في الوقت الذي انصرف فيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتحضير الارضية لمؤتمر دولي لمساعدة لبنان، بدأت على الارض تتوضح أهوال الكارثة الكبيرة التي ضربت العاصمة بيروت، ولبنان ككل، بدءاً من الدمار الهائل الذي طال أحياءها وعماراتها القديمة والحديثة في الجميزة وشارع مار مخايل، ووسط المدينة الى خندق الغميق وزقاق البلاط الى كل الأحياء الشعبية والتجارية، وحتى التي تعتبر «راقية» الى استمرار عمليات رفع الانقاض، وانتشال الجثث، والوضع الصحي الخطير لأكثر من مئة الف طفل تضررت منازلهم او نزحوا نتيجة الانفجار، وحدت لغاية تاريخه 154 شهيداً، وأكثر من 5000 جريح، وعشرات المفقودين.
على ان اخطر ما في المشهد، انتفاضة الشعب اللبناني، وإمساكه بالأرض، لرفع الانقاض، وكنس الزجاج والحطام، وتوزيع المساعدات، في وقت خلت الساحة من عمل الفرق الفنية التابعة للوزارات، التي ذهب بعض وزرائها خارج بيروت، لمتابعة أمور عامة او خاصة.
بالتزامن، تشهد بيروت اليوم سلسلة زيارات، ابرزها للامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، الذي نقل رسالة تضامن عربي، ونائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، كما يصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي سيمثل الدول الاعضاء، في مؤتمر الجهات المانحة، الذي تنظمه فرنسا، وأرجئ من يوم غد الى موعد اخر، لتأمين مساعدات عاجلة لسكان مدينة بيروت.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاد دير ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ناقشا خلال مكالمة هاتفية اليوم الجمعة العمل سوياً مع دول اخرى من اجل ارسال مساعدة فورية الى لبنان، وكذلك تمديد حظر الامم المتحدة لتوريد الاسلحة الى ايران.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نية موسكو تقديم المزيد من الدعم إلى لبنان، بعد الانفجار المدمر الذي هز حديثاً مرفأ بيروت. ووفقاً لما ذكرته «روسيا اليوم»، وصف بوتين في اجتماع عقده مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، انفجار بيروت بأنه حادثة مأساوية، مشيراً إلى أن مجموعة تم تشكيلها من عناصر وزارتي الطوارئ والصحة الروسيتين بتوجيهات منه قد وصلت إلى المدينة. وتابع الرئيس الروسي: «قد شرع زملاؤنا بالعمل في العاصمة اللبنانية بعد انفجار المرفأ، وسنفكر في فعل المزيد لمساعدة الناس في هذا البلد».
وكشفت المفوضية الأوروبية بعد محادثة مع الاليزيه إن موعد الاجتماع «سيُعلنه قصر الإليزيه». وأوضحت المفوضية أنه كان مطروحا تنظيم المؤتمر الأحد، لكن هذا الموعد الذي أعلنه المتحدث باسم المفوضية، لم يتسنَ تأكيده بسبب عدد الجهات التي يُفترض التواصل معها.
وأعلن المتحدث باسم المفوضية الاوروبية اريك مامير أن «المفوضية ستمثل بالمفوض المكلف المساعدة الانسانية جانيز لينارتشيتش. وسينظم المؤتمر عبر الفيديو بهدف جمع أموال لتقديم مساعدة انسانية عاجلة» للبنان.
وأضاف «سنسعى لتقييم الحاجات الانسانية وسنحتاج إلى أكبر قدر من المعلومات» لذلك. وشدد على «اننا في مرحلة طارئة. المؤتمر ليس لإعادة الاعمار لأن ذلك يأتي في مرحلة لاحقة». ونسقت المفوضية الأوروبية عملية ارسال 300 مسعف متخصص إلى بيروت وصرفت 33 مليون يورو للحاجات الأولية العاجلة خصوصا المساعدة الطبية. وقال «علينا التحقق من أن الأموال التي ستوضع في التصرف ستدار بأكثر الطرق فعالية». من جهته اعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل «تؤكد المؤسسات الاوروبية على ضرورة تطبيق الاصلاحات التي يطالب بها الشعب».
