كتبت صحيفة الأنباء تقول: مع اقتراب الساعات الحاسمة لموعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة الجديدة، وقبل أقل من 48 ساعة على وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت تزامناً مع مئوية لبنان الكبير، ومن بعده الموفد الأميركي ديفيد شينكر، تتكثّف الاتصالات بين القوى السياسية للاتفاق على اسم رئيسٍ جديدٍ للحكومة، وتنشط الخطوط بين عين التينة وبيت الوسط، حيث انعقد اجتماع بقي بعيداً عن الإعلام، يوم الجمعة، بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري استمر لثلاث ساعات، ثم أعقبه اجتماعٌ آخر بين الحريري والنائب علي حسن خليل لمدة ساعة.
وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن اجتماعٍ مهمٍ في حارة حريك بين النائب جبران باسيل والخليلين لبلورة المواقف بالنسبة للأسماء المقترحة لتشكيل الحكومة، كان لافتاً البيان الذي أصدره الرئيس فؤاد السنيورة بعد اجتماع رؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط، كاشفاً أنهم سيعلنون عن الاسم المقترح فجر يوم غد الاثنين، أي قبل ساعات قليلة من موعد الاستشارات التي ستبدأ مع كتلة المستقبل الساعة العاشرة صباحاً.
في هذا السياق، قالت مصادر متابعة عبر “الأنباء” إن الرئيس الحريري كان على قناعة بأن لا يكشف عن الاسم الذي يرشّحه قبل موعد اجتماع رئيس الجمهورية مع نواب “المستقبل”.
وكشفت المصادر عن تقدّم 3 أسماء شمالية لتشكيل الحكومة هم الوزيرة السابقة ريّا الحسن، والوزير السابق رشيد درباس، والنائب سمير الجسر، وذلك من دون إسقاط اسم الحريري من التداول بطبيعة الحال، في ظل معلوماتٍ تمّ تسريبها عن عزم الرئيس الفرنسي القيام باتصالاتٍ على خط المملكة العربية السعودية لهذه الغاية، بعد أن يكون قد أخذ وعداً من الرئيس ميشال عون بعدم عرقلة الحريري في مهامه في ما لو قبل تكليفه.
مصادر كتلة “المستقبل” أبلغت “الأنباء” أن الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة تسير في الأقنية السرية، وحتى اللحظة لا شيء واضح، ولم يتبلغ نواب الكتلة بأي جديد.
بدورها، كشفت مصادر عين التينة عبر “الأنباء” عن اتصالاتٍ مكثّفة يتولاها الرئيس بري بهدف المجيء برئيس حكومة يكون من بطانة بيت الوسط، ويحظى بدعمٍ خاص من الرئيس الحريري. المصادر أشارت إلى أن عين التينة ما زالت تتوقع المفاجآت، وبالأخص بعد دخول الرئيس الفرنسي على خط التشكيل.
مصادر التيار الوطني الحر تحدثت عبر “الأنباء” عن ثلاثة سيناريوهات يجري العمل على اعتماد واحدٍ منها. الأول يقضي بالتوصل إلى اسم الرئيس المكلّف على أن يشارك مع الرئيس عون في استقبال ماكرون.
والثاني، حكومة شبيهة بحكومة حسان دياب في حال رفض فريق الحريري تقديم اسمٍ يحظى بموافقة كل القوى السياسية.
والثالث، استمرار حكومة تصريف الأعمال إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني، وعلى ضوئها فإن أموراً كثيرة قد تتغير.
إلّا أن مصادر “الوطني الحر” تؤكّد أنّه من المرجّح التوصّل إلى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة إثر استشارات الإثنين.
مصادر “القوات اللبنانية” قالت عبر “الأنباء” إن الأمور متروكة إلى ما بعد اجتماع معراب مساء اليوم، وأن الاسم الذي سيختاره تكتل الجمهورية القوية لن يُعلن قبل صباح الاثنين.
وفي جديد التحضيرات لزيارة ماكرون، كشفت مصادر متابعة لجريدة “الأنباء” أنه يحمل الكثير من الأفكار التي سيطرحها على المسؤولين اللبنانيين، وسوف يتمنى عليهم الالتزام بها، والشروع بالإصلاحات المطلوبة، والتحضير لانتخاباتٍ نيابية مبكرة في غضون سنة، لأنّه آن الأوان لخروج لبنان من تقوقعه الطائفي والمذهبي الذي قد يوصله إلى الزوال في حال استمرت الأمور على ما هي عليه.
المصادر أكّدت أن، “لا تضارب بين زيارتَي ماكرون وشينكر إلى بيروت”، مشيرةً إلى اتفاقٍ بين إدارة دونالد ترامب وفرنسا لمنع الانهيار في لبنان.