أربعة عناوين تناولها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قدّم لها بعرض تاريخي موثق لظروف ولادة المقاومة بقيادة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، كقوة دفاع وحماية من الاعتداءات الإسرائيلية قبل أن تكون قوة تحرير في نسختها المولودة عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي، شارحاً كيف أن هذه المقاومة جاءت بنتيجة الاعتداء المتواصل لكيان الاحتلال على لبنان وأطماعه بأرضه ومياهه. وقد أضيفت اليها اليوم ثروات النفط والغاز، وكيف أن القناعة بأحادية خيار المقاومة جاءت حصيلة لمعاناة خاضها الإمام الصدر بوجه تخلي الدولة وعجز الجامعة العربية والأمم المتحدة عن تقديم الحماية للبنان، مذكراً أن هذه المقاومة ولدت وتطوّرت قبل انتصار الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، بصفتها تعبيراً عن إرادة لبنانية عربية متجذرة في وجدان اللبنانيين على مدى عقود طويلة هي عمر ولادة هذا الكيان الغاصب لفلسطين. وهذه المقاومة تحمل همّ القدس وفلسطين من يوم ولادتها، وبسقف أعلى من السقف الذي يطرحه اليوم حزب الله.
العناوين الأربعة التي تناولها السيد نصرالله، تجسّدت أولا بتسجيل رسالة واضحة لكل الذين يريدون النيل من المقاومة وسلاحها، أنه لن يكون لهم ذلك، مهما كانت الظروف والمعطيات، مستخدماً كلمة «فشرتوا» من اللهجة المحكية ليحسم بها معادلة بقاء سلاح المقاومة خارج التفاوض والتداول، مع الاستعداد لأية مناقشة مسؤولة هادفة لوضع استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، مجدداً القول إن خصوم المقاومة لا يملكون القدرة على مناقشة أطروحتها التي قدمتها لهذه الاستراتيجية، وهم يعلمون أو لا يعلمون ليسوا بخطابهم تعبيراً عن أولويات اللبنانيين بل مجرد صدى لطلب خارجيّ، يقف وراءه الأميركي الذي يتربص بالمقاومة طلباً لحماية كيان الاحتلال واستباحة لبنان أمام أطماعه.
العنوان الثاني لكلام السيد نصرالله، كان تجديد تحذيره لجيش الاحتلال من استغلال المناورات التي يجريها، واستغلال انشغال اللبنانيين بالانتخابات للقيام بعمل عدواني على لبنان والمقاومة، مذكراً بالمعادلة التي أطلقها في خطاب يوم القدس، والتي تقول بأن زمن الرد في المكان والزمان المناسبين انتهت، وأن أي خطأ أو حماقة سيواجهان بردّ فوريّ وقويّ. وفي هذا السياق أعلن ما سبق وبشر به في يوم القدس لجهة إعلان جهوزية المقاومة واستنفارها بدءاً من الساعة السابعة من مساء أمس لمواكبة المناورات «الإسرائيلية»، والتحسّب لأي مستجدّ يستدعي التحرك أو الرد.
في العنوان الثالث وصف السيد نصرالله ما تتعرّض له المقاومة بحرب تموز سياسية، مستعيداً شعارات حرب تموز العسكرية التي قامت على استهداف المقاومة وسلاحها وتطابقها مع الشعارات التي يرفعها خصوم المقاومة كعنوان لحملاتهم الانتخابية، مضيفاً أن الردّ على حرب تموز العسكرية كان عسكرياً وتولاه المقاومون وكانت النتيجة النصر العسكري. واليوم فإن الرد على حرب تموز السياسية يجب أن يكون بمقاومة سياسية أداتها التصويت للمقاومة وحلفائها في الانتخابات النيابية لضمان النصر مرة أخرى.
