقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قصر اللوسيل امس جنبلاط يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ونورا جنبلاط وعضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن، بحضور سفيرة لبنان في دولة قطر السيدة فرح بري. وأثنى جنبلاط على الجهود والدور الذي تقوم به دولة قطر من خلال المبادرات المستمرة لوقف إطلاق النار في غزة والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، كما ثمن دورها في إطار اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الرئاسية.
جنبلاط والغزل مع بري
وكان جنبلاط، اشاد خلال لقائه الجالية اللبنانية، برئيس مجلس النواب نبيه بري. في الملف الرئاسي، دعم طروحاته، رئاسيا وفي ملف جيهة الجنوب حيث نوّه بدوره ايضا، مشيرًا إلى أنّ «رؤساء أميركا وغير أميركا لا يبالون لا بفلسطين ولا بجنوب لبنان، حسابات ضيقة أميركية حول الإنتخابات المحلية، لذا علينا ان نزيد من التضامن والوحدة، ونتمنى أن تتكلل جهود بري والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بالنجاح ضمن الظروف الممكنة؟!
رهانات اميركية؟!
وفي هذا السياق، يراهن الاميركيون مجددا على تحرك دبلوماسي جديد خلال الساعات الماضية في ملف غزة، حيث تحدثت المعلومات عن وجود قناة اتصال تعمل خلف الكواليس بين مصر وإسرائيل، لإعادة تفعيل ملف المفاوضات مع حركة حماس، ومحاولة التوصل لاتفاق واضح لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، عندها سيحضر هوكشتاين الى بيروت لاعادة الاستقرار الى الحدود الجنوبية وفتح نقاش جدي لايجاد هدوء مستدام.
لماذا وافق نتانياهو؟
ووفقا لمصادر مطلعة، فان الطلب الإسرائيلي لمصر بإعادة تحريك المفاوضات، لم يأت بسبب حرص رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على إنهائه أو التوصل لاتفاق شامل في غزة، بل جاء خضوعًا للضغوطات الهائلة التي يتعرض لها من أهالي الأسرى الإسرائيليين في الداخل، وأحزاب المعارضة التي تنادي بعقد صفقة تبادل فورية مع حركة حماس، وكذلك الضغوطات الدولية التي تطالب بإيقاف حرب غزة التي تزيد من عزلة اسرائيل.
محاولة «لكسب الوقت»
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن «كابينت الحرب»، سيدعم مقترحا جديدا يتضمن الطرح حلا وسطا ازاء نقاط خلافية مع حماس، وتوقعت وسائل إعلام اسرائيلية، أن تستجيب القاهرة لطلب اسرائيل وتبدأ خلال الساعات المقبلة استئناف اتصالاتها وتحركاتها لإعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة، فيما رجحت مصادر اسرائيلية عبر صحيفة «هآرتس» عدم وصول التحرك الجديد لأي «نقطة تفاهم» بسبب مواقف نتنياهو المتشددة، كون المفاوضات بالنسبة له فقط محاولة لكسب الوقت وامتصاص الضغوط الداخلية والخارجية.؟!
لا اهداف استراتيجية
كلام نتانياهو جاء بعد ساعات على كلام رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي الذي اشار الى ان القتال على الحدود مع لبنان يجري دون تحديد هدف واضح في مجلس الحرب فيما يتعلق بالشمال، وولفت الى انه لا توجد تواريخ (لانتهاء القتال) ولا أهداف استراتيجية واضحة لدى اسرائيل. فيما دخل على الخط الوزير بني غناتس الذي قال الوزير بدوره في مجلس الحرب الإسرائيلي، إن «الجيش الإسرائيلي يتصرف بقوة ويحقق إنجازات في ساحة المعركة تلحق ضررا شديدا بحزب الله، لكن التحدي الذي يواجهنا كدولة هو أن ندرك مسؤوليتنا الأمنية والأخلاقية والاجتماعية»، ودعا نتانياهو إلى طرح خطة تعزيز الشمال والاستعداد من اليوم حتى نعيد السكان إلى منازلهم بأمان بحلول الأول من ايلول، بالقوة أو بالترتيب .»
حزب الله وقواعد «اللعبة»
ووفقا للاعلام الاسرائيلي فان عشرات آلاف «المُشرّدين» الإسرائيليين من الشمال، سيضطرون للبقاء فترةٍ طويلةٍ خارج ديارهم، لان حكومة بنيامين نتنياهو قررت تأجيل إعادة ترميم المُستوطنات، التي شُطِبت عن بكرة أبيها، إلى ما بعد أيلول القادم، الأمر الذي يؤكِّد أنّ حزب الله هو من يضع قواعد اللعبة والاشتباك.
حرب لا مفر منها؟!
في هذا الوقت ، رأت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، أن «أحد أكبر التهديدات التي تواجه إسرائيل في الساحة الشمالية يتمثل في مسألة الطائرات المسيرة صغيرة الحجم التي تحلق على ارتفاع منخفض، ويصعب اعتراضها. وقالت الصحيفة إن «حرباً واسعة ضد حزب الله، أمر لا مفر منه، وستحدث في المستقبل القريب. ووصفت الصحيفة الزيادة الأخيرة للهجمات بأنها «ليست سوى البداية، وعلى الرغم من تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلا أن المعركة الكبرى لا تزال أمام إسرائيل، وسيحدث ذلك في المستقبل القريب، وفي غضون سنوات قليلة، والجانبان جاهزان لها ويستعدان لهذا اليوم، بأنواع مختلفة من القدرات النارية والدفاعية».
