بالاستناد الى المعلن من مواقف والمسرب من معلومات والمأمول من اللبنانيين والمدعوم من المهتمين والحرصاء في الخارج على انقاذ لبنان، يمضي قطار تشكيل الحكومة على السكة الصحيحة من دون عقبات كبيرة قد تخرجه عن مساره. ويعكس الصمت المطبق في المقار السياسية عموما وتحصّن بيت الوسط خلف جدران الكتمان خصوصا حرصا كبيرا على عدم “حرق الطبخة” على ما يبدو، واستكمال الجهود المدفوعة بدعم دولي اميركي – فرنسي بغية الوصول الى محطة اعلان المراسيم في مدة يتردد انها قد لا تتجاوز نهاية الاسبوع لتولد حكومة الانقاذ المفترض ان مهمتها محصورة بتنفيذ برناج الاصلاحات في مهلة ستة اشهر.
ايجابية ولكن
لكن الايجابية التي تسود الضفة الحكومية منذ الخميس الماضي، تبدو حتى الساعة “حذرة” غير قائمة على أسس صلبة. الاتصالات العلنية غابت امس الا ان المعلومات المتوافرة تفيد بأن حركة المشاورات تسير قدما خلف الكواليس وسط اصرار كبير من قبل الرئيس سعد الحريري على انجاز تشكيلته سريعا. واذا كان التفاهم حول الحصة المسيحية لن يكون عائقا كون الحريري سيتفاهم في شأنها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تماما كما حجم الحكومة الذي لن يشكّل عقدة، فإن مسألة المداورة تبدو شائكة حتى الساعة، مع اصرار بعبدا وبكركي على ان تكون شاملة، فيما الحريري استثنى وزارة المال منها وابقاها مع الثنائي الشيعي.
وصل ما انقطع
وليس بعيدا، قالت مصادر قريبة من حزب الله ان الضاحية تبذل جهدا كبيرا على خط اعادة وصل التيار الازرق بالبرتقالي وقد تكللت حتى الساعة بالنجاح بما يسهل مسار ولادة الحكومة. واذ اشارت الى عدم وجود عراقيل اساسية اكتفت بالقول الاجواء الحكومية جيدة بالاجمال.
ولادة هذا الاسبوع!
من جهته، قال عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله: “آن الأوان لإنجاز التأليف، فالتأخير غير مبرر حالياً، لأن حاجة البلد والأزمات المتكاثرة والمتفاقمة يوما بعد يوم تتطلب حكومة، لا تحتاج الى مبالغة في المحاصصة والتسويات، كونها حكومة مهمة انقاذية، لذلك فهي تتطلب تسهيلا من كل الفرقاء”، موضحا “ان مجرد حصول لقاءين خلال 48 ساعة بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري يدل الى أن الاجواء ايجابية، ما يعني اننا سنشهد ولادة الحكومة هذا الاسبوع”، مستطرداً “ان الأجواء ايجابية بحذر”، موضحاً ”أن المعلومات المتوافرة تشير الى حكومة مؤلفة من 20 وزيرا مبدئيا، لا تضم وجوها سياسية بارزة ومستفزة للداخل والخارج. واذا لم تسمها الاحزاب فإن الكتل ستكون موافقة عليها.
يومان
وأكدت المصادر المتابعة ان الاتفاق على التكتم هو من أجل الحفاظ على ما تمّ انجازه متحدثة عن نوايا حسنة توصلت اليها القوى السياسية سمحت بالحديث عن الايجابية المستمرة. ولفتت الى مشاورات سيجريها الحريري مع الكتل النيابية لعرض التصور شبه الجاهز عن شكل حكومته على ان يطلع الرئيس عون على محصلة المشاورات و”يصبح لدينا خطوط عريضة”. واعلنت عن امكانية ان يقدّم الحريري التشكيلة فور انتهاء مشاوراته اي بعد يومين او ثلاثة اذا لم تظهر عقبات.
علوش
وكان القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش كشف ان الاجواء الايجابية بدأت قبل التكليف، قائلًا: “بالرغم من كل التفاؤل انا حذر.” ولفت الى ان “ان لم تظهر الحكومة هذا الاسبوع الامور ستذهب إلى التعقيد”.
الراعي
في الغضون، شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كلمة القاها في افتتاح اعمال السينودوس في بكركي على ان البلاد باتت في حاجة الى حكومة مستقلة تضع خطة انقاذية اساسها اعادة تكوين السلطة في مسار دستوريّ ديموقراطي سلميّ وسليم.”
حل للنفايات؟
معيشيا، وعلى صعيد آزمة النفايات، التقى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وفداً ضمّ النائبين أمين شري وفادي علامة، ورئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، وممثلين عن الشركات المتعهّدة كَنس النفايات وجَمعها في مختلف المناطق. وأوضح شري بعد اللقاء أن “أزمة النفايات في الضاحية الجنوبية والمتن وكسروان والشوف وعاليه استدعت عقد اجتماع عاجل مع الوزير وزني بحضور المتعهدين”، مشيراً إلى أن “المشكلة الأساسية هي موضوع تحويل الحوالات من الدولار إلى الليرة اللبنانية”. وأضاف “طُرِحَت اقتراحات وافق الوزير وزني على تبنّي أحدها وهو محل قبول من المتعهّدين، على أن يتولى الوزير نقلها إلى حاكم مصرف لبنان لاتخاذ الإجراءات المناسبة”. وأعلن أن “المتعهّدين التزموا مباشرة أعمالهم ليل اليوم الإثنين”.
اضراب عام
معيشيا، أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان الإضراب العام في 18 تشرين الثاني المقبل، وقطع الطرقات في جميع المناطق اللبنانية.
كورونا
صحيا وفيما فيروس كورونا يتمدد، دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى اعتماد البروتوكول في ما يخصّ عقار “رمديسيفير”، مشيرا إلى ان كل العينات التي أتت للوزارة توزعت مجانا على كل المناطق بحسب الحاجة. وقال حسن: “يجب علينا أن نخفّف عدد الإصابات كي يتماشى صوتنا مع صوت الهيئات الإقتصادية والسياحية وغيرها في فكّ الإقفال الجزئي.” وأعلن انه سيوجه كتابًا الى وزارتي الداخلية والعدل لمتابعة موضوع العلاقة مع المستشفيات الخاصة التي لم تفتح اقسامًا لكورونا. وذكّر المواطنين بأننا اجتزنا مرحلة الإحتواء ودعا المخالطين الى الإلتزام بالحجر المنزلي وتحمّل المسؤولية.