كشفت مصادر ديبلوماسية مواكبة لزيارة ماكرون ماقاله للرؤساء الثلاثة خلال أجتماع بعبدا بأن زيارته الى لبنان هي زيارة دعم لبلد صديق في هذه الظروف الصعبة بعد التفجير المدمر، مؤكداً ان بلاده حريصة على القيام بمايمكن لمساعدة اللبنانيين المتضررين مشيرا إلى ان هذه المساعدات الانسانية والطبية ستسلم الى الجهات الحكومية المختصةفي حين ان المساعدات العينية قد تقدم مباشرة لهؤلاء المتضررين بناء على طلبهم لعدم ثقتهم بالمسؤولين كما ابلغوني خلال زيارتي للمناطق المتضررة. واكد الرئيس الفرنسي امام الرؤساء الثلاثة بأن المساعدات المالية الدولية لحل الازمة المالية والاقتصادية تتطلب القيام سريعا بسلة الاصلاحات المطلوبة في القطاعات التي تستنزف مالية الدولة،كالكهرباء والجمارك والمعابر وغيرها ومن دونها لايمكن تقديم هذه المساعدات وقد ابلغناكم ذلك مرارا عبر سفيرنا بلبنان وخلال زيارة وزير الخارجية اخيرا مشيرا الى نيته تنظيم مؤتمر دولي في باريس لحشد الدعم المطلوب وفي رده على ماقاله رئيس الجمهورية بان الحكومة باشرت الاصلاحات باقرار مشروع التدقيق المالي بالمصرف المركزي قال ماكرون: هذا اجراء روتيني وعادي والمطلوب اقرار سلة الاصلاحات الأخرى.وتمنى ماكرون خلال اللقاء على الرؤساء التعجيل قدر الإمكان بهذه الاصلاحات من جهة وضرورة الاستماع إلى مطالب المواطنين وصرخاتهم بالتغيير والعمل على إعادة الثقة المفقودة معهم قدر الامكان لانه لايمكن للسلطة ان تتجاهل من اعطوها اصواتهم وتستمر في ممارسة مهماتها وكأن شيئا لم يكن. واشارت المصادر إلى ان لقاء الرئيس الفرنسي مع القيادات السياسية كان مهما وجديا حيث أبلغ المجتمعين بضرورة مقاربة الأوضاع بعقلية جديدة ومنفتحة تنهي التباعد بينهم وتفتح صفحة جديدة من التعاون الجدي لمصلحة النهوض بلبنان. ودعا الحاضرين الى العمل لتطوير النظام السياسي والخروج من حالة المراوحة غير المجدية والمعطلة للديناميكية السياسية لمقاربة المشاكل والمطالب الملحة للمواطنين والاستجابة السريعة لها لانها تشكل اولوية حاليا وتمنى العمل على تشكيل حكومة جديدة بالتفاهم بين الجميع وتضم العدد الأكبر من ممثلي الأطراف السياسيين وممثلي المجتمع المدني وتحضرلاجراء انتخابات نيابة مبكرة استجابة لمطالب المتظاهرين ولتجديد الحياة السياسية في البلادوداعيا في الوقت نفسه الى ابعاد تأثير سلاح حزب الله عن ادارة الدولة ومؤسساتها لانه لايمكن استقامة الوضع السياسي في حال استمر الوضع الداخلي على هذه الوضعية الحالية وملمحا ان البحث في موضوع سلاح الحزب ليس وقته حاليا. وفي اجتماعه مع ممثلي المجتمع المدني دعا هؤلاء للالتزام بالتظاهر السلمي لتحقيق مطالبهم واستبعاد الاساليب العنفية من تحركاتهم المطلبية وابعد كل الذين يحاولون استغلال وضرب هذه التحركات ومؤكدا تعاطفه معهم.
الجسر السعودي
وإنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان وتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني الشقيق إثر الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت، قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسييّر أولى طلائع الجسر الجوي السعودي للجمهورية اللبنانية الشقيقة بهدف مساعدة منكوبي الانفجار للتخفيف من مصابهم عبر تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لهم.
فقد انطلقت اليوم طائرتان إغاثيتان من مطار الملك خالد الدولي تحملان أكثر من 120 طناً من الأدوية والأجهزة والمحاليل والمستلزمات الطبية والإسعافية والخيام والحقائب الإيوائية والمواد الغذائية، تمهيدًا لنقلها للمتضررين في بيروت، يرافقها فريق مختص من المركز لمتابعة عمليات التوزيع والإشراف عليها.
وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبد العزير الربيعة في تصريح صحفي، أن الجسر الإغاثي الذي انطلق امس يأتي تنفيذًا للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بتقديم مساعدات طبية وإنسانية عاجلة للشعب اللبناني الشقيق عبر المركز لدعمه في تجاوز تبعات انفجار بيروت.
وأكد أن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين يجسد القيم الإنسانية الراسخة التي يتحلى بها قادة هذا الوطن المعطاء، مبينًا أن هذه المساعدات تبرز الدور المحوري للمملكة على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا بكل حيادية.
دولياً، قال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة عبر الإنترنت للأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالمستشفيات تسببت في تقليص عدد الأسرّة المتاحة بواقع 500 سرير مشيرا إلى أن الانفجار تسبب في إلحاق أضرار كلية أو جزئية بخمسة مستشفيات.
كما دمر الانفجار حاويات تضم أطنانا من أدوات الحماية الشخصية المستخدمة لمكافحة انتشار مرض كوفيد-19 في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بالمرض في البلاد.
وقال كريستيان ليندماير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية «النظام الصحي الضعيف بالفعل في لبنان بسبب أزمة اللاجئين وكوفيد-19 والأزمتين الاقتصادية والسياسية ونقص معدات الوقاية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي مشكلة ضخمة».
ونقلت منظمة الصحة العالمية إمدادات من دبي إلى لبنان لعلاج من تعرضوا لحروق وإصابات بسبب الزجاج المتطاير والحطام.
وأظهرت دعوة أرسلت للدول الأعضاء أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالمنظمة مارك لوكوك سيعقدان إفادة عبر الإنترنت الأسبوع المقبل لمناقشة الموقف الإنساني بعد الانفجار وجهود الأمم المتحدة لدعم سبل مواجهة الكارثة إضافة إلى «تسليط الضوء على الفجوات التي تحتاج إلى دعم عاجل».
وقال ليندماير «المستشفيات تعمل فوق طاقتها بسبب عدد المصابين» مضيفا أن الانفجار دمر أيضا 17 حاوية أرسلتها منظمة الصحة العالمية كانت تضم إمدادات طبية وأحرق تماما أدوات الحماية الشخصية.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إنه يعتزم استيراد دقيق القمح وطحين الحبوب المخصص للمخابز والمطاحن للمساعدة في الحيلولة دون حدوث نقص في الغذاء.
وقال البرنامج إنه قلق من أن يؤدي الانفجار والأضرار التي لحقت بالمرفأ إلى تفاقم «وضع الأمن الغذائي الصعب بالفعل» والذي تدهور بسبب الأزمة المالية الحادة.
وقال تشارلي ياكسلي المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين «هناك احتياج ضخم إلى توفير مأوى». وأضاف أن المفوضية تقوم بتوفير مخزونات من إمدادات الإيواء والأغطية.
وأشار ياكسلي إلى أن العديد من اللاجئين قد يكونون ضمن القتلى وفقا لتقارير أولية لكنها غير مؤكدة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو مئة ألف طفل من بين المشردين. كما دمر الانفجار مدارس كانت تضم 55 ألف تلميذ ودمر منشأة حيوية لرعاية حديثي الولادة.
وذكرت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم يونيسيف أن «المناطق المحيطة بالانفجار تضم بعضا من أكثر البؤر النشطة لانتقال العدوى محليا» في إشارة إلى كورونا.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الاثنين المقبل جلسة في قصر بعبدا، لمتابعة البحث في مستجدات وتطورات الأوضاع الناجمة عن كارثة الانفجار في المرفأ.
وقال وزير الصناعة عماد حب الله لـ «اللواء» ان جلسات مجلس الوزراء ستواصل متابعة موضوع تفجير مرفأ بيروت وتحديد الخطوات الواجب اتخاذها لأغاثة الناس ونتائج التحقيق متمنيا ان يصل هذا التحقيق الى خواتيمه. واكد الوزير حب الله ان القضاء يأخذ مجراه وان هناك توقيفات تحصل .
واشار الى ان الوضع دقيق وان المناكفات لا تفيد ونحن في حالة طوارئ وواجباتنا تقتضي تضميد جراح الناس.