قدرات فتاكة للمقاومة
من جهته اكد موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون الاسرائيلي حصول زيادة في استخدام الطائرات بدون طيار من جانب حزب الله، مشددًا على أنّ قدرة فتكه ارتفعت. وقال الموقع إنّه وفقًا لتحقيق نفذه مركز (علما)، المختص في أبحاث التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الشمال، فقد وقعت خلال شهر (آذار 2024) أربع وعشرون حادثة دخول طائرات دون طيّار،وفي نيسان ارتفع العدد إلى 42 حادثة، وفي شهر أيار حوالي 20 هجوما…ونقل الموقع عن المعنيين بمعهد (علما) قولهم إنّ تزايد استخدام حزب الله للطائرات دون طيّارٍ وكثافة هجماته يدل على صعوبة التعامل مع هذا النوع من الأسلحة.
من جهته، قال مدير الأبحاث في معهد (علما) طال باري إنّ حزب الله يستغل المعركة الحالية لمعرفة قدرات الجيش الإسرائيليّ، الهجوميّة والدفاعيّة، وكذلك لمعرفة قدراته، مقارنة بقدرات الجيش الإسرائيلي.
انهيار «خطوط الدفاع»
في هذا الوقت، كشفت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة (كان) النقاب عن أنّ تقدير قائد اللواء 300 الذي عُقِد مؤخرًا، خلص الى خلاصة مفادها انه إذا شنّ حزب الله هجومًا، فإنّه سينجح في اختراق جميع «خطوط الدفاع» والسيطرة على القواعد والمستوطنات، لأنه لن يكون للقوات في المنطقة القدرة على إيقاف الهجوم. وبحسب كلام قائد اللواء، ستكون هناك حاجة إلى وصول قوّة مخصصة وإنقاذ القوات حتى وصول «الجيش الكبير».
سقوط الردع
وفي هذا السياق، توجّه جلعاد شارون، وهو نجل رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، في مقالة نشرها في صحيفة «يديعوت أحرونوت « الاسرائيلية إلى نتنياهو وكلّ الكابينت بالقول: أخبرونا ماذا تفعلون بشأن الشمال؟ هذه القطعة الجميلة والمهمَلة أصبحت حزامًا أمنيًا معاكسًا في إسرائيل بدلًا من لبنان.وأضاف: منذ أكثر من 7 أشهر يستهدفوننا بالنيران، وماذا تفعلون؟ إلى أين ستسير الأمور؟ ما هي خطّتكم، عدا عن بثّ مخاوف عبثية؟ ماذا يفترض بكم أن تفعلوا لآلاف اللاجئين، وأي أفق تعطونهم؟ نتنياهو ينزعج ويغضب حين يتحدّثون عن عودة سكّان الشمال إلى بيوتهم في ايلول، لماذا السرعة؟ بالنسبة إليه يمكنهم أنْ يبقوا لاجئين سنة أخرى. على مَنْ ستلقون المسؤولية عن المهانة والمذلة في الشمال؟ وعلى من ستلقون التهمة بفشلكم؟.وأكّد شارون أنّ الردع هو من الأمور الملتبسة التي يحتاج بناؤها إلى سنوات، لكن يمكن فقدانها بلحظة، وأنتم بضعفكم وحماقتكم، فقدتموه. لم يعد أحد يحسب لكم حسابًا. كلّ من هبّ ودبّ يستهدفنا بنيرانه من دون وجل، مشيرًا إلى أنّ عشرات الصواريخ والقذائف تُطلق من لبنان يوميًا وكأنّ كلّ شيء عادي.
نجاة طلاب من مجرزة؟
ميدانيا، نجا لبنان من هول مجزرة جديدة كادت تودي بحياة عدد من الاطفال اثر استهداف مسيرة اسرائيلية سيارة على طريق كفردجال -النبطية، وأصيب 3 طلاب كانوا لحظة الغارة داخل «فان» مدرسي متوجهين الى مدرستهم. وتسببت الغارة باحتراق السيارة ، وقد نعى حزب الله الشهيد المربي محمد علي ناصر فران «ناصر» مواليد عام ١٩٨٩ من بلدة النبطية ، وهو استاذ فيزياء في مدرسة كامل الصباح. وفي إطار الرد على الإغتيال قصف حزب الله مقر قيادة الفرقة ٩١ المُستحدث في قاعدة إيليت بعشرات صواريخ الكاتيوشا». كما قصف الحزب «مقر قيادة كتيبة السهل التابعة للواء 769 في قاعدة بيت هيلل بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما استهدف التجهيزات التجسسية في موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأُصيبت إصابة مباشرة. كما هاجم حزب الله موقع المرج موقعا اصابات مؤكدة. ونفذت الطائرات الاسرائيلية غارات على عيتا الشعب والطيري والعديسة، كما اغارت مسيّرة إسرائيليّة كانت تُطارد أحد الأشخاص على متن دراجة ناريّة على مدخل بلدة المنصوري. كما تعرضت أطراف بلدة عيترون قبل الظهر لقصف مدفعي متقطع مصدره المرابض الإسرائيلية المنصوبة في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. واغارت مسيرة بصاروخ على بستان زراعي في منطقة حامول عند اطراف بلدة الناقورة. و نفذ الطيران الحربي غارات وهمية في اجواء قرى وبلدات قضاء صور مطلقاً جدار الصوت وعلى دفعتين.
«تحرش» في مدرسة؟!
قضائيا، وفي فضيحة جديدة أوقف مدير مدرسة ايمانويل في كفرشيما، واستاذ رياضة وموظف أمن بتهمة تحرش بقاصرات باشارة من القاضية نازك الخطيب، ويجري العمل على توقيف استاذ سبق ان طرد من المدرسة لنفس الاسباب، علما ان الملف فتح بطلب من وزير التربية بعد اجراء تحقيق اداري في الوزارة اثتب بالصور والتسجيلات افعال التحرش.