كتبت صحيفة “الشرق” تقول: ابقت الوقائع التوقعات. ولم يخرج اجتماع بعبدا بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بجديد ولا بأمل بإمكان حصوله. حتى صلة البحث التي كان يرددها الرئيس المكلف اثر اجتماعاته السابقة، نفاها مكتبه الاعلامي امس في بيان، ما يؤشر الى ان لا بحث ولا صلة في الملف الحكومي.
لكن البحث على قدم وساق بين اللبنانيين. بحث عن وطن يؤمن ادنى مقومات العيش اللائق ، يقصدونه في مراكب الموت. بحث عن لقمة عيش بات تحصيلها بالغ الصعوبة. بحث عن كيفية سداد اقساط مدارس وجامعات بالفريش دولار المحجوز في المصارف. بحث عن مازوت يتهدد فقدانه من السوق المولدات الخاصة ويبشر اللبنانيين بالعتمة الشاملة. وقريبا جدا، بحث عن رئيس جمهورية ينتشل الجمهورية من الغرق والموت، الا ان اداء الطاقم السياسي يبدو سيحول دون انتخابه ليدخل البلاد في فراغ مميت.
استكمال التشاور
وفق قصر بعبدا، عرض رئيس الجمهورية صباحا مع ميقاتي التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة. وتم بحث مختلف المعطيات المرتبطة بعملية التشكيل على ان يستكمل التشاور في وقت لاحق. وفي المعلومات ان النقاش تركز حول موضوع صيغة الحكومة الجديدة لا سيما ان عون مصرّ على موقفه بزيادة ٦ وزراء الى الحكومة.
إجراءات وإلا
في ظل هذا العجز التشكيلي، القطاعات تتهاوى والازمة المعيشية تشتد. امس ارتفعت اسعار المحروقات من جديد. وليس بعيدا، عقدت نقابات المحروقات اجتماعاً موسعاً وبحث المجتمعون في ما آلت اليه الامور في قطاع المحروقات وتأثيراته السلبية على المحطات والصهاريج. ونتيجة المناقشات قرر المجتمعون “مطالبة وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط برفع نسبة الجعالة على اساس الدولار الأميركي بشكل منصف كي تكون لدينا القدرة على الاستمرار”. ودعوا الى “ايجاد صيغة في جدول تركيب الاسعار لحماية المحطات من تقلبات الاسعار العالمية وفرق سعر الدولار المحلي”، والطلب الى وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط دعوة جميع المعنيين لإيجاد الحلول الناجعة بصورة فورية لهذه المشاكل والا سنكون امام إجراءات سيتخذها اصحاب المحطات مرغمين”.
باخرة مازوت
على صعيد التغذية الكهربائية شبه المعدومة، علم ان باخرة محملة بالمازوت ستصل الى لبنان خلال 48 ساعة، أما المخزون فنفد.
هجرة غير شرعية
وفي ظل هذا الضغط المعيشي، الهجرة غير الشرعية من لبنان مستمرة. وقد “أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة ببنين ـــ عكار حوالى 113 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال، من الجنسّيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، بسبب تحضيرهم لهجرة غير شرعية عبر البحر. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”، بحسب ما اعلنت قيادة الجيش التي افادت ان “مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس، انطلقت اليوم حيث وصلت الغواصة إلى موقع الغرق وباشرت تنفيذ المهمة على بعد 6 أميال بحرية من الشاطئ”.
الجامعة اللبنانية
في المقابل، كثّف ميقاتي نشاطه في السراي لمواكبة الازمات المعيشية. في السياق، رأس امس اجتماعا لبحث ملف الجامعة اللبنانية ضم وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ورئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران . بعد الاجتماع قال الوزير الحلبي “تم التداول في عدد من القضايا التي تعيق عمل الجامعة واستئناف الدروس فيها، وبصورة خاصة موضوع صرف الاعتمادات التي اقرتها الحكومة وأصبحت لدى وزارة المالية. وطالبنا بتعجيل صرف هذه الاعتمادات لتحقيق نوع من الانفراج في مطالب المعلمين وكلفة التشغيل وسائر القضايا التي تتصل بالجامعة. اننا نعلن هنا اهتمامنا الشديد بموضوع الجامعة اللبنانية ولذلك دعونا الجهات المانحة في تاريخ 6 أيلول المقبل لكي تحضر معنا في وزارة التربية وبحضور رئيس الجامعة اللبنانية لعرض المطالب التي يمكن ان تساعدنا في مواجهة تحدي استئناف العام الدراسي الجامعي. همنا الطلاب، استكمال السنة الماضية، إجراء الامتحانات وتحرير الطلاب من الإنتظار الى حين انتهاء الإضراب. لذلك نؤكد مجددا الإهتمام الذي نوليه لملف الجامعة اللبنانية وسأدعو في وقت قريب رابطة الأساتذة المتفرغين، وممثلين عن المتعاقدين والعاملين فيها الى اجتماع لكي نبحث واياهم في الملف، ونحن شركاء في مواجهة هذه المصاعب ، وفي عملية التحضير لختام السنة الجامعية الماضية ولاستئناف الدروس هذه السنة”.
تهديد السفارة
في مجال آخر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي امس تسجيل لمعارض سعودي يدعى علي هاشم يقيم في بيروت يهدد باستهداف السفارة السعودية في لبنان. وعلى الاثر، صدر عن وزير الداخلية بسام المولوي بيان اعلن فيه ان” حرصاً منه على مصلحة لبنان وأمنه وأمانه وحسن علاقاته مع الدول الشقيقة لاسيما المملكة العربية السعودية، وإثر انتشار تسجيل صوتي بتاريخ ٢٣-٨-٢٠٢٢ لأحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يتوعد فيه سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بعمل ارهابي، وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وبصفته رئيس مجلس الأمن الداخلي المركزي، كتابين الى كل من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة المعلومات طالبا إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته امام القضاء، واتخاذ الاجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة. والى المديرية العامة للامن العام لايداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان. علماً انه توفرت لوزارة الداخلية والبلديات معلومات ترجح أن المدعو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي من الجنسية السعودية، هو صاحب التسجيل الصوتي المتداول ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم ارهاب.