الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: المقاومة استعادت قوة الردع… هل ستتغير معادلات الحرب مع «إسرائيل»؟.. قاسم: لبنان يقع ضمن المشروع التوسّعي «الإسرائيلي» ولا يمكن فصل لبنان عن غزة.. باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي وقمة روحية تتبنى بيان عين التينة الثلاثي
الديار لوغو0

الديار: المقاومة استعادت قوة الردع… هل ستتغير معادلات الحرب مع «إسرائيل»؟.. قاسم: لبنان يقع ضمن المشروع التوسّعي «الإسرائيلي» ولا يمكن فصل لبنان عن غزة.. باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي وقمة روحية تتبنى بيان عين التينة الثلاثي

كتبت صحيفة “الديار”: على فالقٍ تفجيري كبير، يقبع لبنان من جنوبه الى اقصى شرقه، وحتى شماله حيث توسعت دائرة العدوان الاسرائيلي، في فترة «الوقت الميت» حتى الخامس من تشرين الاول، حيث اللاتوازن الإقليمي والدولي عشية الانتخابات الاميركية الرئاسية وترقب لطبيعة الرد الاسرائيلي على الصواريخ الايرانية، وسط تقاطع مواقف الاطراف على ان الحرب طويلة، على وقع تصعيد يمتد من طهران الى تل ابيب، مرورا بعواصم عربية.

رئاسيا

رئاسيا وفيما قرأت مراجع نيابية في كلام رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع خلال اطلالته التلفزيونية، عملية خلط للاوراق وتصعيدا في ما خص الملف الرئاسي، يفهم منه ان الاستحقاق مرحل الى مرحلة لاحقة، انشغلت الاوساط المتابعة بزيارات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى قطر، للمرة الثانية في غضون عشرة ايام، حيث بحث مجموعة من الملفات مع رئيس الوزراء القطري، الذي اجرى بدوره اتصالا هاتفيا برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى باسيل فور عودته من الدوحة.

مصادر متابعة للحركة السياسية تحدثت عن «طبخة ما» يعمل عليها، من ضمن مبادرة تنوي ميرنا الشالوحي اطلاقها، تتضمن لائحة «اسماء تعتبرها توافقية» لعرضها على الاطراف المعنية، مستدركة في هذا الاطار، ان اي اتفاق لا يمكنه ان يتخطى القوات اللبنانية، وموافقتها، رغم كل ما قيل عن لقاء «معراب»٢ ونتائجه، بعدما باتت الجمهورية القوية ناخبا اساسيا ووازنا في اي اتفاق رئاسي، مبدية خشيتها من ان تلقى المبادرة الجديدة نصيب سابقاتها، في ظل الخلافات القائمة والانقسامات حول الاولويات، خصوصا مع تصاعد الاصوات في الداخل ضد الخيارات السياسية لبعض الاطراف.

يشار على هذا الصعيد، الى ان المجموعة العربية، وبتزكية اميركية، فوضت الملف اللبناني وترتيباته لملك الاردن، لاجراء الاتصالات اللازمة مع الاطراف الاقليمية والدولية، للوصول الى حل للوضع القائم.

الصورة الاقليمية

صورة غير مطمئنة، عززها المشهد الاقليمي، الذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية اتجاها نحو مزيد من التصعيد، من اعلان طهران وقف التفاوض مع واشنطن، بعد اللقاء الاخير الذي حصل في الدوحة بين الطرفين، وانتهى الى خلاف عميق، في ظل «النقزة» الايرانية بعد التراجع الدراماتيكي لحظوظ المرشحة الديموقراطية، والتقدم السريع لغريمها الجمهوري، دونالد ترامب، والحملة الشعبية الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية، وسط تأييد استطلاعات الرأي لتوجيه ضربة للمواقع النووية الايرانية، وتصفية ما يعتبره الاميركيون الحساب العالق مع طهران منذ اكثر من 40 سنة، وثانيا، الرسالة التي تعمدت ايران ايصالها من بيروت، تزامنا، مع ايفادها رئيس مجلس شورتها محمد باقر قاليباف، هو الذي كان مرشحا لرئاسة الجمهورية عن تيار المحافظين في مواجهة الرئيس مسعود بزشكيان، الساعي للتقارب مع الاميركيين، والتي تدل الى ان زيارته جاءت تحضيرا لمرحلة ستشهد الكثير من الضغط والتصعيد والمواجهات، وهو ما ترجم عمليا، وفقا للمصادر، واستنادا الى التقارير الاستخباراتية، في العملية النوعية التي استهدفت قاعدة لواء غولاني.