العنوان الرابع كان مكرساً للأزمة الاقتصادية والمالية، التي قال السيد نصرالله إنها أعمق وأضخم وأعقد من أن تحلها الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، أو طلب القروض والمساعدات، فلبنان يحتاج للخروج من هذه الأزمة الى مئات المليارات من الدولارات. وهذا لن يتحقق إلا بالاستثمار الكامل والفوري للحقوق اللبنانية في النفط والغاز، مضيفاً أن العائق هو الضعف اللبناني السياسي أمام الضغوط الأميركية الهادفة لتحقيق مصالح كيان الاحتلال، وأن معادلة الردع التي تمثلها المقاومة هي المستهدفة بالحملة على المقاومة وسلاحها، للتخلص من تأثير قوة الردع التي تمثلها في فرض حصول لبنان على كامل حقوقه من جهة، وسرعة البدء باستثمارها من جهة مقابلة، معلناً أن المقاومة مستعدة وقادرة وتملك ما يكفي لفرض معادلة البدء بالاستثمار في المناطق التي تعتبرها الدولة اللبنانية من ضمن حقوقها الخالصة، ووضع الاستثمار في المناطق المتنازع عليها وفق معادلة منع العدو من الاستثمار مقابل أية محاولة لمنع لبنان من المثل.
وأشار السيد نصرالله في المهرجان الانتخابي الكبير الذي أقامه حزب الله في صور والنبطية إلى أن اللجان التي أجرت استطلاع رأي في الـ 15 دائرة انتخابية كان همّ غالبية الناس فيها معالجة الوضع المعيشي من غلاء أسعار وكهرباء ومحروقات وتحسين الرواتب ومكافحة الفساد والبطالة واسترداد أموال المودعين وغيرها وليس معالجة سلاح المقاومة، معتبرًا أن بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنوانًا للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا إذاً لهموم الناس.
ورأى السيد نصرالله أنه على اللبنانيين أن يعرفوا أن من يدعو اليوم لنزع سلاح المقاومة والتخلص من حزب الله وحلفائه، هم يتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه أهل الجنوب من الكيان الصهيوني المؤقت. واعتبر أنه عندما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لطاولة الحوار ولبيّنا الدعوة حين تطرّقنا للاستراتيجية الدفاعية قال أحدهم إنَّ «إسرائيل» لم تعتدِ على لبنان، مضيفًا أن من ينكر ذلك لا ينظر إلى «إسرائيل» على أنها عدو ولا يعتبر أنَّ لها أطماعاً بغاز ونفط ومياه لبنان. وأوضح أن المرجع الديني الكبير الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين أرسل رسالته المعروفة لرئيس الجمهورية لحماية الجنوبيين حتى لا يُهجّروا ولكي لا يتحول الجنوب إلى فلسطين ثانية. كما أشار إلى أن الإمام الصدر أسس وخطّط للمقاومة ومنذ وصوله إلى لبنان طالب الدولة اللبنانية بحماية الجنوب من الاعتداءات الصهيونية، وطالب الدولة فقط بتدريب شباب الجنوب ليدافعوا عن أرضهم طوال عشر سنوات، ولكن بسبب إهمالهم لم يلتفتوا له ولذلك لجأ لخيار المقاومة المسلحة نتيجة تخلي الدولة اللبنانية والدول العربية عن الجنوب، معتبرًا أنَّ التدريب على السلاح واجب كتعلم الصلاة واقتناءه واجب كاقتناء القرآن وكان الإمام الصدر قد تدرّب على السلاح ووضعه في منزله. وقال السيد نصرالله: «ليفهم من يريد نزع سلاح المقاومة أي مقاومة هذه، و«فشروا» أن ينزعوا سلاح المقاومة».
كما رأى السيد نصرالله أن من يطالب اليوم بإلغاء المقاومة يتجاهل ويتنكر لكل إنجازاتها الوطنية والقومية وإنجازها الأعظم في تاريخ لبنان وهو تحرير كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، مضيفًا أن المقاومة وحدها بكل فصائلها حررت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وحرّرت الأسرى بكرامة وعزة. وأكد أنّ «المقاومة بتحرير لبنان حطَّمت صورة «إسرائيل» العظمى وهي لا تستطيع أنّ تبقى في لبنان وهو الأضعف بين بلدان الطوق، كيف لها أن تحتل سورية ومصر؟ والمقاومة أعادت للبنان ودول المنطقة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على التحرير. وهذا صُنع بالدماء، والمقاومة تقوم بأمر أهم من التحرير وهو حماية كل لبنان من الأطماع والعدوان الإسرائيلي وهي من تصنع توازن الردع مع العدو وهي مَن صنعت الأمان لأهالي القرى الأمامية بكل أطيافهم»، متسائلاً: «إذا تخلى الناس عن المقاومة وتخلت المقاومة عن سلاحها، كما يُطالب، فمن يحمي الناس؟».
