بين برودة الطقس المثلج التي تسيطر على لبنان منذ اربعة ايام أيام وبرودة المناخ السياسي المتأثر بعطلة الميلاد، غاب أي تطور بارز عن الوضع الداخلي في ما عدا محور الدولار الاسود الساخن ولهيبه الذي نهش رواتب اللبنانيين وحرمهم فرحة العيد.وامس في يوم العمل الرسمي الاول، وفيما الاسعار تتطاير ومعها قفزة نوعية للمحروقات، اقتحم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المشهد المالي ببيان فرمل به اندفاعة سعر الصرف الجنونية متسببا بتدحرجه من مستوى لامس الخمسين الفا الى ما دون الـ42 الف ليرة، محدثا خضّة في الاسواق، مقابل رفع سعر دولار منصة صيرفة الى 38 الف ليرة، بما يعني الاجراء من ارتفاعات شاهقة للفواتير الكهربائية والهاتفية وبطاقات التشريج وكل ما سعرته السلطة السياسية الحاكمة وفق رياح “الصيرفة” استكمالا لمسار الانهيار المعمم في البلاد.
الهيئات في السراي
ليس بعيدا من الشأن المالي – الاقتصادي، إستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي في حضور وزير المال يوسف خليل، وفدا من الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير الذي صرح بعد اللقاء “كان الإجتماع مع الرئيس ميقاتي ووزير المال أكثر من جيد، وكان هناك نوع من التخوف لدى القطاع الخاص والهيئات الاقتصادية، وتمكنا من خلال الاجتماع اليوم (امس) من ايجاد الحلول لكل هذه النقاط خصوصا التخوف لدى الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي والضريبة المتوجبة عليهم والمفعول الرجعي لها للعام 2023. لقد تم ايجاد الحلول لهذه المسائل، وإن شاء الله سيعلن وزير المال عن هذه الحلول وستصدر بشكل رسمي قريبا”. وعن الحلول وماهيتها قال “فليعلن عنها وزير المال. نحن مرتاحون لهذا اللقاء ووجدنا طريقة لا نظلم فيها الدولة ولا موظف القطاع الخاص الذي يتقاضى راتبه بالدولار، ويجب أن نحافظ عليهما، فنحن لا نريد ان تترك الشركات لبنان، ولهذا وجدنا حلا يرضي الجميع، اي صاحب الشركة والعامل والدولة”.
بري وميقاتي
سياسيا، ومع تمدد الجمود الرئاسي والعجز عن التشريع في ظل الشغور، وفي وقت افيد ان اجتماعا اميركيا- فرنسيا- سعوديا حول لبنان سيعقد في باريس في 15 كانون الثاني المقبل بدفع فاتيكاني، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس ميقاتي. وتم عرض للاوضاع العامة واخر المستجدات السياسية. بعد اللقاء قال ميقاتي “زيارتي اليوم لدولة الرئيس نبيه بري، لمناسبة الاعياد، تمنيت له عاما سعيدا مليئا بالصحة والعافية والاطمئنان والازدهار لوطننا لبنان. وفي طبيعة الحال تخلل اللقاء بحث أمور متعددة متعلقة بسير أمور الدولة واخذت رأيه فيها ونحن على خط واحد ومتابعة دائمة مع دولته”.
من جهة ثانية، وغداة لقاء رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، استقبل بري عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور في عين التينة.
”برعطة” باسيل
وبينما يحاول باسيل توسيع بيكار لقاءاته السياسية لقطع الطريق على خصومه في السباق الى قصر بعبدا، وقد حكي في السياق عن مساع يبذلها للقاء رئيس القوات سمير جعجع ورئيس الكتائب النائب سامي الجميل، غرد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر تويتر كاتبا: أحدهم يقوم بكثرة لقاءات واجتماعات واتصالات وزيارات وطلعات ونزلات. مبدئياً، هذه حركة سياسية، عملياً، يسمونها بالدارج “برعطة”. “برعطة” تحت سقف سيّدكم، بانتظار أن يوفق بينكم، فيختار العبد الذي يُريد للكرسي، ونصيحة لهؤلاء، اقرأوا جدلية السيّد والعبد للفيلسوف هيغل علكم تهتدون.
سياسيا ايضا، تتجه الانظار الى كلمة يلقيها الأمين العام لـ “حزب الله”، السيد حسن نصر الله حول عدد من التطورات السياسية المحلية، عند الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة المقبل.
القائد في شمروك
الى ذلك، زار قائد الجيش العماد جوزاف عون معسكر شمروك (مقر الكتيبة الأيرلندية في جنوب لبنان) لتكريم الجندي شون رووني، الذي فقد حياته في حادث بلدة العاقبية الذي وقع في 14 كانون الأول، و3 من زملائه المصابين. وأكدت قيادة اليونيفيل “أننا نقدر جهود القوات المسلحة اللبنانية في التحقيق في حادثة العاقبية ونشكر العماد عون على دعمه”. وشددت على “أننا نريد جميعاً أن نعرف حقيقة ما حدث وأن نرى الجناة يُحاسبون. ننتظر نتائج التحقيق والعدالة للجندي رووني”.
تسليم متورطين
وفي السياق، سرت معلومات عن تلويح ايرلندا بإمكان سحب قوتها المشاركة في اليونيفيل اذا لم تكشف الحقائق كاملة في حادثة العاقبية ويتم تسليم جميع المتورطين لمحاكمتهم. وافادت مصادر مطلعة “المركزية” ان حزب الله سيسلم شخصين جديدين من غير المحازبين، متورطين في حادثة العاقبية قبل يوم الجمعة المقبل.