مادت الارض تحتنا، في باطنها تكسّرت طبقاتها، وعلى سطحها عواصف مطرية ورعدية وهوائية غير مسبوقة. زلزال قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب مجموعة من دول المتوسط ومن ضمنها لبنان الذي ضربته هزّة قوية لامست الـ 5 درجات. وتركّز الزلزال بصورة خاصة في تركيا وسوريا، مخلّفًا مشاهد مخيفة وآلاف الضحايا من قتلى ومصابين ومفقودين ومحتجزين تحت الانقاض، وخرابًا ودمارًا كارثيين. وفي موازاة هذا المشهد الزلزالي المخيف، يتبدّى الزلزال السياسي الذي يضرب لبنان، بهزات ارتدادية تطال كل مفاصله، يقابله الزلزال المالي الذي ترعاه الغرف السوداء التي تمعن فتكًا بلقمة اللبنانيين، وتشكّل المصارف إحدى اكثر الغرف سوادًا، برعايتها اللصوصية الناهبة لأموال المودعين، وتكديسها في خزائن اصحابها، وإهدارها حقوق اصحاب الحقوق والتعامل معهم كمتسولين لمدخراتهم، واستمرارها في جريمة تهريب الاموال إلى الخارج لمن يدفع من المحظيين، القدر الأعلى من العمولات والرشاوى. السياسة مقفلة، والأزمة الاقتصادية والمالية في تورّم يومي، وها هي المصارف تتسلل من خلف معاناة الناس، لتعلن اضرابًا عامًا، في خطوة اقل ما يُقال انّها ميليشياوية، ومشبوهة في توقيتها واسبابها ومراميها، تعيد إلى الأذهان الإضرابات السابقة التي غطّت من خلالها عمليات السطو المفضوحة على اموال المودعين، وشكّلت شرارة انهيار الليرة واشتعال الدولار. فهذا المنحى بات يؤكّد الحاجة الملحّة لوقفه وردع فلتان المصارف بإجراءات وتدابير تُخضعها وتُلزمها بإنصاف المودعين وإعادة الأموال المنهوبة في خزائنها الى اصحابها.
النكبة
نكبة الزلزال تمدّدت من تركيا إلى سوريا حاصدة ما يزيد على الـ2000 قتيل والعدد إلى ارتفاع، إضافة إلى آلاف المصابين ودمار وخراب ما فوق الكارثي. تنادت جراءه دول العالم لمدّ يد المساعدات الانسانية والعينية والطبية لتركيا وسوريا، وكان لبنان شريكًا في ذلك، ضمن الإمكانات المقدور عليها.
الدولتان المنكوبتان
وكان زلزال قوي ضرب فجر امس، جنوب تركيا وشمال سوريا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إنّ زلزالًا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات. في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل، بأنّ قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات. واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة، وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إنّها سجلت 220 هزة ارتدادية. وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية. وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا، إنّ هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم 1000 في إسطنبول.
اما في سوريا، فقد ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقالت مصادر صحية وفي الدفاع المدني السوري، انّ المئات من المواطنين السوريين لقوا حتفهم جراء الزلزال، إضافة إلى عدد كبير جدًا من المصابين، وأعداد كبيرة ايضًا من العالقين تحت الركام والانقاض. وقالت انّ الوضع صعب جدًا في المحافظات التي ضربها الزلزال، وناشدت المجتمع الدولي توفير المساعدة.
نجا لبنان
بضع ثوانٍ إرتعد فيها كلّ شيء، كانت كافية لتشكّل ما بدا انّه حدّ فاصل بين الحياة والموت، ولكن الله لطف، ونجّا لبنان وخرج مضرّجًا بأضرار في مختلف المناطق. الزلزال اللبناني بلغت قوّته 4.5 درجات على مقياس ريختر، كان على بُعد قريب جدًا من ان يتحوّل إلى تدميري؛ لحظة وقوعه بدت وكانّها من علامات يوم القيامة؛ قرابة الثالثة فجر الاثنين، تحرّك باطن الارض، تمايلت الأبنية، وتأرجح الناس في فراغ منعدم الجاذبية، وضاقت امامهم سبل النجاة، فأخلوا بيوتهم وهرعوا إلى الشوارع والفلا، ليصوغوا بذلك واحدًا من مشاهد الرعب والهلع اللذين فاقا حدود ايّ قياس لهما.
