كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: غيث السماء حمل معه الخير الى الأرض، رغم ما يتكرر من معاناة لدى الناس عند كل “الشتوة الأولى” في لبنان حيث تنتقل مشاهد السيول بين المناطق، غير أن بداية موسم الأمطار يبعث في العادة الأمل وهو ما يحتاج إليه لبنان في هذه الأيام. اذ قبل سبعة أيام على نهاية عهد ميشال عون يبدو الأمل بمعجزة هو الوحيد الذي يمكنه في غياب أي معطى أن يبدد الشغور الرئاسي الذي يلوح، ومعه تغيب أيضا أي بوادر لإمكانية تشكيل حكومة جديدة.
وبانعقاد الجلسة الرابعة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم لا شيء يتغير منذ الجلسة الأولى، فالمواقف على حالها، والتعطيل يبقى السائد لدى فريق معين، لتغدو التوقعات بفشل جلسة اليوم على غرار سابقاتها، خصوصا في ضوء ما لفتت إليه مصادر سياسية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية لجهة استئناف حزب الله اتهاماته لكل من السفارتين الأميركية والسعودية بأن تدخلهما المباشر مع بعض القوى السياسية هو الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ما يعني أن الشغور الرئاسي أصبح على قاب قوسين وأدنى إذا لم تحصل معجزة تقلب الأمور رأسا على عقب.
المصادر لفتت كذلك إلى خروج نواب التغيير عن صمتهم بطرح اسم مرشحهم وهو النائب السابق صلاح حنين، وتصويت النواب الثلاثة عشر له، ما يؤكد مساهمتهم بعدم وجود أكثرية داخل البرلمان.
وضمن هذا السياق لا يرى النائب أديب عبد المسيح أي فارق بين جلسة اليوم وسابقاتها، باستثناء توقعه زيادة عدد المؤيدين للنائب معوض وارتفاع الرقم من ٤٢ إلى ٤٥ أو أكثر.
عبد المسيح اعتبر في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن نسبة الأصوات المرتفعة التي قد ينالها معوض ستحشر النواب التغييرين باعتبارهم الوحيدين الذين مازالوا يغردون خارج سرب المعارضة. وكل زيادة في عدد الأصوات دافع إضافي لحشرهم أمام الرأى العام واعتبارهم الوجه الآخر للتعطيل. وأضاف: “كلما ارتفعت حظوظ معوض كلما أصبح لدى المعارضة ورقة تفاوضية وليس تسووية. فهناك فرق كبير بأن تذهب للحوار قويا وتفرض مرشحا توافقيا أكان ميشال معوض أو غيره، لذلك مهم جدا ان نبقى على نفس الزخم لأن أي اختلال سيؤدي الى قلب الطاولة علينا“.
عبد المسيح نفى التهم التي يطلقها حزب الله بتلقيهم أوامر من السفارتين الأميركية والسعودية لدعم أسماء معينة، معتبرا ان “كل ما تريده الدول من لبنان هو ان يستعيد عافيته وينتهي من هذه الازمة وأن يعود الى محيطه العربي وللعلاقات الدولية بطريقة نهوض وليس بانهيار، فالأشقاء العرب، وكل العالم لم يعد يناسبه ان يبقى لبنان مهددا امنيا ومنهارا اقتصاديا. فبقاؤه على هذه الصورة يؤثر على امنهم القومي، وكل ما يهمهم أن ينتخب رئيس جمهورية سيادي ومؤسساتي ومن خارج الفساد. أما الاسماء فهي متروكة لنا كنواب لنختار من يملك تلك المواصفات ما يعني أن الاستحقاق الرئاسي ملبنن مئة في المئة“.
وفي الشأن الحكومي، رأى عبد المسيح ان الموضوع فيه الكثير من الأخذ والرد بانتظار من يتراجع للآخر، الرئيس نجيب ميقاتي أم النائب جبران باسيل، متوقعا تشكيل الحكومة في اليومين الأخيرين التي تسبق نهاية العهد ليتمكن رئيس الجمهوية من التوقيع على مرسوم التشكيل. أما الثقة فهي من صلاحيات مجلس النواب مع العلم ان الدستور يعطي حكومة تصريف الاعمال الحق بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته.
من جهة ثانية لفت النائب وضاح الصادق في حديث مع الأنباء الالكترونية ان نواب التغيير سيعلنون في جلسة اليوم عن مرشحهم داعيا الكتل النيابية للتصويت له وهو من بين سلة الأسماء التي اقترحوها لهذا المنصب وكانوا قد تواصلوا بشأنها مع الكتل النيابية، كاشفا عن انقطاعه عن اجتماعات تكتل التغيير منذ شهر لكنه ملتزم بالقرارات التي تتخذ.
وقال الصادق: كنا نسعى لنوع من التسوية، فلما رأيناها بعيدة لم يبق لنا سوى الإعلان عن الاسم الذي سيظهر بعد ساعات والتصويت له. فاذا وصلنا الى الفراغ يكون هناك مرشَّحين قائد الجيش ومرشحنا، عازيا سبب الخلاف مع زملائه التغييرين بأنها تعود للتباين حول آلية العمل والفيتوات التي وضعت على اسماء المرشحين من قبل البعض.
في غضون هذا كله يبقى المواطن اللبناني هو الضحية لكل ما يجري، خصوصا وأن الواقع الاقتصادي لا يرحم، وتقلبات الدولار أرهقت كل ظورف المعيشة، فهل يقتنع أصحاب خيار التعطيل بضرورة الخروج من ظلامية الانهيار الى مسار الإنقاذ؟