بانتظار أن ينقشع الدخان الأبيض من المحادثات التي سيجريها حزب الله مع النائب جبران باسيل بعيداً عن الاعلام، تبقى مسألة تأليف الحكومة تراوح مكانها رغم الحديث عن تقدمٍ ما تم التوصل إليه في الاجتماع الذي عُقد في الساعات الماضية. وبالرغم من التكتم الشديد حول النقاشات التي جرت، فقد نقلت أوساط مطلعة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية خبراً مفاده ان صفا وباسيل ناقشا في عمق الأزمة الحكومية في أجواء من الصراحة والمسؤولية، واتفقا على الخروج من هذا المأزق وعدم استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل الأزمات المتكررة والمتلاحقة التي يعيشها اللبنانيون، الذين بات همهم محصور في تأمين البنزين والدواء والغذاء وربطة الخبز.
الأوساط أشارت الى ان صفا كان متفهما لهواجس باسيل والثقة التي وضعها بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لكنه في المقابل أبلغه تمسك نصرالله بمبادرة الرئيس نبيه بري باعتبارها الوحيدة التي يقبل بها كل الأطراف ما عدا التيار الوطني الحر، بالرغم من أنها تمنح رئيس الجمهورية ميشال عون حرية اختيار معظم الوزراء المسيحيين، ومن الضروري ان يُسمح للرئيس المكلف سعد الحريري تسمية وزيرين مسيحيين، وأن حزب الله لا يرى مشكلة في أن يسمي الحريري الوزيرين المذكورين، فهذا من حقه كونه رئيسًا مكلفًا والا ما قيمة الاستشارات النيابية الملزمة التي سمّت الحريري وما قيمة الاستشارات غير الملزمة التي أجراها الحريري في مجلس النواب، فمن غير المقبول ان تتحول الحكومة الى “مجلس ملّة” وتسمي كل طائفة وزرائها.
الأوساط نقلت عن باسيل قبوله بهذه النقطة، لكنه لم يعط جواباً لجهة تغيير موقفه الرافض للتصويت على الثقة، وأكثر من ذلك فإن صفا أبلغ باسيل أن تسمية رئيس الجمهورية للوزيرين المذكورين هو الثلث المعطل بحد ذاته وهو ما يخشاه الحريري. وطلب منه في مقابل تخلي الحريري عن 18 وزيراً ان يتخلى باسيل عن الثلث المعطل لتسهيل تشكيل الحكومة، وإلا ستبقى الأزمة تراوح مكانها، والحريري لن يعتذر بعد دخول بري على خط عدم السماح له بذلك.
في هذه الأثناء، تحدثت معلومات صحافية عدة عن قيام فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بالبحث عن آلية قانونية لسحب التكليف من الحريري. ورداً على هذه الأجواء قالت مصادر بيت الوسط عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إن “الدستور واضح وصريح وهو لا يقبل الاجتهاد والتأويل، والدليل رد مجلس النواب على رسالة رئيس الجمهورية في هذا الشأن، فالمجلس قال كلمته وهو مصدر السلطات وله الكلمة الفصل”.
في هذا السياق، أشار عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني الى ان الكتلة لم تتبلغ أية إشارات إيجابية عن لقاءات حزب الله بباسيل، قائلا: “بالنسبة لنا الضرب في الميت حرام، لأن باسيل لن يتغيّر ويستمر في اختلاق الأزمات”.
وعن اعتذار الحريري، قال البعريني عبر “الأنباء” الالكترونية: “فكرة الاعتذار كانت واردة جدًا لأن الرئيس الحريري ابن بيت ورجل دولة وهو قبل التكليف لإنقاذ البلد، وعلى الفريق المعطل تحمّل المسؤولية، لكن الحريري في ظل هذه الأجواء واستجابة لنداء الشارع السنّي لن يعتذر ولن يتراجع، والمطلوب من الفريق الآخر المعطل ان يتراجع وأن يقلع عن وضع الشروط التعجيزية والتمسك بالثلث المعطل”.
وأضاف البعريني: “كل القوى السياسية تعمل لإنقاذ البلد باستثناء فريق واحد يريد أن يستأثر بكل شيء لنفسه”، مؤكدا ان مبادرة بري مستمرة وأن “حزب الله في هذا التوجه ويريد تشكيل حكومة اليوم وقبل الغد، والحزب برغم الاحراج الذي حاول باسيل ان يأخذه إليه يعرف البير وغطاه”.
بدوره، اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة ان “مبادرة بري ما زالت قائمة رغم محاولة البعض تجاهلها، فمعظم القوى السياسية متمسكة بها ما عدا فريق واحد، وهذا الفريق يسعى في كل مرة لوضع بدع جديدة الهدف منها واضح”، ناقلا عن بري قوله ان اعتذار الحريري لن يفيد أحدا بل سيعقد الأمور اكثر.
علامة تحدث لجريدة “الأنباء” الالكترونية عن لقاءات تعقد بين حزب الله وباسيل “لكن الأمور ما زالت حتى الآن ضبابية”، مضيفا “هناك مبادرة وحزب الله داعم لها من الاساس، والحزب واضح في خياراته وهناك اجماع على المبادرة من كافة القوى السياسية”، مستغربًا لجوء البعض من خلال مؤتمرات صحافية الى بدع لخلق نوع من الارباك.