وأردف: الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة حين تسألهم عن البديل لا يقدّمون لك بديلًا وليس لديهم سوى سلموا سلاحكم للدولة بينما نحن قدّمنا استراتيجية دفاعية على مدى سنوات، وعلى طاولة الحوار قدمت استراتيجية دفاعية وحين طالبهم الرئيس بري بالردّ عليها طلبوا رفع الجلسة ومن حينها لم يجاوبوا، كما أنه حين دعا الرئيس ميشال عون لطاولة حوار وكان ضمن بنودها الاستراتيجية الدفاعية قاطَعها من يريد نزع السلاح، مضيفًا أننا نحن جاهزون لمناقشة استراتيجية دفاعية وطنية لأننا أصحاب حجة ودليل ومن يهرب فهو في موضع ضعف.
ولفت إلى أن الهدف في حرب تموز العسكرية كان إلغاء المقاومة وهذه المطالب هي نفسها اليوم تُطرح في الحملات الانتخابيّة ما يعني أنها حرب تموز سياسية، قائلاً: «يا أهلنا في الجنوب لبنان أنتم الذين انتصرتم على العدو في حرب تموز العسكرية بصمودكم وشجاعتكم، واليوم نحن نتطلع لكم في كل الدوائر الانتخابية أن تنتصروا في حرب تموز السياسية بصدقكم ووفائكم، واعتبر أن البعض يقول إنَّه لن يصوّت للمقاومة بسبب الأزمة الاقتصادية ونحن نقول المقاومة ستضمن استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية لحل الأزمة، وعلينا أن نخرج في الـ15 من أيار ونمارس المقاومة السياسية للحفاظ على المقاومة العسكرية».
وأضاف: «أدعوكم اليوم أن تقفوا إلى جانب المقاومة وإلى جانب حلفائها فهي مقاومة الإمام شرف الدين والإمام الصدر والسيد فضل الله والشيخ شمس الدين، وهي حصيلة الكثير من دماء الشهداء وتضحيات الجرحى وعذابات الأسرى. فهذه المقاومة هي مقاومة كل الشعب اللبناني ولا يتخيل أحد أن يتخلى شعب المقاومة عنها ومن يريد أن يحافظ ويدافع ويحمي لبنان واستخراج ثروته النفطية ويحمي مياه لبنان فليصوّت للمقاومة وحلفائها».
وتطرّق السيد نصر الله إلى المناورة العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال، فقال: «نقول للعدو إنَّ أي خطأ باتجاه لبنان لن نتردّد عن مجابهته ولسنا خائفين من مناوراتك ووجودك. ونحن الذين قلنا منذ عشرين عامًا إنك أوهن من بيت العنكبوت، وكما قلت في يوم القدس بخصوص المناورة الإسرائيلية اليوم (أمس) أُعلن بأننا في الساعة السابعة الآن نحن طلبنا من تشكيلات المقاومة في لبنان أن تستنفر سلاحها وكوادرها وقادتها ضمن نسب معينة وترتفع مع الوقت لتكون على أتمّ جهوزية».
