أقرت شركة غوغل بأنها سمحت لوزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” باستخدام بعض تكنولوجيا التعرف على الصور الخاصة بها في إطار مشروع عسكري.
وجاء الإقرار بعد أن أفاد تقرير لموقع “غيزمودو” الإخباري بأن تكنولوجيا الذكاء الصناعي تلك تستخدم لتحليل صور التقطتها طائرات موجهة.
وأوضح الموقع أن الكثير من العاملين في غوغل، صاحبة محرك البحث العملاق على الإنترنت، علموا بهذا التعاون الأسبوع الماضي فقط عن طريق البريد الإلكتروني الداخلي للشركة.
وقال الموقع إن البعض “غضب” من ذلك.
وقالت متحدثة باسم غوغل إن التعاون تضمن تقديم أدوات برمجية تسمح لوزارة الدفاع الأمريكية باستخدام شفرة تعلم “تنسور فلو”، وهي مجموعة من الهيكليات مفتوحة المصدر للذكاء الصناعي.
وأضافت “تحدد التكنولوجيا الصور كي تتم مراجعتها من قبل البشر، وهي فقط للاستخدام غير الهجومي”.
وقالت “الاستخدام العسكري لتعلم الآلات يثير المخاوف بطبيعة الحال. لكننا نناقش هذا الموضوع بالغ الأهمية على نحو جدي داخليا ومع الآخرين في الوقت الذي نواصل تطوير سياسات وأساليب حماية بشأن التطوير واستخدام تكنولوجيا تعلم الآلات”.
وعلى الرغم من تولي الرئيس السابق لغوغل، إريك شميدت، منصب مستشار في البنتاغون عام 2016، فإن الشركة تتوخى الحذر بشأن أي ارتباط لها بالجيش الأمريكي.
وكانت الشركة قد سحبت في السابق واحدا من أجهزة الروبوت لديها من مسابقة نظمتها البنتاغون، على الرغم من ترجيحات الفوز. لكن القرار جاء من منطلق هذه المخاوف.
وفرة البيانات
أشار موقع “غيزمودو” تحديدا إلى مبادرة معنية بالطائرات الموجهة في مشروع “بروجيكت مافين”، الذي أعلن عنه في يوليو/ تموز الماضي وينطوي على استخدام خوارزميات لتحديد موضوعات الصور المثيرة للمخاوف من بين “كميات هائلة من الصور المتحركة والثابتة”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تركز حاليا على وضع تصنيف لموضوعات الصور المتعلقة بالحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وقال الكولونيل دريو كوكور آنذاك “لا يوجد صندوق أسود يوفر للحكومة ما تحتاجه من نظام الذكاء الصناعي، على الأقل في الوقت الراهن”.
وأضاف “السبيل الوحيد لإنجاز ذلك هو التعاون مع شركاء تجاريين”.
ورفضت غوغل الإدلاء بمزيد من التعليقات بشأن تفاصيل مشاركتها مع وزارة الدفاع الأمريكية.
لكن بي بي سي علمت أن الخوارزميات التي تداولتها مع البنتاغون ليست مصممة لاكتشاف الوجوه، بل مصممة لتحديد موضوعات عامة للصور من بينها السيارات والطيور والأشجار. وثمة اعتقاد بأنها لا تستخدم لإطلاق أو التحكم في الطائرات الموجهة في حد ذاتها.
وغوغل ليست الشركة الأمريكية الوحيدة المشاركة في المشروع.
وكانت شركة “نفيديا” لصناعة الشرائح الإلكترونية قد نشرت مدونة في وقت سابق بشأن مشروع “بروجيكت مافين”، وفُهم أيضا أنها تتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية في هذا الشأن.
وقال خبير إن التكلفة الزهيدة نسبيا لتشغيل الطائرات الموجهة أدت إلى وفرة المواد المصورة.
وأضاف جوستين برونك، الباحث في مركز أبحاث معهد الخدمات المتحدة الملكية، إن “الكميات الهائلة من البيانات من جانب القوات الجوية الأمريكية والاستخبارات المركزية الأمريكية، فضلا عن الحلفاء مثل بريطانيا التي تستخدم هذه الطائرات الموجهة في مناطق الصراع مثل العراق وأفغانستان، تفوقت على قدرات تشغيل واستغلال منظمات العمل الاستخباراتية التي تركز على البشر داخل هذه الدول”.
وأضاف “تعتبر غوغل، بوصفها المطور الرئيسي لتكنولوجيا الذكاء الصناعي، الخيار الواضح للشراكة أمام وزارة الدفاع الأمريكية، وإن كانت أقل المؤسسات تحمسا من جانب الموظفين وأصحاب الأسهم للعمل مع الجيش”.
وطلبت بي بي سي من وزارة الدفاع الأمريكية التعليق.
المصدر: بي بي سي