كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : وسط الركود السياسي – الحكومي في الداخل، كان الصوت الاعلى للقمم الخليجية – الاميركية والعربية – الاميركية التي استضافتها جدّة وقد بلغت أصداؤها لبنان الذي غاب حضوريا، لكن حضر في بيان الاجتماع السعودي – الاميركي من بوابة تثبيت الشروط الدولية والعربية لاحتضانه من جديد، اذ شدد على ضرورة الاصلاحات الاقتصادية والسيادية، والاسراع في تأليف حكومة تبدو حتى الساعة مستحيلة الولادة، وحصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط، وصون الاستقرار. لكن هذا الاستقرار ليس مضمونا في ظل قرع حزب الله طبولَ الحرب عالية، وعودة قياداته كلّها الى التلويح بخيار الحرب والسلاح، لا الديبلوماسية، للدفاع عن حقوق لبنان النفطية بحرا ومنع اسرائيل من التنقيب عن الغاز، في موقف سينتقل الى العمليّ او يتوقّف عند حدود التهديد، وفقا لما تقتضيه مصالح طهران لا بيروت.
إصلاحات وسيادة
اصدرت السعودية والولايات المتحدة الأميركية اذا، بياناً مشتركاً بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة. وتطرّق البيان إلى الواقع اللبناني حيث عبّر الجانبان بحسب البيان “عن دعمهما المستمرّ لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية”. كما أشار الجانبان إلى “أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”، مشددين على “أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”.
الراعي
وفيما يبدو لبنان بعيدا من كل هذه المطالب السياسية والعسكرية والاقتصادية، طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القوى السياسية “في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، أن تبتعد عن أجواء التحدي التي تعقد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحد وجودي في تاريخه الحديث. فالتحديات تعثر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب. ومن موقعنا المترفع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى على الأطراف المختلفة التموضع وطنيا وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد.
اسياد البلد
في المقابل، لغةُ الحديد والنار لا تزال مسيطرة على خطاب حزب الله وسط صمت رسمي مطبق. في هذا الاطار، شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، على أن “لبنان كان قبل المقاومة عنوان ضعف العرب والحلقة الأضعف، ولكن بمعادلة المقاومة، أصبح لبنان عنوان القوة لكل العرب، والحامي لبقية الكرامة على امتداد العالم العربي”. وأكد قاووق في احتفال في بلدة ياطر الجنوبية أن “المقاومة هي الحصن الحصين للسيادة والكرامات والثروات اللبنانية، ونحن لا نراهن لا على وعود أميركية ولا على قمم عربية لنحمي السيادة ولنستعيد حقنا في ثرواتنا”. بدوره قال النائب محمد رعد :”نحن الشعب اللبناني أسياد هذا البلد ونحن الذين نرسم سياساته وفق مصالح أبنائنا وأجيالنا المقبلة وليس وفق البرامج التي تعدها الغرف السوداء. سيكتشف هؤلاء أن الرهان على العدو الإسرائيلي بإخضاع منطقتنا هو رهان عابث لا طائل منه وأن العدو الإسرائيلي لا مكان له في منطقتنا، وهذا ما سيكون نتيجة فعل شعوب هذه المنطقة بدءا من الشعب الفلسطيني المقاوم في الداخل وصولا إلى كل الشعوب المقاومة في منطقتنا”.
ترقّب للقاء الثالث
حكوميا، ترقّبٌ لعودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج حيث يكثر الحديث عن زيارة سيقوم بها الاسبوع الطالع الى قصر بعبدا لاستكمال البحث في عملية تأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. غير ان هذا الاجتماع الثالث لن يكون “ثابتا” ولا يعني ان الحكومة ستتشكّل اثره، وقد باتت الاوساط الرئاسية والبرتقالية على قناعة بأن ميقاتي يفضّل الاستمرار في وضعية تصريف الاعمال حتى نهاية ولاية رئيس الجمهورية.
المشاورات ستستمر
ليس بعيدا، اكد الرئيس عون اليوم أنه “مصر على انصاف مفهوم الوحدة الوطنية في مقاربته لتشكيل الحكومة، لا سيما وان الازمة الحكومية طالت اكثر مما يجب”، مؤكدا ان “المشاورات سوف تستمر لانضاج حل سريع يؤدي الى ولادة الحكومة الجديدة”، كلام الرئيس عون نقله عنه الوزير السابق الشيخ وديع الخازن بعد استقباله له قبل ظهر امس في قصر بعبدا.
أجور القطاع العام
وسط العقم السياسي، الاوضاع المعيشية بلا حلول جذرية، والاضرابات تفتك بالقطاعات كلّها خصوصا العامة منها، فيما تحاول السلطة “تدبيج” العلاجات. في هذا الاطار، يعقد اليوم اجتماع في السراي برئاسة ميقاتي وحضور وزير المال يوسف الخليل لعرض مجموعة من الاقتراحات المتّصلة بإنهاء إضراب موظفي القطاع العام. وجرى التحضير للاقتراحات التي ستعرض في هذه الجلسة، في اجتماع عقد في معهد باسل فليحان حيث يجري تحضير ورقة تتضمن زيادة تدريجية لأجور العاملين في القطاع العام من دون أي ذكر لشكل هذه الزيادة، أو لتمويلها سواء عبر السياسة النقدية أو من خلال الخزينة.
ميقاتي ثمّن بيان «قمة جدة»
غرد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عبر “تويتر” كاتبا: “نثمن ما ورد في البيان الختامي لـ”قمة جدّة للامن والتنمية” لجهة الوقوف الى جانب لبنان خصوصا دعم الجيش وقوى الامن الداخلي ومؤازرتها لتتمكن من بسط سيادة الدولة اللبنانية على كل اراضيها، اضافة الى دعوة جميع أصدقاء لبنان للمشاركة في الجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره