يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، في قمة ينتظر العالم نتائجها.
وقد تميزت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بالخصومة على مر عقود، لكن اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 فاقم هذه الخصومة بين البلدين.
أصبحت العلاقات بين ترامب وبوتين تحت المجهر بسبب اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وهو أمر تنفيه موسكو.
وتعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية أن روسيا حاولت دفع الناخبين للتصويت على ترامب.
وصف الرئيس الأمريكي التحقيق في إمكانية تدخل روسيا وعلاقتها بفريقه الانتخابي بأنه “تصيد له“.
واتهم الديمقراطيين بالتآمر عليه بعد خسارتهم في الانتخابات.
ويسعى ترامب منذ توليه الحكم إلى تحسين العلاقات مع روسيا عكس ما دأب عليه الجمهوريون.
ودعا الشهر الماضي إلى إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع، وكانت عضويتها علقت بعد ضمها لشبه جزيرة القرم.
أثنى ترامب في العديد من المناسبات على بوتين، ووصفه “بالقائد الفذ” عام ،2016 وبأنه “أقوى من رئيسنا السابق” في إشارة إلى باراك أوباما.
وفي مارس/ آذار هنأ الرئيس بوتين على فوزه في انتخابات مثيرة للجدل، على الرغم من تحذيرات مستشاريه.
وكان بوتين أكثر تحفظا في الحديث عن ترامب ولكن وصفه بأنه “شخص ذكي، وذو كفاءة“.
الحد من انتشار الأسلحة: الزعيمان يفتخران بقدرات بلديهما النووية. وقد وقع البلدان على اتفاق خفض حجم ترسانتهما النووية التي هي الاكبر في العالم. ويسري الاتفاق إلى 2021، وأي اتفاق على تمديده سيكون موقفا إيجابيا.
العقوبات الأمريكية: فرضت العقوبات على أشخاص وشركات بعد ضم شبه جزيرة القرم، ودعمها للانفصاليين في أوكرانيا، دورها في النزاع السوري، ومزاعم تدخلها في انتخابات 2016. الكونغرس له صلاحية تخفيف العقوبات ولكن الروس سيرحبون بأي قرار بشأن عدم توسيعها قد يأخذه ترامب.
أوكرانيا: منحت الولايات المتحدة دعما عسكريا لأوكرانيا وسيكون بوتين سعيدا لو يختفي هذا الدعم. وسيكون ذلك اعترافا بضم شبه جزيرة القرم.
سوريا: تريد إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، أن تبتعد إيران والمليشيات التي تدعمها عن جنوب غربي سوريا القريبة من حدودها ويتوقع أن يطرح ترامب هذا الأمر، ولكن لا يعرف ما إذا كان بوتين سيعرض على ترامب تحديد نشاطات إيران في سوريا.
خلال مؤتمر الدول الأعضاء في حلف الناتو وقع ترامب بيانا مشتركا يندد “بالاعتداء الروسي“.
السؤول المطروح هو سيتناول مخاوف حلفاء الولايات المتحدة عندما يلتقي بوتين مباشرة.
ولا يعرف الشركاء الأوروبيون ما الذي يريده ترامب من قمة هلسنكي.
انتقد ترامب الدول الأعضاء في الناتو على نفقاتها العسكرية، وقال إن “ألمانيا أصبحت في قبضة روسيا”، بسبب استيرادها للغاز وانتقد رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
يصعب توقع ما يحدث لأن ترامب معروف بأسلوبه غير الاعتيادي، ولكن المستشارين الأمريكيين استبعدوا تغييرات كبيرة.
وسيجري الرئيسان محادثات مغلقة لا يحضرها إلا المترجمون.
وقد يتفق الطرفان على إعادة العلاقات الدبلوماسية لسابق عهدها بعد عمليات الطرد التي أعقبت حادثة تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا.
وسيكون للقمة تأثير على العالم لكه لأن روسيا والولايات المتحدة كانتا دائما على طرفي نقيض في نزاعات وقضايا دولية مثل سوريا وشبه جزيرة القرم وغيرها.
وتعد الدول الأوروبية أكثر تأثرا لأنها تخشى تهديدات روسيا، ولكنها تعتمد على غاز موسكو.