الزلزال والسياسة
الزلزال، كان الطاغي الوحيد على المشهد الداخلي، ولعلّ من هوله يفترض ان تُستخلص الدروس والعِبَر؛ مَن مِن اللبنانيين من لم يسكنه الفزع من هذا الزلزال؟ مَن مِن اللبنانيين من لم يشعر بضعفه وبوهنه وبعجزه؟ مَن مِن اللبنانيين من لم يعشْ تلك الثواني الأربعين التي بدت وكأنّها عدّ تنازلي لنهايته؟ مَن مِن اللبنانيين من لم يبق حابسًا انفاسه ترقباً لعبور الهزّات الارتدادية التي تلاحقت نهار امس؟ لبنان بالأمس كان وطن الخوف، خوف لا طائفة له، ولا مذهب، ولا انتماءات سياسية، ولا عناوين سيادية او ممانعة فيه، الكلّ؛ سياسيون، احزاب، طوائف، مناطق، كانوا سواسية كأسنان المشط أمام غضب الطبيعة، وليس على رأس اي من الخائفين خيمة أو خرزة زرقاء تحميه من هول الزلزال.
ربما شاءت الطبيعة ان ترسل هذه الرسالة المدمّرة إلى اللبنانيين بكل مستوياتهم، لعلّها تُحدث بزلزالها هزّات ارتدادية في رؤوس المعطّلين، تدفعهم إلى ان يقفوا مع انفسهم وقفة تأمّل وتبصّر في تلك اللحظة التي كادت تحوّل بلدهم إلى ذكرى، ويدركوا انّ بلدهم واستمراره واستمرارهم فيه، معلّق على شعرة، واذا كانوا غير قادرين على يصّدوا غضب الطبيعة بعواصفها وزلازلها واعاصيرها، فإنّ في مقدروهم أن يكسروا مسار انهيار صنعوه بأيديهم، ويوقفوا الزلزال السياسي الذي يعطّل الحياة في هذا البلد، وينذر باسقاطه الى أعمق أعماق الكارثة.
جليد سياسي صلب
المقولة المفترضة لانخراط المشهد اللبناني تحتها، خلاصتها أنّ ما بعد الزلزال ليس ما قبله على حدّ تعبير مصادر سياسية، التي اكّدت لـ»الجمهورية»، انّ «الطبيعة تمنح اللبنانيين فرصة لأن يعودوا إلى ذواتهم، وعلى أساس ما استُجد يفترض بكل مكونات الاشتباك الداخلي ان تتعظ مما حصل، وتسلك بلبنان المسار التحصيني له».
الّا انّ المصادر نفسها تنعى هذه الفرصة أمام إصرار هذه المكونات على السير على خط الزلزال السياسي ومفاقمته، بما يعجّل بانفجاره». وقالت: «مهما اشتدت العاصفة المناخية التي تضرب لبنان، فإنّ عمرها قصير، ومحطات الأرصاد تتوقع انحسارها في غضون الساعات المقبلة، وبالتالي فإنّ الجليد الطبيعي سيذوب حتمًا، الّا انّ العاصفة السياسية التي تهبّ على البلد من كل حدب وصوب داخلي، وتقطع اوصال الملف الرئاسي، تحتاج لتجاوزها – كما يُقال بالعامية – إلى «حلم الله». ذلك انّ الجليد السياسي المتكون على مختلف الخطوط الداخلية والطرقات المؤدية إلى شيء من الانفراج، من النوع الفولاذي الصلب العصي على الذوبان وحتى على الانصهار مهما بلغت درجة حرارة وسخونة محاولات الصّهر والتذويب».
وإذا كانت مكونات الصراع والانقسام قد حسمت تموضعاتها النهائية، أكان في موقع المتفرج على أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية واجتماعية تزداد اختناقًا وتعقيدًا على مدار الساعة، او في موقع التصادم في الملف الرئاسي، كخطوط متوازية لا يمكن ان تلتقي تحت اي عنوان من شأنه ان يحرّر رئاسة الجمهورية من قبضة الرؤى والخيارات المتناقضة، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الوضع الشاذ والميؤوس منه: كيف يمكن لهذا الجليد السياسي ان ينكسر؟ وهل ثمة قدرة جدّية وقوية من شأنها أن تجعله قابلًا للكسر؟
باريس تتمنى
كل محاولات الداخل مُنيت بالفشل، وانتقلت عيون المراقبين لترصد الاجتماع الخماسي الاميركي- الفرنسي- السعودي- القطري- والمصري في باريس، وما سيتمخض عنه، في الوقت الذي برزت اشارات سابقة له، تحصر فعاليته ضمن حدود مطالبة اللبنانيين والتمني عليهم إنجاز استحقاقاتهم والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تمهّد لإنقاذ لبنان من أزمته.
فبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ ما يُنقل عن الفرنسيين لا يعطي عنوانًا لاجتماع باريس أكثر من كونه تجديدًا للفرصة امام اللبنانيين لبلورة حل رئاسي، وفرنسا في صدارة الداعمين لهذا التوجّه. وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّ سلسلة رسائل بهذا المعنى ارسلتها باريس إلى القادة في لبنان، والسفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو عكست بوضوح شديد، بأنّ باريس على التزامها بدعم لبنان، وتتملكّها رغبة فائقة في وضع حصان الحل امام العربة اللبنانية. الّا انّ الأساس في كل ذلك يبقى في أن يلقى هذا الحل الدعم، ليس من اصدقاء لبنان، بل من القادة في لبنان».
واشنطن تحذّر
اما على المقلب الاميركي، فإنّ الولايات المتحدة الاميركية، وكما يكشف عائدون منها لـ»الجمهورية»، تتقاطع مع فرنسا، وسائر الدول الصديقة، لناحية دعم لبنان واستقراره، الّا انّ حدود مقاربتها للملف اللبناني لا تتجاوز النقاشات مع الأصدقاء، على شاكلة اجتماع باريس. واشار هؤلاء، إلى انّ دعوات تلقّتها مستويات اميركية مختلفة من جهات لبنانية وسياسية ونيابية، بممارسة دور فاعل تجاه لبنان، الّا انّها لم تلق استجابة من الجانب الاميركي. وثمة اشارات واضحة واكيدة تلقّاها أصدقاء واشنطن في لبنان، بأنّها لن تتدخّل بصورة مباشرة في الملف الرئاسي اللبناني. وبمعزل عمّا إذا كانت لها نظرة معينة من بعض المرشّحين المفترضين لرئاسة الجمهورية، الّا انّها اختارت ان تنكفئ خارج خط التدخّل المباشر، وتحيّد نفسها عن اختيار او تزكية أي من المرشحين، واللبنانيون احرار في أن يختاروا لرئاسة الجمهورية من يرون فيه مصلحة لهم وللبنان.
وبحسب العائدين من واشنطن، فأنّ الاولويات الاميركية محصورة في المجال الاوكراني والحرب الباردة التي لم تعد خفية، بين واشنطن والصين، والتي بدأت تسلك منعطفات حادة في الآونة الأخيرة، وأزمة المنطاد دخلت مدار التفاعل وباتت مفتحة على احتمالات كثيرة. وتبعًا لذلك، فإنّ حضور لبنان لدى الادارة الاميركية هو حضور عرضي، وليس حضورًا يتسم بالاولوية والجدّية.
الّا انّ أخطر ما ينقله هؤلاء، يتجلّى في قراءة اميركية سوداوية للواقع اللبناني، تحذّر من مخاطر محدقة بلبنان، وتتوقع مزيدًا من التأزّم في مدى غير بعيد، وعلى مستويات مختلفة. وحيال ذلك يقول العائدون، إنّ المسؤولين الاميركيين سواء في البيت الابيض او في الخارجية الاميركية، يعتبرون أزمة لبنان بلغت مستويات ما فوق الخطورة، وانّ على اللبنانيين ان ينتشلوا انفسهم من خانة التعقيدات القائمة، ويتبعوا المسار الذي يؤدي إلى إنقاذ لبنان واستعادة توازنه السياسي والاقتصادي. وواشنطن اكّدت على اختلاف مستوياتها، وما زالت على تأكيدها، بأنّ المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على اللبنانيين لفك هذه التعقيدات قبل فوات الأوان، وبلورة الحل الذي ينسجم مع مصلحة لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية على وجه السرعة، ويلي ذلك حكومة جديدة تقود لبنان خارج مأزقه. ودون هذا المسار لن يجد لبنان له مخرجًا من أزمته».
اجتماع باريس
وكان اجتماع ممثلي الدول الخمس، قد انعقد في باريس امس، وسط اجواء تفيد بأنّه سيخلص إلى رمي كرة الحل الرئاسي في ملعب اللبنانيين. وحضره عن الجانب الفرنسي مديرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن غوغين، مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل، مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الاقليمية محمد الخليفي، وسفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف. كذلك شاركت في الاجتماع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.
جعجع
إلى ذلك، لفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد اجتماع لتكتل «الجمهورية القوية» في معراب، إلى «اهمية ان تجتمع الدول الخمس في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان»، الا انّه اكّد أنّه «لن يتمّ البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأنّ الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتمّ التداول بها بين الكتل النيابية».
