كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: فيما يمرّ لبنان بأسوأ الكوابيس تحت وطأة الحرب الاسرائيلية المدمرة، وغياب أي بارقة أمل حتى اليوم لوقف العدوان الهمجيّ، يحضر الملف اللبناني في القمة العربية الاسلامية التي تنعقد غداً في الرياض، كما في اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، بعد غد الأربعاء، في البيت الأبيض للضغط على رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بإتمام إتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
تزامناً، وعلى خط مساعي التهدئة، تحدثت معلومات حول هدنة قريبة، تنص على أن تتوقف إسرائيل عن استهداف لبنان مقابل وقف صواريخ حزب الله، بشرط عدم إعادة تسليحه، على أن يتم العمل خلال فترة الهدنة على النقاط الخلافية بين الطرفين.
في السياق، زعمت وسائل إعلام معادية بأن رئيس الأركان الإسرائيلي صادق على توسيع العملية العسكرية في لبنان، بينما تستمرّ الإعتداءات بحقّ المدنيين، إذ ارتكب العدو جريمة جديدة تضاف إلى سجله الأسود في بلدة علمات في قضاء جبيل، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 20 شهيداً بعد قصف مبنى كان يقطن فيه مدنيون، في وقت لا زالت تتعرض المناطق اللبنانية إلى تدمير ممنهج بفعل الغارات المعادية.
وإذ تستبعد أوساط حكومية إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار الذي يبدو أنه بعيد المنال في ظل السياسية الاسرائيلية، وعدم وجود أجندة تغييرية قادرة أن تضغط على نتنياهو من أجل وقف الحرب، لافتةً إلى أن الحرب على لبنان قد تستمر بوتيرتها التصاعدية حتى تاريخ تسلّم الرئيس ترامب مهامه في العشرين من كانون الثاني 2025.
الأوساط الحكومية أشارت عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن انعقاد القمة العربية الاسلامية أمر جيّد كمشهدية سيكون لها تأثير كبير إن لجهة رفع العناوين والمطالبة بوقف إطلاق النار في لبنان وفي غزة أو حتّى على المستوى الدولي بشكل خاص، متوقعة أن تحمل الكلمة التي سيلقيها الرئيس نجيب ميقاتي إشارة واضحة الى حجم الدمار الكبير والمخيف الذي لحق بالمدن والقرى اللبنانية التي كانت وما تزال عرضة للقصف والدمار والمطالبة بمساعدة لبنان لمعالجة ازمة النازحين.
توازياً، لفتت مصادر مواكبة للحراك العربي والدولي في حديث لجريدة “الانباء” الإلكترونية إلى أن موضوع الضغط الدولي على اسرائيل وانعكاسه على المشهدية المؤثرة لوقف إطلاق النار صعب المنال في هذه المرحلة التي تشهد تغييراً على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، إذ قد يكون لها أجندة معينة لم يحن تنفيذها بعد.
المصادر تحدثت عن وجود تناقضات على صعيد إعلام العدو، والممارسة الدموية على الارض، خصوصاً في ما يتعلّق بأن العملية البرية شارفت على النهاية، مؤكدة أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة.
إلى ذلك، جزمت المصادر بأن الجهة التي سربت هذه التفاؤلات ليست لبنانية، معتبرة أن استخدام اسرائيل الأسلحة المحرّمة دولياً لتدمير لبنان وغزة لا يشير أبداً لوقف إطلاق النار وهذا الامر قد يحصل بعد تسلّم الرئيس ترامب وليس في ما تبقى من ولاية بايدن، مستبعدة التوافق على وقف اطلاق النار في اللقاء المرتقب للرئيسين بايدن وترامب، باعتبار أن الأخير قد تكون لديه رغبة بذلك لكنه لا يستطيع أن يضغط على نتنياهو قبل تسلم مهامه أما بايدن فقد اثبت بأنه ضعيف ولم يعد له أي تأثير على مسار المفاوضات.
بالخلاصة، ليس هناك مؤشر قريب لخروج لبنان من أتون الحرب المدمرة التي فُرضت عليه، بانتظار ما سيُعلن في القمة العربية الاسلامية من توصيات علّها تخرج بصيغة ضغط تغيّر من الواقع المشؤوم، وتؤدي إلى التوصل لوقف إطلاق النار في الأسابيع المُقبلة.