اليوم أصبح ميشال عون بموجب القانون والدستور الرئيس السابق للجمهورية الذي يحمل الرقم 13، ومع انقضاء منتصف ليل أمس يكون عون قد سلّم الرئاسة إلى الشغور والفراغ الدستوري، فيما يترك البلاد التي وصلت في عهده الى جهنم لمصيرها المجهول.
مصادر سياسية توقفت عند حديث عون عن الفوضى الدستورية وإمكانية تحويلها الى فوضى أمنية وأزمة حكم، وذلك عن طريق طرح فتاوى وأعراف يراد منها ضرب الطائف واختلاق أزمات تعيق انجاز الاستحقاق الرئاسي وتطيل أمد الفراغ الرئاسي الى حين اسقاط العقوبات عن النائب جبران باسيل، ما يسمح له بالترشح لرئاسة الجمهورية.
وسألت المصادر عبر “الأنباء” الالكترونية عن الأسباب التي جعلت عون يوقّع على مرسوم استقالة الحكومة، فيما هي مستقيلة حكماً منذ انجاز الانتخابات النيابية، ولماذا رفض التوقيع على الموازنة العامة التي أعدّها رئيس لجنة المال والموازنة الذي ينتمي الى تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان.
وفي تداعيات قرار عون الذي بعث برسالة الى مجلس النواب يطلب فيها نزع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، فقد قرر رئيس المجلس نبيه بري تحديد جلسة نيابية بعد غد الخميس لمناقشة هذه الرسالة وفق الدستور.
في هذا السياق، أشار النائب غسان سكاف الى أن رسالة عون الى النواب بسحب التكليف من الرئيس ميقاتي لن تغير شيئاً من واقع الحال وهي لزوم ما لا يلزم.
النائب سكاف اعتبر في حديث مع “الانباء” الالكترونية أن الأمر واضح في أية مقاربة دستورية، فهناك جدل دستوري وجدل سياسي، وما يجعل الأمور تصبّ باتجاه الخروج من الأزمة إنتاج رئيس جمهورية في أسرع وقت.
ورأى سكاف في عدم توسيع صلاحيات حكومة تصريف الأعمال وعدم التشريع عنصراً مساعداً قد يساهم بالاسراع في انتاج رئيس للجمهورية، لافتاً الى أن الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري أكان عبر طاولة كاملة أو ثنائية قد يساعد بالوصول الى حل، معتبرا ان الحديث عن اطالة أمد الشغور الرئاسي يوحي بأن هناك من يسوّق لهذا الموضوع ممن لديه مصلحة بأن يستمر الفراغ لفترة طويلة، فكلما طال الفراغ هناك من يعتقد أن تبدل الظروف قد يساعده للوصول الى الرئاسة باعتبار ان كل هذه الامور تصب في مصلحتهم الشخصية وتعزز حظوظهم بذلك.
وأشار سكاف إلى أن ما هو قائم اليوم في العام 2022 لا يمكن مقارنته بما كان قائماً في العام 2014. في ذلك الوقت كان احتياطي مصرف لبنان 60 مليار دولار، اليوم أصبح 10 مليار دولار، وإذا استمرينا بالدعم لن نملك شيئا. فالوضع اليوم لا يمكن مقارنته بالماضي، داعياً الى انهاء الفراغ لأن هناك من يعمل لإدخال البلد في فوضى دستورية قد تتحول الى فوضى اقتصادية وفوضى أمنية، مستغرباً تركيز البعض على استخدام بعض المفردات مثل الحديث عن الفوضى.
وعمّا اذا كان يرى تبدلاً بمواقف الكتل في مرحلة الشغور، اعتبر سكاف أنه آن الأوان لمن كان يستخدم الورقة البيضاء أن يتخذ قراره بالتصويت لمرشح معين وكذلك الامر بالنسبة للمعارضة التي عليها أن تختار اسما ليس على طريقة الاسماء التي تطرح من النواب التغييرين التي كانت بمعظمها للحرق، داعياً المعارضة للاتفاق على مرشح واحد، وكذلك على الفريق الآخر أن يتفق أيضاً على اسم معين كي تأخذ الديمقراطية مداها والاقلاع عن سياسة فرط النصاب.
اذا، منذ اليوم دخل لبنان مرحلة انتقالية سترسم مستقبل البلد في السنوات المقبلة. وكان لافتاً ما تناقلته معلومات صحافية في آخر ساعات من عهد عون، عن رفض ميقاتي لمبادرة مدير عام رئاسة الجمهورية لإصدار مراسيم الحكومة الحالية كما هي. الامر الذي يؤكد ان خطوة عون بتوقيع مرسوم الاستقالة غير موفقة ومن دون نتيجة، ويبدو أن عون وفريقه تلمّس ذلك متأخراً، وحاول ان يبيع اللبنانيين عسلاً مسموماً في ربع الساعة الأخير، بعدما استنزف كل الاشهر السابقة في التعطيل ورفع السقوف بدل تشكيل حكومة تخفف على اللبنانيين معاناتهم.