التجاذبات إلى الواجهة
لم تمض أيام قليلة على نكبة بيروت الناجمة عن انفجار العنبر رقم 12 في المرفأ، حتى برزت إلى الواجهة تجاذبات، أبرزها ما يتعلق بالجهة التي يتعين ان يناط بها التحقيق في جريمة الانفجار، وحدود مسؤوليات القوى السياسية المشاركة في السلطة أو المعارضة.
الرئيس ميشال عون خرج من مكتبه في قصر بعدا إلى دردشة مع الصحافيين ليبعث بحملة رسائل يمكن اختصارها على النحو التالي:
1 – لا تدويل للأزمة، فإذا لم تتمكن حكم انفسنا لا يمكن لأحد ان يحكمنا، لن تمس السيادة في عهدي.
2 – لم يبد حماساً لحكومة وحدة وطنية، متخوفا من العودة إلى «الانقسام الذي شهدناه في الحكومات السابقة»، ويجب تحضير الأجواء المناسبة.
3 – خاطب اللبنانيين الحزائن بقوله: تعرفوني ويعرف اللبنانيون العماد عون في الحرب كما في السلم، لا أحد يمكن ان يدفعني باتجاه الخطأ، كما لا أحد يمكنه ان يمنعني من كشف الحقائق والعزاء يكون بتطبيق العدالة».
4 – التحقيق الدولي في قضية المرفأ الهدف منه تضييع الحقيقة، فالقضاء يجب ان يكون سريعا.. واضعاً سيناريو من 3 مراحل لتحديد المسؤوليات:
أ – كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ.
ب – ما حصل نتيجة إهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة، وطلبت شخصاً من ماكرون ان يزودنا بالصور الجوية..
ج – هناك تحقيق يجري مع المسؤولين المباشرين، في ضوء تقرير جهاز أمن الدولة.
د- وأقر الرئيس عون بأنه تلقى تقريراً في العشرين من تموز الفائت يتضمن معلومات حول الموضوع، واوعز فوراً إلى الاتصال بالامين العام لمجلس الدفاع والتواصل مع المعنيين بالأمر لاجراء اللازم.
مشيرا ردا على سؤال عن السبب الذي جعله لا يُبادر إلى إعطاء الأوامر بإزالة المواد المتفجرة بعدالتقرير: المواد دخلت عام 2013، لم اكن على علم بها، ولا بمدى خطورتها، كما ان صلاحياتي لا تسمح لي بالتعاطي المباشر بالمرفأ.. وهناك تراتبية يجب احترامها.
وقال: نحن امام تغييرات وإعادة رؤية بنظامنا القائم على التراضي، بعد ان تبين انه مشلول، ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة، لأنه يجب ان تمر عبر عدّة سلطات وتكون توافقية، وعندما يكثر عدد الأشخاص لا يمكن الوصول إلى توافق.
وليلاً، الرئيس عون اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب قدم خلاله تعازيه والشعب الاميركي بضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف وان مساعدات عاجلة سترسل الى لبنان للتضامن مع شعبه
واكد الرئيس ترامب للرئيس عون انه سيشارك في مؤتمر باريس الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدعم لبنان وتقديم مساعدات عاجلة له.
ورد رئيس الجمهورية مخاطباً ترامب: نحتاج الى العمل سويا للمحافظة على استقرار لبنان الامني والاجتماعي والتعاون في سبيل النهوض بلبنان ، علما ان مسيرة الاصلاحات قائمة وعملنا على تنفيذ العديد منها ، كما نأمل التعاون سويا في محاربة الفساد الحقيقي ومحاسبة الفاسدين
واعرب ع أمله في ان تساعد الولايات المتحدة في انهاء ملف ترسيم الحدود البحرية.
وفي سياق التجاذب الدولي- الإقليمي، اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت تدخلا في شؤون لبنان. وقال في تغريدة ان تصريحات ماكرون: «أعطت بعداً اضافياً» إلى المحنة التي وقع فيها الشعب اللبناني في ظل الانفجار المدمر الذي هزّ الثلاثاء مرفأ بيروت.
وبعد موقف الرئيس عون برفض التحقيق الدولي.
نفى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله وجود أي أسلحة تابعة لحزبه مخزنة في مرفأ بيروت، رداً على تقارير وتحليلات حول الموضوع منذ وقوع الانفجار الضخم.
