الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار:نصر الله:أعلِنوا نتائح التحقيق في انفجار المرفأ
الاخبار

الأخبار:نصر الله:أعلِنوا نتائح التحقيق في انفجار المرفأ

كلمة مُخصّصة لملفّات لبنانية، ألقاها أمس الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مُعلّقاً خلالها على الأحداث “الخطيرة” في الولايات المتحدة، والتي تُمثّل “عيّنة عن الغطرسة الأميركية”. أربعة ملفّات تناولها نصر الله: الحكومة، مكافحة الفساد، مؤسسة القرض الحسن واتهام حزب الله بـ”كبتاغون إيطاليا”. أبرز نقطتين في حديث نصر الله أنّ تأليف الحكومة لا يزال مُجمّداً، وعدم قيام الجيش والقوى الأمنية بإطلاع الرأي العام على التحقيق بما خصّ انفجار المرفأ

“واضح معقّدة”، علّق الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله على تأليف الحكومة، قبل أن يُشرّح حيثيات الملفّ منذ تكليف سعد الحريري بذلك. ففي الفترة الماضية، “قيل إنّ حزب الله هو المُعطّل الحقيقي لأنّه لا يُريد تشكيل الحكومة. هذا غير صحيح، نحن كنّا نُريد الحكومة بالأمس قبل اليوم”. وقيل أيضاً إنّ الحريري “ينتظر مغادرة إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، لأنّه مُهدّد بفرض العقوبات عليه. تواصلنا مع الرئيس الحريري، ونفى ذلك”. والحُجّة الثالثة التي قُدّمت سابقاً لتبرير تأخير التأليف، هي أنّ فريقاً في لبنان ينتظر نتيجة المفاوضات الأميركية ــــ الإيرانية، فكانت “نصيحة” نصر الله لهؤلاء بأن “لا ينتظر أحد المفاوضات، لأنّه كمن ينتظر شيئاً من دون أفق”.

يبقى “الانتظار” الأخير مُرتبطاً بتسلّم الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، “ما يعني أنّ الحكومة ستطول أشهراً على الأقل. وهذه الطريقة في مقاربة الملفّ خاطئة. هل لبنان وحكومته سيكونان أولوية بايدن؟ سيأتي راكضاً فقط إذا وُعد بأنّه سيحصل على ما يُريده (من تنازلات) على الحدود الجنوبية للبنان”. بناءً على ذلك، دعا الأمين العام لحزب الله إلى “تجاوز التداعيات الخارجية، واستغلال انشغال القوى الخارجية للاتفاق على الحكومة”. أما بالنسبة إلى المسؤوليات المحلية، “فلا يجوز تحميلها لفريق واحد، هناك قوى عدّة لديها حسابات ومخاوف ومطالب. هناك أزمة ثقة وليس أزمة وزير”، مع تذكيره بأنّ وجود الحكومة أمر أساسي، “لكنّها لا تملك العصا السحرية، هناك نقاش بماذا يجب القيام به”. من بين المُخططات للفترة المقبلة، تحدّث نصر الله عن موضوع “مُكافحة الفساد”، مُنتقداً نقطتين بهذا الخصوص: أولاً، ضرورة إصلاح القضاء “وتحويله إلى جهاز مُقتدر”. وثانياً، الاستنسابية والانتقائية وتسييس الملفات، ولا سيّما “بوجود شخصيات تمون على قضاة فنتحوّل من مكافحة الفساد إلى تصفية حسابات سياسية”. فأتى اقتراح نصر الله “باعتماد معيار واحد، وسنُناقش هذا الموضوع مع آخرين. لا يجب أن نيأس”.

في السياق ذاته، انتقاد دور القضاء في متابعة الملفات، تناول السيّد نصر الله ملفّ التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. البداية من إعادة التأكيد أنّ ما حصل “قضية وطنية، لا يجوز تحويلها إلى قضية مناطقية أو طائفية أو سياسية، فهذا غير أخلاقي وإنساني”، واعداً بالنيابة عن حزب الله “بمُتابعة القضية تحقيقاً وقضاء ومحاسبةً حتى النهاية، بسبب وجود من يُريد تضييع المسؤوليات”. حساسية حزب الله تجاه الملفّ ناجمة عن “وجود جانب إنساني”، وثانياً لأنّه منذ 4 آب “استُخدم الملفّ ضدّ حزب الله والعهد والتيار الوطني الحر. نحن مهتمون بأن تُعرف الحقيقة ويُحاسب المسؤولون”. كشف نصر الله أنّه تم الانتهاء من التحقيقين اللذين أجراهما الجيش اللبناني وقوى الأمن، مُستعينين بخبراء أميركيين وفرنسيين، “ألا يحقّ للشعب الاطلاع على التحقيق طالما أنّه انتهى؟
هل الانفجار ناتج من صواريخ أو أسلحة أو مواد عسكرية مُتفجرة؟ هل كان هناك شيء عسكري شكّل مادة للانفجار؟ هل هو عمل تخريبي، عدواني أم إهمال؟ من أتى بالنيترات ولمصلحة من؟ لماذا إبقاء الحقيقة مخفية؟”. والمسؤولية تقع أيضاً على المحقق العدلي، القاضي فادي صوّان، فـ”واضح أنّه لا يُقارب هذه الأسئلة ولا يوضح للناس ويتّجه إلى تحميل المسؤوليات الإدارية، كأنّ يعتبر أن الموضوع هو إهمال”. حذّر نصر الله من أنّ مسار التحقيق “لا يؤدّي إلى ما يتوخّاه الناس من العدالة. قضية بهذا الحجم لا يجب أن تعملوا عليها وفقاً لقاعدة 6 و6 مكرّر”.

خلال الكلمة التي ألقاها أمس، خصّص نصر الله فقرة لتوضيح مسألة مؤسسة القرض الحسن، “ما تخايلت قبل احكي عنها”، قال مُبتسماً. فبعد فرض العقوبات الأميركية عليها، والتحريض ضدّ عملها، ثم محاولة اختراق بيانات زبائنها، قام نصر الله بتوضيح طريقة عمل المؤسسة التي تأسست سنة 1983، التي تُقدّم قروضاً قصيرة ومتوسطة المدى، مقابل أن يقوم المُقترض برهن الذهب أو يكفله شخصٌ يُسمّى “الكفيل المُشارك”، قام بإيداع مبلغ من المال لدى “القرض الحسن”. لا تقوم المؤسسة بأي عمل تجاري أو استثماري، “ولم تكن لخدمة بيئة مُعينة”، رغم أنّها في الفترة الماضية “حاولت أن تفتح فروعاً في مناطق أخرى، فقطعت أجهزة أمنية الطريق عليها”. ارتفعت شعبية المؤسسة أخيراً بسبب الانهيار المالي والعقوبات الأميركية على أفراد ومؤسسات، وأداء المصارف غير الأخلاقي، فقصد قسم من الناس القرض الحسن”. منذ سنوات التأسيس وحتى نهاية سنة 2020، بلغ إجمالي عدد المستفيدين من القروض مليوناً و801 ألف مستفيد، أما قيمة القروض الممنوحة فبلغت 3 مليارات دولار و775 مليون دولار، و”لهذه المؤسسة مثيلات في لبنان من مختلف المناطق والطوائف”.

وأكّد نصر الله أنّ القرض الحسن “لا تُموّل حزب الله، أصلاً هي لا تملك المال لذلك، وإذا احتاجت فنحن ندعمها”. توالت الحملات ضدّ مؤسسة القرض الحسن، وصولاً إلى محاولة قرصنة بياناتها، “بهدف ترهيب الكفلاء المُشاركين. هذه المؤسسة هدفها المُساعدة، من يخاف بإمكانه الانسحاب، فهي لديها القدرة والمتانة ولن تنهار. وأدعو الإخوة إلى الردّ على الهجمة الأميركية بإيداع الأموال لدى القرض الحسن، فتتمكن من دعم الشعب اللبناني أكثر”.

