كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : مبروك للعهد “القوي” وأكثريته الحاكمة… فلبنان دخل “نادي الدول الآيلة إلى السقوط” وبات تصنيفه بين “الدول الـ34 الأكثر فشلاً” من أصل 179 دولة يشملها تصنيف مؤشر الدول الفاشلة الصادر عن الصندوق العالمي من أجل السلام، لينضمّ بذلك إلى قائمة “الدول المعرّضة للتفكك كاليمن والصومال وسوريا وليبيا وتشاد وأفغانستان والكونغو وفنزويلا وزيمبابوي وكوريا الشمالية” وفق ما جاء في تقرير مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية.
وبانتظار تسجيل المزيد من “الإنجازات الجهنّمية” في سجل حُكم منظومة 8 آذار، يتوالى تفكّك مؤسسات الدولة فصولاً تحت وطأة “الإزمان في منزلة الفشل”، حسبما وصفه التقرير بمعنى “الإقامة طويلاً في مصاف الدول الفاشلة” والإمعان في تغذية “الانحلال” والدوران في ”حلقة مفرغة” من التعطيل والشلل، لا سيما بعدما بلغت المبادرات الخارجية والداخلية آفاقاً مسدودة في ظل استمرار نهج المكابرة والتعنت مستحكماً بذهنية الطبقة الحاكمة على وقع الاستقتال الحاصل على حلبة الحصص في التشكيلة الوزارية المرتقبة، إلى درجة استلّ معها رئيس الجمهورية ميشال عون أمس “سيف الإمام علي” في وجه “حزب الله” مذكّراً إياه بمقولة “المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل”، في رسالة واضحة يدعو من خلالها عون ”حزب الله” إلى حسم خياراته بالانحياز إما إلى موقف “بعبدا” أو “عين التينة” في المبارزة الحكومية القائمة.
وكذلك على الضفة المقابلة، يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع منسوب الضغط السياسي والإعلامي في مواجهة العهد وتياره، وكشفت مصادر مواكبة للملف الحكومي أنّ بري طلب بدوره من “حزب الله” وضع حد لـ”دلع” رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، موضحةً أنّ “رئيس المجلس طالب قيادة “حزب الله” بأن تمارس ضغطاً أكبر على باسيل لحثه على التعاون والإقلاع عن سياسة وضع العراقيل وابتداع العقبات تلو العقبات لإفشال المبادرة الحكومية”.
وعلى هذا الأساس، كان بري قد استمهل الرئيس المكلف سعد الحريري قبل الإقدام على خطوة الاعتذار عن عدم التأليف ريثما يتضح مآل جهود “الفرصة الأخيرة” التي سيبذلها المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل في سبيل إقناع باسيل بضرورة المضي قدماً في عملية تدوير الزوايا الحادة للخروج بصيغة حكومية توافقية لتشكيلة “محدّثة” من 24 وزيراً يحملها الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة عليها مع رئيس الجمهورية تمهيداً لإصدار مراسيم تأليفها.
لكن وبخلاف ما تردد مساءً من أنّ الحريري يعتزم زيارة قصر بعبدا في اليومين المقبلين لتقديم تشكيلته المحدّثة، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ “الحريري، وإن كان سيعمد في نهاية المطاف إلى تقديم مثل هذه التشكيلة لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لكنّ ذلك لن يكون خلال الساعات المقبلة لأنه ما زال ينتظر أجوبة وأرضية جاهزة يبني عليها إقدامه على هذه الخطوة”، لافتةً إلى أنّ التواصل سيتكثف بين عين التينة وبيت الوسط، وقد يعمد الرئيس المكلف في ضوء ما سينقله إليه المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، إلى زيارة بري اليوم للتداول بالمستجدات وبإمكانية إحداث خرق في جدار التأليف إذا صدقت النوايا والجهود على مستوى الاتصالات الجارية بين “حزب الله” وباسيل.
وفي المقابل، تؤكد المصادر أنّ قرار تجميد خيار الاعتذار “بفعل تمنيات داخلية وخارجية”، سيبقى مرهوناً بسرعة إحداث تطور إيجابي في المواقف، وإلا فإن الحريري أكد أمام الجميع أنه “لن يبقى مكتوف اليدين طويلاً ولن يقبل بأن يستمرّ متفرّجاً على انهيار البلد بوصفه رئيساً مكلفاً غير قادر على التأليف”.