كتبت صحيفة “اللواء”: من ضربة مستعمرة حرميتش في الجليل الغربي التي أدت إلى قتل جنديين اسرائيليين وجرح 24 بعضهم جروحهم خطيرة بقصف مركب من سيّارة وصاروخ، ومن مسافة لا تتجاوز «3 كلم»، إلى الاستهداف الغامض للسفارة الاميركية في عوكر، حيث تمكنت وحدات الجيش اللبناني من اعتقال المهاجم، وهو من الجنسية السورية (يقال ان لديه اتجاهات داعشية)، واطلاق حملة أمنية واسعة لتوقيف المشبوهين بعدما تكثفت الملاحقات في عنجر، حيث أتى المهاجم، ويدعى قيس فراج ليهاجم السفارة باطلاق النار، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني، فيعتقل المسلح الجريح وينقله إلى المستشفى.
والحدثان يدخلان في صميم اشارات عن احتدام الوضع الأمني وربما العسكري، في ضوء التلاعب الاسرائيلي، وعدم التعامل الجدّي مع فرصة إنهاء الحرب، لتحقيق استرخاء عسكري – أمني، أن ما يمكن وصفه «باستراحة محارب» قد تكون مفتوحة على وقف نار مستديم أو هدنة دائمة.
واعتبرت الخارجية الاميركية أن «التوصل إلى وقف النار في غزة سيقود إلى تهدئة الاوضاع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية «مشيرة إلى أن واشنطن لا تريد تصعيد الصراع على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية معتبرة أن أي تصعيد في لبنان سيعرض أمن اسرائيل للخطر.
التحرك بين السقوف والمشترعات
رئاسياً، سجلت محطة اللقاء الديمقراطي عند «كتلة الاعتدال» صاحبة المبادرة التي استندت إليها اللجنة الخماسية في ما مضى «تشاوراً أو حواراً ثم تسمية عدد محدود من الاشخاص والذهاب إلى جلسات الانتخاب، خطوة باتجاه السعي إلى تخفيض السقوف المرتفعة والبحث عن المشتركات.
أكدت أوساط نيابية معارضة لـ «اللواء» أنه على الرغم من أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي هو مسعى مشكور إلا ان الأشكالية لا تزال هي نفسها لجهة رفض قوى الممانعة أي طرح يستبعد مرشحه للرئاسة، ما يعني أن المبادرات تصطدم بهذا الفيتو الموضوع، ولفتت إلى ان هم حزب الله في مكان آخر ، وبالتالي لن يقول أية كلمة قبل جلاء المشهد في غزة .
وأوضحت هذه الأوساط أن الحزب الاشتراكي تحرك في السابق من دون أن يتمكن من أن يجد التجاوب المطلوب من قبل هذه القوى التي تتشدد أكثر فأكثر مع الوقت بشأن طرح شروطها، معلنة أن فكرة التشاور أو الحوار يصعب بتها من دون ربطها بجلسة الإنتخاب وجلسات انتخاب متتالية .
فقد زار النائب تيمور جنبلاط كتلة الاعتدال على رأس وفد نيابي قوامه: وائل أبو فاعور، وهادي بو الحسن وبلال عبد الله، الذي أوضح أن اللقاء والاعتدال يشابهان بالايمان بمشروع الدولة، في حين كشف النائب وليد البعريني عن السعي إلى خطة لإحداث تعاون ايجابي في ملف الرئاسة.
كما زار جنبلاط كتلة تجدد وطالب النائب ميشال معوض برئيس يعمل للدولة اللبنانية.
بالموازاة كشف النقاب عن جدية في التحرك العائد للجنة الخماسية، في (الرياض وقطر)، من أجل احداث خرق جدي في جدار الازمة.
وفي هذا الاطار استقبل رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حاتم آل الثاني المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وجرى البحث في تطورات الاتصالات الرئاسية، واستعداد الرئيس بري لرعاية الحوار، ثم تحديد موعد لجلسات لانتخاب الرئيس بدورات متعددة.
نار على السفارة في عوكر
أمنياً، انشغلت القوى العسكرية والامنية والاوساط الرسمية والسياسية والدبلوماسية بحادث اطلاق النار على مقر السفارة الاميركية في عوكر.. التي أعلنت أنها «تعرضت أمس لعملية اطلاق نار من أسلحة «خفيفة» مشيرة إلى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية، معلنة عن إعادة فتح أبوابها اليوم.
وتابع الرئيس نجيب ميقاتي نتائج الملاحقات والتوقيفات، من السيطرة على الوضع، عبر اتصالات مباشرة مع وزير الدفاع موريس سليم والداخلية بسام المولوي، كما اتصل بالسفارة للإطمئنان على وضع العاملين والموظفين هناك.
ودانت وزارة الخارجية الاعتداء، مؤكدة التزام لبنان بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لاتفاقية فيينا.
وكشف وزير الداخلية بسام مولوي أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وإجتاز حواجز عدة، معرباً عن استغرابه..
ولاحقاً، أوضح مكتب مولوي أنه لم يرد على لسانه أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وما ذكره أن المهاجم نقل الاغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبته في منطقة مجدل عنجر، وأنه دخل إلى مدخل أحد الابنية، وارتدى ما كان بحوزته.
وكشف الجيش اللبناني هوية المهاجم الذي جرى توقيفه، ونقله إلى أحد المستشفيات، في حين سعت وحدات الجيش إلى «عملية تفتيش للبقعة المحيطة».
وقال مصدر قضائي أن مطلق النار فعل ذلك «نصرة لـ غزة». حسبما أفاد، وان سترته كانت تحمل شعار «داعش».
على الاثر، قامت مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، وتمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات.
واشارت معلومات ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة.وتم توقيف الشيخ مالك جحة إمام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا على يديه.
عملية حرميش
ميدانياً، أدت عمية حرميش (في مستوطنة الكوش) بالجليل الغربي مقابل بلدة عيتا، والتي نفذها حزب الله إلى مقتل جنديين وإصابة 24 آخرين بجروح مختلفة إلى احداث تأزم جديد داخل «حكومة الاحتلال»..
وعاود رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته فقال من كريات شمونة التي وصلها على متن مروحية حربية، موجهاً تحية لضباطه وفرق الاطفاء.
وعاود بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الكابنيت المأزوم رفع وتيرة التهديد فتحدث عن جهوزية لشن عملية مكثفة للغاية ضد لبنان، وزعم أنه «بهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الامن للمنطقة الشمالية».
وطالب سيموترتش (وزير المال الاسرائيلي) نتنياهو بالذهاب «إلى الحرب مع حزب الله، واخضعه ودمره وتحريك الشريط الامني من الجليل إلى جنوب لبنان.
واعتبر الناطق باسم اليونيفيل أن توسع النزاع سيكون كارثة ليس للبنان فقط، بل للمنطقة كلها.
واستهدف الجيش الاسرائيلي مساء، أطراف بلدة الجبين وشيحين، كما قصف منزلاً في بلدة محيبيب، وطال القصف بلدة مارون الراس.
وسجلت غارة اسرائيلية على بلدة الضهيرة، فأطلقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا.
ونشرت «معاريف» أن حزب الله يرسل من وقت لآخر رسائل نصية إلى هواتف رؤساء السلطات المحلية على الحدود، ومنها: نحن نطلق النار على المنازل التي يوجد فيها جنود، ولكن إذا أصرت حكومتكم على القتال في غزة، فسيتم تدمير المنازل، ولا مجال للعودة إليها.