على الجهة المقابلة، ليس الحال بافضل، فواشنطن، ردت بارسالها منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ الفرط صوتية، في رسالة واضحة لطهران، مع انغماس الاميركيين بشكل اكبر في المواجهات، خصوصا ان اي استهداف لتلك المنظومة سيكون عملا عدائيا موجها ضد الجيش الاميركي، في وقت تستمر فيه الاستعدادات لتوجيه تل ابيب ضربتها الى ايران، والتي تم الاتفاق حول اهدافها مع الاميركيين، الذين سيقدمون الدعم اللوجستي اللازم، اذ تكشف المصادر ان الضربة ستستكمل تدمير منظومات الدفاع الجوي في محيط المواقع النووية، وبنى تحتية صناعية عسكرية تابعة للحرس الثوري، فضلا عن موقع يرتبط بالمنشآت النووية الايرانية.

مجلس الوزراء

في الغضون، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، وخصوصا أن معظم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخذنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي». وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي، ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا، وهو يفي بالغرض.

الشيخ نعيم قاسم

هذا واكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم استمرار الحزب في المواجهات العسكرية، فوعد بالنصر في اطلالة هي الثالثة بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة. وأكد قاسم أنه اذا استهدف الإسرائيلي كل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب، فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا، وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه، وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض، ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ، وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر.

وأكد: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يؤجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام».

وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، و «إسرائيل» هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنّ أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

قمة روحية

وبعيدا من خطاب الشيخ قاسم وما سيليه، تتجه الانظار اليوم الى بكركي مع انعقاد قمة روحية طال انتظارها، الا ان الحرب التي تشنها «اسرائيل» واغتيال قادة حزب الله والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه يبدو كلها فعلت فعلها في مجال ازالة العراقيل، والتئام القمة بحضور كامل.

وتقول مصادر معنية ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا، تمثلت بالغموض في مواقف البعض، والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما، شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.

الوضع الميداني

وعلى وقع التهديد والوعيد باستهداف بيروت، بعدما اعتبرت القيادات الاسرائيلية ان «لبنان كله بات هدفا مشروعا»، ورغم ان الانذارات شملت حوالى 25% من مساحة لبنان وفقا للامم المتحدة، تبين وجود نية لدى «اسرائيل» بإقامة «منطقة محروقة» بعمق 3 كيلومترات، يستحيل معها عودة النازحين اللبنانيين اليها في اي اتفاق مستقبلي، وذلك ضمن خططها للسيطرة على الأرض. هذا وانتقل حزب الله من مرحلة الدفاع الى الهجوم، في رحلة اعادة التوازن الى معادلة الردع، عبر هجمات مباغتة باستخدام الألغام والأنفاق، دون أن يتمترس في مواقع ثابتة. وتتزايد ضرباته بشكل تصاعدي، حيث يسعى لتنفيذ هجمات دقيقة في العمق الإسرائيلي، مثل الضربة التي استهدفت مدينة بنيامينا.

ففيما اعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل «خضر العبد» المسؤول عن منطقة شمال الليطاني في وحدة سلاح الجو التابعة لحزب الله، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا صباحا مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية وتجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المرج بِصلية صاروخية. واعلن انه اطلق صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب». كما قام مجاهدو الحزب في وحدات الدفاع الجوي بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450». وقصف «مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية». وقصف مدينة حيفا المحتلة واستهدف تجمعا لأفراد وآليات جيش العدو الإسرائيلي في خلة وردة بصليتين صاروخيتين. وأعلن أن «أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للجيش الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبكت عناصرنا معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وما زالت الإشتباكات مستمرة”. كما أعلن «الحزب» أنه قصف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية في موقع البغدادي، وخلة وردة والمرج.

الملف الاقتصادي

على صعيد آخر، وفيما قدرت الهيئات الاقتصادية الخسائر اللاحقة بالاقتصاد اللبناني، منذ 8 تشرين الاول، وحتى اليوم، بحوالى 30% من الناتج الوطني الاجمالي، وعلى وقع ارتفاع قيمة سندات اليوروبوندز المتواصل نتيجة التقييمات الايجابية لما بعد الحرب، طمأن حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، خلال اجتماعه مع وفد من الهيئات الاقتصادية الى ان الوضع النقدي اللبناني، وسعر صرف الدولار ثابتان، في ظل الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي، والتي سمحت بتوفير سيولة تقدر بحوالى 420 مليون دولار شهريا في السوق، ما فوت الفرصة على اي امكان للمضاربة، رغم الهزة التي شهدها السوق منذ اسبوعين، مطمئنا الى انه سيصار خلال الاسابيع المقبلة الى اتخاذ المزيد من الاجراءات التي هي قيد البحث والنقاش.

علما ان خطوات الحاكم جاءت بالتزامن مع تاكيدات وزير المالية، ان الحكومة اللبنانية رصدت الاموال اللازمة لرواتب القطاع العام، وان لا ازمة على هذا الصعيد، رغم تراجع قيمة الايرادات المحصلة نتيجة الاوضاع الصعبة وظروف الحرب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *