كتبت صحيفة “البناء”: ليومين متتاليين نظم رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو حملات إعلامية على ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بذريعة أنها لا تقدم الأسلحة والذخائر اللازمة لتحقيق نصر حاسم في غزة، وكذلك تلك التي تتيح تحقيق استعادة الردع بوجه حزب الله في لبنان، بقوله إن حكومته إذا تسلّمت ما تحتاجه من هذه الأسلحة فسوف يكون بمستطاعها تحقيق الهدفين. وكما قُرئ كلام نتنياهو تراجعاً عن وعوده بالنصر المطلق قريباً في غزة، وعن تهديده بشن حرب قريبة على لبنان، بدت كلماته التي أعاد تصعيدها بالقول إنه ناقش ذلك في غرف مغلقة مع المسؤولين الأميركيين دون جدوى، ما يعني أنه يجاهر بخوض معركة سياسية ضد إدارة بايدن، وذلك عشية زيارة مقررة له الى واشنطن يتحدث خلالها أمام الكونغرس بدعوة من النواب الجمهوريين، بصورة استفزازية للرئيس بايدن، في قلب منافسة انتخابية يقف فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، لا يحتاج المرء إلى التحليل لاكتشاف حجم الروابط بينه وبين نتنياهو، بما يوحي أن نتنياهو فتح ملف الدعم الأميركي للكيان، رغم كل ما قدمته ادارة بادين، ليتخذ منها منصة للمشاركة في الحملة الانتخابية لترامب، ويبرر تبريد الحرب دون اتفاق يُعيد الأسرى حتى نهاية الانتخابات، من خلال الحديث عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في رفح.
بالمقابل تصاعدت الاحتجاجات بوجه حكومة نتنياهو وتحوّلت مشاركة عشرات الآلاف فيها الى منح الأولوية لرفع شعار رحيل حكومة نتنياهو والذهاب إلى انتخابات مبكرة، بينما يجري التشاور والتنسيق بين مكونات المعارضة، التي انضم إليها عدد من كبار رجال الأعمال، وبدأت تتحدّث عن إضراب مفتوح حتى رحيل حكومة نتنياهو انطلاقاً من 7 تموز المقبل.
لبنانياً، أحدث التقرير الذي أصدرته مجلة التلغراف حول مطار بيروت، الذي قال إن صواريخ وأسلحة حزب الله يتم تخزينها في مطار بيروت الدولي، جلبة داخلية يبدو أنها كانت هدفاً من أهداف التقرير، الذي كرّر دون أي دليل يفترض أن يستند إليه العمل الصحافي المهني، الى درجة أن الكلام الذي ينسبه التقرير لمسؤولين في المنظمة العالمية للطيران المدني “آياتا”، حول مآخذ على درجات الأمان في مطار بيروت، نفته المنظمة سريعاً، وألزمت الصحيفة بنشر التكذيب، والحملة على مطار بيروت تحت العنوان ذاته الذي كانت قد بدأتها القوات اللبنانية، على لسان النائبين الياس بو عاصي وغادة أيوب، بما يؤكد أن الهدف هو التلاعب بحجم التأييد الذي تحوزه مشاركة وإدارة حزب الله للحرب عبر دب الذعر بين المسافرين وقطع الطريق على استقبال لبنان سياحاً، فيما كيان الاحتلال يعاني من إلغاء الحجوزات. وقد ردّ وزير الأشغال والنقل علي حمية على التغراف مهدّداً بمقاضاتها، داعياً السفراء ووسائل الإعلام الى جولة على المطار لتكذيب مزاعم التقرير بمشاهدات العين المجردة..
ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان في الأيام الماضية بينما يحاول الأميركي الضغط على إسرائيل للتهدئة وعدم توسيع نطاق الحرب. وقدمت الولايات المتحدة الأميركية عرضًا أمس، تضمَّن حلًا دبلوماسيًا لوقف التصعيد بين حزب الله و»إسرائيل»، يتمثل بإنشاء منطقة عازلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بحسب صحيفة “ذا هيل». ورجّحت الصحيفة ألا يقبل الطرفان بهذا الحل، واستمرار عدم نجاح الجهود الأميركية في احتواء الأزمة المتصاعدة بين الطرفين لعدة اعتبارات.
وقالت: “الأمور تتجه لحرب شاملة بين الطرفين، لا سيما أن الحزب يربط بين هجماته اليومية على الشمال الإسرائيلي بالعمليات العسكرية الدائرة في قطاع غزة”.
وأضافت في تقريرها، أنه حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فإن ذلك لن ينعكس على جبهة جنوب لبنان، إذ لدى “إسرائيل” قناعة راسخة، بأن حزب الله يمثل تهديدًا وجوديًا لـ”إسرائيل” ولسكانها في الشمال.
ورأت الصحيفة في اندلاع حرب شاملة بين الحزب و”إسرائيل” إجهاضًا للمساعي الأميركية إلى التهدئة، حيث ستفقد واشنطن نفوذها للوساطة.
في سياق منفصل توجّه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن في زيارة قال إنه سيتطرق خلالها مع المسؤولين الأميركيين إلى الوضع على الجبهة الشمالية وتأمين الدعم اللازم.