وعلق خبراء ومحللون سياسيون على خطاب السيد نصرالله مشيرين لـ«البناء» الى أهمية هذا الخطاب في تصويب البوصلة وتصحيح الكثير من المغالطات وفضح أهداف ونيات الحملات الإعلامية والسياسية التي تقودها السفارتان الأميركية والسعودية في بيروت، لجهة تشويه صورة حزب الله والتشكيك بجدوى المقاومة وسلاحها، وتحميلها مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية والمالية، لذلك دحض السيد نصرالله قبل أيام من الانتخابات هذه الاتهامات وبالتالي أسقط كل الأهداف المشبوهة التي أرادوا تحقيقها. وتوقف الخبراء عند كلام السيد نصرالله عن تشبيه الحرب الإعلامية والسياسية والنفسية والمعنوية التي تشن على المقاومة بالعدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، مؤكدين أنه لا يمكن الفصل بين الحرب العسكرية والحرب والحصار والعقوبات التي تشنها واشنطن وأدواتها في المنطقة على لبنان لاستهداف مصادر قوته، أي المقاومة لتشريع الساحة أمام العدو الإسرائيلي للسيطرة على الأرض والموارد. ولفت الخبراء الى أهمية طرح السيد نصرالله ملف الثروة النفطية والغازية كخيار أساسيّ وربما الوحيد لإنقاذ لبنان من أزماته الاقتصادية والانهيار المالي الذي يواجهه، واضعاً قوة المقاومة في خدمة الدولة للتفاوض مع العدو في ملف ترسيم الحدود مكرساً معادلة «المقاومة تحمي الثروة النفطية» وتمنع أيضاً العدو من استثمار ثروته إذا منعنا من استثمار ثروتنا. وتتوقع مصادر مطلعة لـ«البناء» في هذا الصدد أن يعلن السيد نصرالله مواقف نوعية في ملف استخراج النفط والغاز في لبنان في المراحل المقبلة، مذكرة بإعلان السيد نصرالله في الصيف الماضي عن خيار الطلب من شركات إيرانية استخراج النفط والغاز في لبنان، مشيرة الى أن حزب الله والقوى الحليفة لن يسمحوا بترك البلد مشرعاً للتدخلات الخارجية وللحصار المالي والاقتصادي الأميركي القاسي، وغارقاً في الازمات حتى الانهيار الشامل.
ورجح خبراء انتخابيون أن يرفع خطاب السيد نصرالله نسبة الاقتراع في الشارع الشيعي والوطني عموماً لصالح لوائح المقاومة والحلفاء، وتوقعوا أيضاً أن تكون نسبة الاقتراع في الجنوب والبقاع أعلى النسب في الدوائر الـ15.
إلى ذلك، يتحدث السيد نصرالله اليوم في مهرجان انتخابي جديد يقيمه حزب الله، على أن يتطرّق الى الملف الاقتصادي والاجتماعي والخيارات المتاحة أمام الشعب اللبناني، وظروف الحصار الاقتصادي والمالي الأميركي الخليجي المفروض على لبنان منذ أكثر من عامين.
كما يتحدّث الرئيس نبيه بري عصر اليوم الى اللبنانيين، في إطلالة انتخابية من دارته في المصيلح، ليتطرق الى مختلف العناوين والمستجدات، لا سيما الاستحقاق الانتخابي.
وكانت عطلة نهاية الأسبوع شهدت الجولة الثانية من انتخابات اللبنانيين في الخارج، وبدأ نقل صناديق الاقتراع بحقائب دبلوماسية الى بيروت. وتسلمت وزارة الخارجية اللبنانية، أمس ممثلة بمدير المغتربين في الوزارة هادي الهاشم، 57 صندوقاً لأصوات اللبنانيين الذين اقترعوا خارج لبنان في الكويت، البحرين، جدة، الرياض، دبي، أبو ظبي، مصر، سلطنة عمان، الأردن والعراق. بإشراف الأجهزة الأمنية في المطار من أمن وجمارك وأمن عام.
ونقلت الصناديق طائرة شحن تابعة لشركة DHL، وجرى التأكد من أعدادها ومطابقتها وسلامة الأكياس المختومة، ليتم بعدها تسطير محضر بتسلّمها ومن ثم نُقِلَت مع مواكبة أمنية من قِبل قوى الأمن الداخلي من المطار إلى مصرف لبنان.
وأشار الهاشم إلى أن «الصناديق وصلت بسلامة وكل شيء ممتاز، وتم فقط تصحيح التدوين في إحدى الحقائب»، لافتاً إلى أن الحقائب ستصل تباعاً إلى لبنان.
وكان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي عقد مؤتمراً صحافياً، أعلن فيه أنّ «الإقبال الكثيف من قِبل المغتربين اللبنانيين يعني وجود نية للمشاركة في بناء لبنان جديد ينهض من أزمته». كما توجّه لجميع القضاة والموظفين والأجهزة الأمنية، بالقول: «ستحصلون على بدلات أتعاب الانتخابات «كاش» خلال أسبوع».
وكشف مولوي عن آلية جديدة للفرز تعتمد تقنيات الكترونية تُستَخدم للمرة الأولى، لافتاً إلى أنّ «أمن المواطنين أساسي ومحفوظ ونعمل مع كافة الأجهزة الأمنية على إنجاز خطّة أمنية في كل المناطق وتحديداً يوم الانتخابات».