واشار جعجع إلى أنّ «حزب الله» لم يتخلّ في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاورته مع باسيل لم تأتِ بنتيجة»، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدّد الأزمة 6 سنوات أخرى».
وقال: «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة، واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه».
«امل»: الاولوية للانتخاب
واكّدت حركة «أمل» في بيان لمكتبها السياسي امس، «أنّ الاولوية القصوى هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لإنهاء الشغور الرئاسي وقيامة الوطن من كبوته، وإخراجه من ازماته».
وقالت: «انّ السلطة التنفيذية مطالبة اليوم اكثر مما مضى بالقيام بأدوارها وتفعيل اعمالها ضمن الأطر الدستورية والقانونية لحماية الاستقرار الاجتماعي ومجابهة التحدّيات المعيشية والتربوية التي لم يعد في الاستطاعة تجاوزها، وبمواكبة ما يقوم به مجلس النواب من تشريع للقوانين في هذه المرحلة الدقيقة هو أساس للعملية الاصلاحية، وخطة التعافي الاقتصادي وتحقيق الثقة بين لبنان والدول المانحة، خصوصاً أنّ ما رَشح من مقدمات الحراك الدولي المخصّص لمناقشة الوضع اللبناني لم يرق إلى مستوى المحنة والأزمة التي يعانيها لبنان».
ومن جهة ثانية، أعلنت «أمل» انّه «لأنّ سلامة الوطن من سلامة القضاء، فهي تحذّر من حالة تجاوز حدّ السلطة واستغلالها التي يمارسها بعض الذين يتجرأون على القضاء، إذعاناً لإملاءات خارجية فتنوية تتجاوز الحقيقة والعدالة، تهدف لمزيد من التأزّم، مما يؤدي إلى اضعاف مؤسسة القضاء».
يُشار في السياق القضائي، إلى انّ المحقق في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، أجّل جلسات التّحقيق المحدّدة خلال شهر شباط، (حيث كانت محدّدة جلسة لاستجواب الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق) وذلك بالنّظر للظّروف المستجدّة المرتبطة بقرارات صادرة عن النّائب العام التمييزي.
ونُقل عن البيطار قوله: «أجّلت الجلسات لأنّ مصلحة ملف التّحقيق العدلي تقتضي حصول تعاون بين المحقّق والنّيابة العامّة التّمييزية، وحاليًّا هذا التّعاون غير قائم، ويُفترض أن يُحلّ، وعندها نستأنف العمل».
وترددت معلومات امس، عن أنّه «إذا ما بادر القاضي البيطار إلى تسطير مذكرات توقيف بحقّ المشنوق وزعيتر فإنّ المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات سيُسطّر مذكرة إحضار بحق البيطار على قاعدة انّ «البادي أظلم».
مجلس الوزراء
حكوميًا، عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا الحكومية امس برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي مداخلة له خلال الجلسة، هنأ ميقاتي اللبنانيين جميعًا بالسلامة بعد الهزّة الارضية التي سُجّلت فجرًا، مبديًا اسفه لما حصل في الدول الصديقة المحيطة بلبنان جراء الزلزال الذي وقع .
وقال: «انعقد اليوم اجتماع لهيئة ادارة الكوارت وأعطيت التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بمواكبة كل ما يحصل وتزويد المواطن بالاجراءات والتوجيهات المناسبة منعًا لحصول اي هلع، والاستعداد، لا سمح الله، لأي طارئ، والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يُقال إنّها اصيبت بأضرار، وخاصة سدّ القرعون للتأكّد من عدم حصول اي تصدّع» .
واما في الجانب السياسي، فجدّد ميقاتي «دعوتي للجميع للتعاون والتلاقي في سبيل معالجة الملفات الكثيرة والداهمة التي تتطلب ان نكون معًا لتمرير هذه المرحلة الصعبة. عندما تحدث الدستور عن مرحلة تصريف الاعمال، كان في بال المشترع أنّ الشغور الرئاسي سيكون لفترة قصيرة، يعود بعدها الانتظام في عمل المؤسسات، ولكن يبدو أنّ الشغور الحالي لا أفق واضحًا لإنهائه بعد، وها نحن بدأنا الشهر الرابع من شغور في منصب رئيس الجمهورية، يتزامن مع واقع مالي واقتصادي واجتماعي في غاية الخطورة. وإزاء هذا الواقع وجدنا انفسنا أمام كمّ هائل من المشكلات والتعقيدات التي ينبغي حلّها، مما يفرض تكثيفًا للعمل والاجتماعات الوزارية والحكومية، لتأمين الحلول المطلوبة. وكلما طال أمد الشغور ازدادت التعقيدات والمطالبات».