وقالت مصادر مطلعة لـ”البناء” إن هناك جهداً أميركياً بالتعاون مع قوى سياسية لبنانية لوقف التصعيد خاصة أن حزب الله يُصرّ على ربط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار في غزة. وهذا المقترح غير متاح اليوم في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. وقالت المصادر إن الرئيس نبيه بري لم يتلقّ من الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين أي اتصال منذ مغادرته لبنان، علماً أنه كان يفترض به ان يبلغ لبنان الرسمي الموقف الإسرائيلي من مقترح خفض التصعيد وضبطه. واعتبرت المصادر أن نتنياهو الذي سيزور واشنطن في 24 تموز المقبل لن يقدم على شنّ حرب على لبنان قبل هذا التاريخ، لذلك لا بد من انتظار ما سيعود به الأخير ليبنى على الشيء مقتضاه.
هذا ودوّت صافرات الإنذار، صباح أمس، في مستوطنات إسرائيليّة في منطقة الجليل الأعلى والغربيّ، وكذلك في مسغاف وكوكب أبو الهيجاء والمنطقة الصناعية “ترديون” في الجليل الأسفل، كما وفي “أفيفيم”، “برعم” و”يارون”، تحذيرًا من انطلاق طائرات مُسيّرة ورشقات صاروخيّة من الأراضي اللّبنانيّة. وقال حزب الله، إنّه استهدف بها أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود مقرّ كتيبة السهل في ثكنة “بيت هيلل”. وقال الحزب في بيانٍ له: “نفذنا هجومًا جويًّا بمسيرة انقضاضيّة على مقرّ قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هيلل، مستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابتها إصابة مباشرة وأوقعتهم بين قتيل وجريح”.
وفي أجواء الشائعات أوردت صحيفة “تلغراف” البريطانية، مقالاً موسعًا عن أن حزب الله يخزِّن صواريخ ومتفجّرات في مطار بيروت، متحدثاً بالتفصيل عن نوعية الصواريخ المخزَّنة، في حين رد وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حمية سريعًا ونفى في مؤتمر صحافيّ ما أوردته التلغراف كاشفًا عن دعوى قضائية سيرفعُها ضد الصحيفة وسيتداول في الإجراءات صباح اليوم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال إننا أمام موضوع سيادي بامتياز، لافتاً إلى أن المطار يتعرّض إلى خروق إسرائيلية، من ضمنه التشويش. ووجّه حمية دعوة إلى جميع السفراء المعتمدين في لبنان أو من يمثلهم للقيام بجولة اليوم على مختلف مرافق مطار رفيق الحريري الدولي “دحضاً لكل الافتراءات التي طاولت المطار”.
وأمس، استقبل الملك الاردني عبد الله الثاني الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وشدد على أهمية استقرار لبنان واستدامة الأمن فيه. في حين أكد جنبلاط على وجوب وقف إطلاق النار في غزّة، لأنه إذا تم وقف إطلاق النار عندها ينسحب هذا الأمر على لبنان ونستطيع تجنيب لبنان ربما حرباً أوسع. وهذه الاتصالات يسعى إليها الملك الأردني عبدالله والرئيس المصري وأمير قطر والكثيرون، لكن المهم النتيجة.
وقال جنبلاط: “أستشرف توسيع الحرب”. ولفت إلى أنّه “إذا كنا لنسير بمنطق “حزب الله”، فالحزب قال نتضامن مع “حماس”، وسيوقف الحرب في جنوب لبنان إذا ما وقفت الحرب في غزة، فلنمشِ في هذا المنطق ونرَ”.
وفي شأن ملف رئاسة الجمهورية، قال جنبلاط إنّ “المهم الوصول إلى التسوية، لا يُمكن لأي فريق داخلي في لبنان أن يفرض رئيساً، الرئيس يكون نتيجة تسوية داخلية، وهكذا شرحت للملك عبدالله وهو يدرك هذا الأمر”.
ورأى أن “التسوية تتم عبر الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وهناك فريق من اللبنانيين كما قيل لي يرفض الحوار، وبالتالي نحن ندور في حلقة مفرغة”.
الى ذلك وصل أمس، الى لبنان أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وباشر في السفارة البابوية سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية، قبل أن يبدأ لقاءاتِه الرسمية مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي فضلاً عن لقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقد أكد بارولين أن الفاتيكان قلق جداً من الشغور الرئاسي. ولفت الى القلق الكبير من الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على الفقراء، والأزمة السياسية والمؤسسية وأساسها مشكلة انتخاب الرئيس، قائلاً: سوف نحاول قدر الإمكان المساعدة والمضي قدمًا في هذا الاتجاه، لكننا قد لا ننجح، إلا أنني آمل على الأقل أن أساعد بطريقة ما، ختم أمين سر حاضرة الفاتيكان.
وأكد عضو تكتّل “الاعتدال الوطنيّ” النّائب وليد البعريني، أن التكتّل “بصدد تطوير مبادرته الرئاسيّة، على أن تخرج أمام الرأي العام بشكل جديد وهيئة مختلفة، وبالتالي تحرّكات جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة، تطال الأطراف السياسيّة كافة”.
وجدّد البعريني تحذيره من “الفلتان الأمني”، داعيًا الجميع إلى “التعقّل والتروّي، وعدم تجاوز دور الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تقوم بواجباتها رغم صعوبة الوضع».