كتبت صحيفة “الديار”: قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع امام الناخبين في الولايات المتحدة الاميركية لاختيار رئيس جديد للبلاد، بين المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، ساد التعادل معظم استطلاعات الرأي. وأفاد استطلاع لـ«إبسوس»، بأن هاريس تحظى بـ 49% من أصوات الناخبين المحتملين، فيما يحظى ترمب على 46%..ما يعكس الاستقطاب الشديد.
الوعد الصادق 3
لكن اهتمامات واشنطن الرئاسية بدت في مقلب والتطورات الكبرى الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط في مقلب آخر. فبالتوازي مع مواصلة «اسرائيل» حرب الابادة والتدمير التي تشنها في لبنان وغزة، تركزت الانظار الى طهران المتوقع ان تشن قريبا هجوما جديدا على «تل ابيب» ردا على الهجوم الذي شنته الاخيرة نهاية شهر أكتوبر الماضي على ايران.
ففيما حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي «واشنطن والكيان الصهيوني بأن المقاومة الإسلامية ستوجه ردا قاسيا لجبهة الشر»، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ان «عملية الوعد الصادق الثالثة ستنفذ قطعا، ولكن لا يمكن الحديث عن تفاصيلها»، برز مساء ما ادلى به الرئيس الايراني مسعود بزشكيان عن أن «وقفا محتملا لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان «قد يؤثر في شدة» الرد على الهجمات «الإسرائيلية» الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية.
ونقلت وكالة «إرنا» الايرانية للأنباء عن مسعود بزشكيان قوله «إذا أعاد «الإسرائيليون» النظر في سلوكهم، وقبلوا وقفا لإطلاق النار، وتوقفوا عن قتل المظلومين والابرياء، قد يكون لهذا تأثير في شدة هجومنا ونوعه».
وفي اطار التصعيد الذي تشهده المنطقة، أفادت القيادة الوسطى الأميركية أن القاذفات من طراز «بي 52 « وصلت إلى منطقة عمليات القيادة العاملة بالشرق الأوسط، فيما اعلنت «هيئة البث الإسرائيلية»، أن «الخطوط الجوية الأميركية تلغي جميع رحلاتها إلى «إسرائيل» حتى نهاية صيف عام 2025».
ولا تستبعد مصادر مواكبة عن كثب للتطورات ان «تلجأ ايران خلال هذا الاسبوع لرد سيكون الاقوى على «اسرائيل»، سيُستتبع برد «اسرائيلي» قاس»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «واشنطن تحاول الضغط على طهران من خلال قاذفات «بي 52» وغيرها من الاستعدادات العسكرية في المنطقة، لتأكيد جهوزيتها للدفاع عن «اسرائيل» وحتى الانخراط في اي مواجهات مباشرة».
خشية من حرب موسعة
وقالت المصادر ان «اسرائيل تتعامل مع المرحلة الحالية الممتدة حتى العشرين من كانون الثاني المقبل ، على انها وقت مستقطع تستطيع خلاله مواصلة حرب الابادة في غزة ولبنان، باعتبار انها غير آبهة برأي الادارة الحالية، وغير ملزمة بأي شيء تجاه ادارة مقبلة لم تتضح بعد، خاصة وان ترامب كما هاريس لا يبدوان مستعجلين لوقف النار قبل استلام احدهما زمام الحكم في 20 يناير المقبل».
ورجحت المصادر ان «تشهد هذه الفترة تصعيدا على اكثر من مستوى، سواء في غزة او لبنان او حتى على صعيد المواجهة المباشرة بين «اسرائيل» وايران» منبهة من ان «الطرفين قد يجران المنطقة لحرب موسعة، في ظل انشغال واشنطن بأوضاعها الداخلية، ومن هنا خطورة اي خطوة غير محسوبة جيدا من قبل اي طرف».
نتنياهو على الحدود اللبنانية
ويوم أمس، زار رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو الحدود اللبنانية، حيث أكد ان «مع أو بدون اتفاق، فإن مفتاح استعادة السلام والأمن في الشمال، ومفتاح إعادة سكاننا في الشمال إلى ديارهم بأمان، هو أولا وقبل كل شيء دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وثانيا استهداف أي محاولة لمعاودة التسلح، وثالثا الرد بحزم على أي إجراء يُتخذ ضدنا».
زيارة رئيس وزراء العدو الى الحدود مع لبنان، اتت في وقت كثفت فيه المقاومة استهدافها للمستوطنات. اذ أعلن جيش العدو رصد رصد إطلاق حوالى 100 صاروخ من لبنان منذ منتصف ليل السبت – الاحد. وأفادت المقاومة بقصفها تجمعات العدو الإسرائيلي في مستعمرات، «زرعيت» و»شوميرا» و»إيفن» و»متسوفا» و»برعام» و»شلومي» (مرتين)، بالإضافة إلى مستعمرات «روش هانيكرا»، و»شامير» و»كدمات تسفي» و»كتسرين».
اشارة الى ان الاعلام الحربي عرض مشاهد من استهداف المقاومة الإسلامية قواعد «شراغا» و»رامات دافيد» و»بلماخيم الإسرائيلية» بمسيّرات انقضاضية.
وبعد الظهر، أعلن حزب الله قصف قاعدة «زوفولون» للصناعات العسكرية شمال «حيفا»، ومستعمرة «نطوفا نيمرا» ، وتجمعا لقوات جيش العدو في موقع «البغدادي»، كما تدمير دبابة «ميركافا» عند بوابة المطلة، ما ادى الى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
الاعتداءات «الإسرائيلية»
بالمقابل، تواصلت الحملة الجوية «الاسرائيلية الواسعة على المناطق اللبنانية. واستهدفت غارات منطقة بعلبك، بعد ساعات على إصدار جيش العدو إنذاراً لإخلائها. كما شنّ ثلاث غارات على الأقل على المنطقة التي تعرّضت لعمليات قصف عنيفة في الأيام الماضية.
كما أعلنت وزارة الصحة سقوط 3 قتلى و9 جرحى في حصيلة أولية لغارة «إسرائيلية» على صيدا بجنوب البلاد. وكانت الغارة استهدفت مبنى في تعمير حارة صيدا، حيث شوهدت سحب الدخان تغطي سماء المنطقة، وهرعت فرق الإسعاف إلى المنطقة.
كما قصف العدو مبنى سكنياً في بلدة الغازية واستهدف محيط المستشفى الحكومي في بلدة تبنين وشنّت مسيرة غارة بالقرب من استراحة صور.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة العامة في بيان، أن «مستشفى تبنين الحكومي تعرض لأضرار جسيمة، نتيجة غارات العدو الإسرائيلي التي شنت في المحيط الملاصق للمستشفى، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح داخل المستشفى وثلاثة آخرين خارج المستشفى». وأشارت الوزارة الى تجدد القصف في محيط مستشفى بعلبك الحكومي، الذي يزدحم بالمرضى والجرحى وقد أصيب بدوره بأضرار مادية.
كذلك وفي اعتداء إضافي على فرق الاسعاف، استهدف العدو «الإسرائيلي» نقطة تموضع لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية – الدفاع المدني في البازورية ، ما أدى إلى سقوط شهيدين اثنين من المسعفين.
فلسطينيا، أفيد عن استشهاد 32 فلسطينيا في غارات للاحتلال على القطاع. واستهدفت مسيرات الاحتلال المدنيين أثناء محاولاتهم انتشال جثث ضحايا الغارات في جباليا