كما عقد الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين هادي هاشم مؤتمراً صحافياً مشتركاً، في الوزارة شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج. وأكد هاشم أن «الأرقام الأولية تشير إلى نسبة اقتراع بلغت حوالي 60% في العالم أجمع وهي نسبة جيدة إذ اقترع ما بين الـ128 و130 ألف ناخب»، لافتاً إلى «ان الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً، ونحن بانتظار ورود المحاضر وهي ستُحال إلى القضاة وهم يُقرّرون احتساب الأصوات من عدمه». وشدد على أنّ «الكلمة الفصل تبقى للقضاء، أمّا نحن فنُعالج الخروقات على الأرض فقط».
وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية بانتخابات المغتربين على دفعتين، تتجه الأنظار الى المرحلة الثانية باقتراع الطاقم الإداريّ الذي سينظم المرحلة الثالثة من الانتخابات الأحد 15 أيار المقبل. وتوقع خبراء انتخابيّون لـ«البناء» أن تعكس انتخابات المغتربين الانتخابات في الداخل رغم اختلاف المعايير والظروف، لا سيما نسبة الاقتراع المرتفعة، ومقاطعة الجزء الأكبر من السنة للانتخابات لا سيما في السعودية بسبب مقاطعة تيار المستقبل لها تعاطفاً مع الرئيس سعد الحريري، إضافة الى ضعف وتشظي تجمعات ومنظمات «المجتمع المدني» و«القوى التغييرية» مقابل تثبيت الأحزاب قوتها وحضورها.
في غضون ذلك، يشارك وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب في مؤتمر بروكسل «دعم مستقبل سورية والمنطقة» الذي يُعقد يومي ٩ و١٠ الحالي، ووصف بوحبيب الذي ألقى كلمة لبنان في المؤتمر، الأوضاع في لبنان بالسيئة جداً «وستتحول من سيئ الى أسوأ إذا لم تتم عودة السوريين بخاصة وان المساعدات قد انخفضت».
وأوضح بو حبيب أنه «لا بد من التفاوض مع الحكومة السورية للبحث في مسألة العودة ويجب أن يقتنع الاوروبيون والمجتمع الدولي ان هناك نظاماً سورياً قوياً مسؤولاً عن شعبه ويسيطر على معظم الأراضي السورية».
وعن موقف المجتمع الدولي، قال بو حبيب: «اذا لم يؤيد المجتمع الدولي عودتهم الآن، يجب على الدول المانحة ان تستعد لتقديم مساعدة أكبر من مساعدات العام الماضي. ولا يمكننا ان نقبل ونتحمل بعد الآن تبعات النزوح السوري وهذا الموقف ليس تهديداً، انما لدينا ارادة للتعاون مع المجتمع الدولي في هذا الملف».
ووصف بو حبيب ما حدث في مدينة طرابلس حيث غرق مركب واستشهد 50 شخصاً بالمؤسف جداً. وقال: «طلبنا مساعدة عدد من الدول لسحب المركب من عمق البحر، لكننا لم نلقَ تجاوباً من أحد».
وعن الهجرة غير الشرعية قال بوحبيب: «نحن لا نملك البواخر اللازمة لوقفها».
بدوره، أشار وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، الى أن «لبنان يستضيف حالياً حوالى مليون ونصف مليون نازح سوري مقابل أربعة ملايين لبناني»، لافتاً الى أن «هؤلاء السوريين هم نازحون، وليسوا بلاجئين، ويشكّلون 30% من سكان البلد حيث تصل كثافتهم إلى 650 نسمة في الكيلومتر المربّع الواحد، أي ما يعادل، لبلجيكا، أكثر من ثلاثة ملايين نازح لأحد عشر مليون نسمة». ودعا المجتمع الدولي الى «تعويض لبنان الذي تكبّد حتى الآن، خسائر تقدّر بنحو ثلاثين مليار دولار أميركي، من خلال خطّة، موزّعة على فترة زمنية محدّدة».
على صعيد، آخر، أعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد لزيارة البابا فرنسيس للبنان وزير السياحة وليد نصّار في بيان، أنّ لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الأعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده. وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً لقداسته الشفاء العاجل.