وقال نصرالله في خطاب تم بثه مباشرة عبر محطات تلفزة، «أعلن اليوم نفياً قاطعاً ومطلقاً وحاسماً.. أنه لا شيء لنا في المرفأ، لا يوجد مخزن سلاح أو مخزن صواريخ أو بندقية أو قنبلة أو رصاصة أو نيترات (الأمونيوم) على الإطلاق». واعتبر أن اتهام حزبه بأي علاقة بالحادثة ينطوي على «مظلومية استثنائية».
ووصف نصرالله الانفجار بـ«الفاجعة الكبرى والمأساة الانسانية»، مقترحاً أن يتولى الجيش الذي ينظر اليه في لبنان كمؤسسة مستقلة ويلتف حوله اللبنانيون من الاتجاهات السياسية والطائفية كافة اجراء التحقيقات.
ورحّب نصرالله بالزيارات الأخيرة إلى لبنان، التي أجراها «وزراء ووفود من دول عديدة»، معتبراً أن «الأبرز» كانت زيارة ماكرون. وتابع «ننظر بإيجابية إلى كل مساعدة وتعاطف مع لبنان وكل زيارة في هذه الأيام إلى لبنان، خصوصا إذا كانت تأتي في إطار مساعدة لبنان أو الدعوة إلى لمّ الشمل والتعاون والحوار بين اللبنانيين».
وسارع النائب السابق وليد جنبلاط رداً على سؤال لـ «العربية» إلى عدم قبول ما أعلنه نصر الله وتساءل: «هل يعقل أن حزب الله ليس معه خبر بالشحنة الخطيرة في المرفأ؟ لا أعتقد ذلك. لست مقتنعاً برواية حسن نصرالله».
كما أضاف: «لا نثق بتحقيق الأجهزة المحلية التي أصابها الاهتراء والتسييس»، مؤكداً: «نصر على أن يكون هناك تحقيق لبناني – دولي بانفجار المرفأ».
إلا ان المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أكّد اننا «سنكون على استعداد للنظر بأي طلب للتحقيق في الانفجار الهائل في مرفأ بيروت بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء تحقيق دولي.ومع ذلك، لم نتلق أي شيء من هذا القبيل».
وكشف حق أنه «يمكن للأمين العام أنطونيو غوتيريش فتح تحقيق إذا أجازت هيئة تشريعية تابعة للأمم المتحدة مثل الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا أو مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا ذلك.
وفي سياق متصل ذكرت «رويترز» ان دائني لبنان يساورهم قلق من احتمال أن تكون الخسائر أشد وطأة، وذلك بعد أن عقّد انفجار مدمر في بيروت عملية لإعادة هيكلة الديون متعثرة بالفعل.
ومما يسلط الضوء على قتامة التوقعات، هوت سندات البلاد السيادية الدولارية البالغة قيمتها 31 مليار دولار، والتي تضررت بسبب قلة السيولة منذ التعثر في السداد، جميعها لأقل من عشرين سنتا للدولار منذ مارس آذار الماضي.
وبحسب بيانات من ماركت أكسس، زادت أحجام تداول السندات اللبنانية لتبلغ أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع يوم الأربعاء، فيما تشير مصادر مالية إلى دفعة من جانب بعض الدائنين سعيا لبيع حيازاتهم.
وقال ستيفن ريتشولد مدير المحفظة في ستون هاربور إنفستمنت التي تمتلك بعضا من السندات الدولية اللبنانية «يعني ذلك تزايد احتمالات أن يحظى لبنان بتعاطف من المجتمع الدولي، لكننا لا نعلم ما ستتمخض عنه هذه الآلية وما تعنيه بالنسبة لبرنامج الإصلاح». من حيث قيم التعافي، لن تكون إيجابية. إذا حدث أي شيء، فسيكون بالسلب. لكن المحدد الرئيسي هو حقائق الميزانية العمومية على أرض الواقع للمؤسسات المعنية المختلفة، أي الحكومة والمصرف المركزي والبنوك المحلية، وهذا هو ما سيقود التعافي».
وقال دائن أجنبي رفض ذكر اسمه «الاحتمالات أكثر سوءا من ذي قبل…تسلط الحلقة الضوء على مدى ضعف حالة الحكم في لبنان».
توقيف ضاهر ومرعي وقريطم
وعلى صعيد التحقيقات حقق القاضي غسّان الخوري، باشراف المدعي العام التمييزي القاضي غسّان عويدات مع مرعي، وقريطم، وجرى توقيفهما، كذلك تمّ توقيف المدير العام للجمارك ضاهر على ذمة التحقيق أيضاً.
وكشف مصدر مسؤول ان عدد الموقوفين أصبح 20 شخصاً.
وأعلن الانتربول عن إرسال فريق خبراء دوليين مختصين في تحديد هوية الضحايا إلى موقع انفجار بيروت بطلب من السلطات اللبنانية.
واستمرت أمس، عمليات البحث تحت انقاض منشآت مرفأ بيروت ومحيطه عن ضحايا الانفجار الذي حصل قبل اربعة ايام في العنبر رقم 12، وامكن انتشال سيدة على قيد الحياة واربعة جثامين، فيما استمر التحقيق بالجريمة وتم استدعاء مدير عام الجمارك بدري ضاهر الى الشرطة العسكرية بعد مدير المرفأ حسن قريطم. كما باشرت لجان مسح الاضرار عملها تمهيدا لإعادة اعمار ما تهدم والتعويض على المتضررين.
وذكرت مصادر متابعة للتحقيق في انفجار المرفأ ل «اللواء»: أن المعطيات اكدت وجود مفرقعات في العنبر رقم ١٢، وهي التي ادى اشتعالها الى انفجار حاويات نيترات الامونيا خلال التلحيم وسد الثغرات في جدار وباب العنبر؛ وان عدد الذين تم استدعاؤهم للتحقيق بلغ ١٩ شخصا حتى الآن. من مسؤولي المرفأ والجمارك وشركة الصيانة التي تعاقدت معها إدارة المرفأ. وتم نقل عمال الصيانة الاربعة الذين تولوا تلحيم وسد الثغرات من مديرية امن الدولة الى الشرطة العسكرية في الريحانية لمتابعة التحقيق معهم.
وتشارك فرق روسية وايطالية وفرنسية وبرازيلية وقطرية في أعمال رفع الأنقاض، مستخدمة آلات ومعدات إضافية، وكلاب بوليسية مدربة.
عمليات المسح
وعلى صعيد عمليات مسح الاضرار، ذكرت المعلومات انها مستمرة من قبل لجان الجيش اللبناني، فيما تابع الامين العام لهئية الاغاثة اللواء محمد خير جولاته الميدانية وحاول طمأنة الناس الى ان حقوقهم محفوظة، وقال في بيان له مساء امس: أن لجان مسح الأضرار التابعة للجيش تواصل عملها في الكشف على المنازل والمؤسسات والمحلات والسيارات، بهدف وضع جدول كامل بالأضرار، على أن يصار لاحقا إلى تحديد آلية إصلاح هذه الأضرار، استناداً إلى طبيعة المساعدات التي تصل الى لبنان.
أضاف: في ما يتعلق بأصحاب المنازل والمؤسسات والمحلات والسيارات الذين لا يستطيعون اصلاح الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم، فإنه سوف يتم الإعلان عن آلية مرتبطة بالمساعدات وخطة الحكومة لإعادة الإعمار على ان يعلن عنها لاحقا.
وقال خير في حديث تلفزيوني: إنه تم تسريع الامور في عمليات الكشف على الاضرار والعمليات بدأت، واوضح بأن هناك تركيزاً على المنطقة الاكثر تضرراً. وهناك مساعدات من الخارج والداخل للمتضررين، والاحتفاظ بالفواتير اساسي بالنسبة لنا، وتقريبا هناك حوالي 8000 بناء متضرر في بيروت وسنعمل قدر المستطاع لانهاء العمل في اسرع وقت ممكن.
لكن مصادررسمية متابعة لعملية المسح قالت لـ«اللواء» ان الهيئة التي تقوم بعمل جبار يتجاوزطاقتها، لا يمكنها الانتهاء من عمليات مسح الاضرار وتقييمها من خلال عشرين لجنة مسح فقط، وان المطلوب من قيادة الجيش البحث في زيادة عدد اللجان الى حدود مائة لجنة وإلا ستتأخر عملية مسح الاضرار اشهراً طويلة.
5951
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 279 إصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 5951.