لا شك في انّ الملف الرئاسي إتخذ منحى آخر، بعد كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وإعلانه الدعم الرسمي لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الى الرئاسة، وإن كان هذا الدعم معروفاً من قبل، لكن تبنّيه بشكل رسمي قبل إعلان فرنجية ترشيحه بعد ايام قليلة، اطلق المخاوف من إعادة معادلة «إما مخايل الضاهر او الفوضى» في العام 1988 لكن ضمن عنوان مختلف: «سليمان فرنجية او الفوضى»، وفي هذا الاطار ثمة اسئلة يطرحها الفريق المعارض عن إمكانية تأمين الفريق الممانع، نصاب الجلسة ونصاب الاقتراع لفرنجية، لانّ الرد سيكون بتطيّير النصاب من قبل هذا الفريق، وهذا يعني ان الفراغ الرئاسي سيمتد حتى اجل غير مسمى، بغياب أي مسعى دولي جدّي حتى اليوم، اذ يقتصر الامر على طروحات لم تصل الى مبتغاها.
ومن هذا المنطلق تشير مصادر المعارضة لـ»الديار» الى غياب أي رهان لديهم على إنفراج إقليمي او دولي لحلحلة الملف الرئاسي، بالتزامن مع إنتقادات ضمن صفهم الواحد، بسبب عدم اتفاقهم على دعم ترشيح النائب ميشال معوض، لانّ توحيد موقفهم كان سيؤدي الى إيصاله عبر 65 صوتاً الى موقع الرئاسة.
هذا الانقسام العامودي في البلد يبشّر بالمزيد من الخلافات، التي تمنع التوافق على مرشح واحد، حتى ضمن الصف المسيحي الذي ما يزال مشرذماً، وبالتالي فمهمة راعي ابرشية انطلياس المارونية انطوان بو نجم، المكلف من البطريرك بشارة الراعي مواصلة لقاءاته مع القيادات المسيحية لم تحقق المطلوب، وامامه المزيد من الخطوات والمباحثاث ضمن جولة ثالثة مرتقبة الاسبوع المقبل، لغربلة ثمانية أسماء رئاسية طرحت من قبل الاقطاب المسيحيين، للاتفاق على إسم واحد لكن ووفق المعلومات فإن الوصول الى هذه النتيجة ما زال بعيداً، لانّ التوافق صعب وهنالك عصيّ في دواليب الحل لغاية اليوم، على أمل ان تثمر الجولة الثالثة بعض الإنفراجات قريباً، على الرغم من الانتقادات التي وُجهّت من قبل الفريق المسيحي المعارض، الى رئيس التيار الوطني الحر» جبران باسيل، من ناحية تجاوبه «المصطنع» على الاجتماع المسيحي في بكركي، واصفة ما يقوم به بـ»الشعبوية».
خضة سياسية مرتقبة؟
الى ذلك يبرز التحدّي اليوم، بين مّن يستطيع تأمين نصاب الجلسة ونصاب الاقتراع من قبل فريقيّ النزاع، ومَن يملك نسبة أصوات مؤيدة لمرشحه، لينتصر وتنتهي المعركة الديموقراطية، لكن من الصعب إقناع الخصوم السياسيين بهذه المعادلة، وعندها سيكون التصعيد السياسي سيّد الساحة، وهذا يعني المزيد من الفوضى المرتقبة، بحسب ما ينقل بعض السياسيين المتخوفين من تداعيات خضّة سياسية مرتقبة، وسط فشل دعوات الحوار لإنضاج الملف الرئاسي الذي تحوّل الى معضلة يصعب حلّها.
«القوات»: مستمرون بدعم معوض إلا أذا
تعليقاً على دعم الثنائي الشيعي رسمياً لترشيح سليمان فرنجية، اشارت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الديار» الى انّ فريق الممانعة لن يستطيع تأمين الاصوات المطلوبة لمرشحه، وفي ما يخص إستمرارهم بدعم النائب ميشال معوض، أكدت مواصلة دعمهم له اكثر من اي وقت مضى، وقالت:» نحن لا نسير وفق مقولة «ميشال معوض او لا احد»، وهو نال ما بين 40 الى 45 صوتاً من اصل 65 اي لديه ثلثا أصوات المعارضة، وفي حال وُجد مرشح من المعارضة لديه مواصفات معوض، وقادر على تأمين الاصوات المطلوبة بالتأكيد سنسير به كمرشح».
وعن مدى دعمهم لقائد الجيش العماد جوزاف عون، لفتت مصادر «القوات» الى انه المرشح الوحيد الذي يحتاج الى تعديل دستوري قبل خوض المعركة الرئاسية، ومن هذا المنطلق وبما ان «التيار الوطني الحر» وحزب الله من الصعب جداً ان يصوتوا له، فليس بمقدوره الحصول على النسبة المطلوبة من الاصوات، وفي حال تمكّن من نيل تلك النسبة، فإن «القوات اللبنانية» لن تمانع على الاطلاق وصوله الى سدّة الرئاسة.
فرنجية: حضور ثلثي المجلس يُؤمّن الميثاقية
في موقف لافت للمرشح سليمان فرنجية، إعتبر خلاله أن نصاب الثلثين في الجلسة الرئاسية يُؤمّن الميثاقية المسيحية، ورأى خلال لقاء في دير مار جرجس في بلدة عشاش – قضاء زغرتا، بأنّ المسيحيين يتفقون على السيء وليس على الإيجابي، وحبذا لو يتفقون لمرة واحدة على الإيجابي، وليكن الدستور هو الضمانة، أما إذا كانوا لا يريدون هذا الدستور، فلتكن لديهم الجرأة للمطالبة بتعديله.
وقال: «موقفنا السياسي على جبيننا ولا نخجل به لا بل نعتز، لأننا ما من يوم سعينا إلى الفتنة، بل لطالما كنا منفتحين على الجميع»، وشدّد على أننا مسيحيون عروبيون نؤمن بالحوار وبأفضل العلاقات مع الجميع، لأن مستقبل البلد بوحدته وبالعيش المشترك.
عين التينة: اتصالات رئاسية و«بوانتاج»
وعلى خط عين التينة، وبحسب مصادر مقرّبة منها، فإنّ الجلسة المقبلة لإنتخاب الرئيس لن يتحدّد موعدها قبل ظهور نتيجة الإتصالات، التي يجريها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع مختلف الاطراف السياسية، واملت ان يكون الموعد قبل بدء شهر رمضان المبارك، ورفضت من ناحية اخرى ما قيل خلال اليومين الماضيين، بأنّ دعم الثنائي رسمياً لفرنجية يعني حرق إسمه، لان الحقيقة مغايرة كلياً، وهدفها تثبيت إسمه كمرشح، واوضحت أنّ مساعي الثنائي قائمة لتأمين نصاب الجلسة والاقتراع لفرنجية، وبأنّ عملية «البوانتاج» تدرس بقوة.
زيارة مرتقبة لميقاتي الى الفاتيكان
يستعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، لزيارة الفاتيكان ولقاء البابا فرنسيس، من دون الإعلان عن موعدها بطلب من دوائر الفاتيكان، لكن ووفق المعلومات من المتوقع أن تحصل الأسبوع المقبل، على ان يزور ميقاتي بكركي قبل سفره، لوضع البطريرك الراعي في أجواء الزيارة وعناوينها، ومن ضمنها شؤون وشجون لبنان وازماته، في ظل الفراغ الرئاسي القائم منذ اكثر من اربعة اشهر.
هل ينتهي العام الدراسي نهاية نيسان في المدارس الخاصة؟
تربوياً، افيد بأنّ المدارس الكاثوليكية تتجه الى إنهاء العام الدراسي نهاية شهر نيسان المقبل، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والظروف المعيشية، التي لم يعد يتحملها الاهل من ناحية دفع المزيد من الاقساط، على ان يُتخذ القرار النهائي بعد غد الجمعة خلال اجتماع لممثلي هذه المدارس، في ضوء دراسة الاوضاع المستجدة، في ظل معلومات بأنّ اقساط العام المقبل ستتضاعف، على ان تنقسم بين العملة الوطنية والدولار الاميركي.