ومن انفجار المرفأ والقرض الحسن، اللذين استُخدما لتشويه صورة حزب الله، إلى “خبرية” توقيف السلطات الإيطالية شحنة ضخمة من الكبتاغون، بقيمة مليار دولار، عائدة لحزب الله. ورغم أنّ الخبر لم يأخذ مداه، إلا أنّ نصر الله أراد التوضيح أنه “تم التواصل مع السلطات الرسمية الإيطالية، الذين لا يوجد بينهم من اتهم حزب الله بالموضوع، وقالوا لنا إنّه لا أساس له. هم أصلاً ضائعون إن كانت الشحنة لتنظيم داعش أو لمافيات ومنظمات إجرامية في أوروبا”. ولكنّ الخبرية التي انطلقت من “واشنطن بوست”، مروراً بالصحافة الإسرائيلية، وصولاً إلى بعض القنوات اللبنانية، جزء من “استهداف حزب الله. أنتم تعتدون علينا وعلى كرامتنا، وهذا الموضوع لا يجوز أن يستمر بهذه الطريقة”.

وفي إطار توضيح “تشويه المواقف” التي يُدلي بها، عاد نصر الله إلى خطابه الأخير حين قال إنّ الاهتمام الدولي والإقليمي بلبنان مردّه وجود المقاومة وصواريخها. “نحترم كلّ الردود، ولكن أتمنى حين أتكلم بالشرق أن أُجاوب بالشرق وليس بالغرب”، مُعيداً التوضيح أنّ كلّ ما يحصل داخلياً، “أقلّه منذ انسحاب القوات السورية من لبنان”، من اهتمام أوروبي وأميركي وغربي، ومحاضر الجلسات، والبيانات في الإعلام، والقرارات، “كلّها محورها الأساسي مُقدرات المقاومة وكيفية معالجة الملفّ لمصلحة “إسرائيل”. ولو كان لبنان يعني للأميركيين والأوروبيين وبعض الأنظمة العربية شيئاً، لما كانوا منعوا عنه المساعدات وفرضوا الحصار”.

من ناحية أخرى، علّق نصر الله على تفشّي وباء كورونا في لبنان، والنقاش حول الإقفال العام والتأثيرات الاقتصادية، “هذا مأزق كبير في معظم دول العالم”، داعياً إلى عدم التوقّع من الدولة اللبنانية “أكثر ممّا تقوم به”. وحمّل النسبة الأكبر من المسؤولية للناس “التي لا ترحم حالها وبعضها. المطلوب وقفة تضامن لنتمكن من العبور بالسفينة”.

لا يمكن تسخيف اقتحام الكونغرس

اقتحام “الكونغرس” من قبل أنصار الرئيس الأميركي المُنتهية ولايته، دونالد ترامب، وحالة الشغب داخل الولايات المتحدة، كانت محط تعليق من الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله. فما جرى “خطير وكبير جدّاً ودلالاته خطيرة، ولا يُمكن تسخيفه”. لمس الشعب الأميركي “عن قُرب سياسة ترامب، وكيف يقتلهم من أجل السلطة. لطالما حذّرنا من سياسة هذا القاتل. وما جرى عيّنة بسيطة عمّا ارتكبه خلال 4 سنوات في الكثير من الدول، والدعم للجرائم الصهيونية بحقّ الشعب الفلسطيني. هم سكتوا عن الجرائم الكبرى التي ارتكبها، ولا سيّما بحق الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”. أضاف نصر الله إنّ ترامب “يُمثّل عيّنة فجّة عن الغطرسة الأميركية، التي لطالما فرضت هيمنتها على الشعوب، وقوّضت سيادتها. بومبيو كان يُتحفنا بأحاديثه عن كيفية الحفاظ على أصوات الناخبين، فيما هو ورئيسه كانا يُريدان تغيير النتائج، تحدّث عن احترام المتظاهرين ورأينا الدم في أميركا”، خاتماً بالدعاء والتوسّل “السترة على العالم حتى تاريخ 20 كانون الثاني، لأنّ حقيبة الزر النووي بيد واحد أحمق وعنصري”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *