على وقع حركة سياسية ونيابية، لا طعم لها ولا نكهة، يمضي سعر صرف الدولار الأميركي الى الصعود ارتفاعاً، مع قفزة يوم امس كادت تتخطى العشرة آلاف ليرة لبنانية دفعة واحدة (تجاوز 120 ألف ليرة لبنانية) فيما ارتفع سعر صيرفة الى 83500 بارتفاع ألف وخمسمائة ليرة، مما ينذر بمضاعفات خطيرة في اسعار السلع والخدمات، الامر الذي حدا بوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام الى اتهام السوبرماركات بالتلاعب بالاسعار، مطالباً بصلاحيات لمصلحة حماية المستهلك تصل الى حد «الإغلاق بالشمع الاحمر»، وأن يكون لها دور الضابطة العدلية فوراً.. وهذا الامر يستدعي تشريعاً في هذا الاتجاه، في وقت اندلع فيه سجال بين بعض نواب قضاء مرجعيون – حاصبيا ووزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار انضم اليه مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، الذي اعلن ان قرار محكمة التمييز قضى بتصحيح منتجعات الوزاني السياحية الوضع القانوني، وليس الختم بالشمع الاحمر..
ومع هذا الارتجاج المخيف، على صعيد الخدمات والاسعار وتفلت الاسعار وتفلت الدولار، من المتوقع ان يتجدد الاشتباك النيابي حول جلسات التشريع، بعد ان اعلن الرئيس نبيه بري دعوة مكتب المجلس النيابي الى الاجتماع الاثنين المقبل للبحث في جدول اعمال جلسة نيابية تشريعية، في وقت دعاه فيه رئيس حزب القوات اللبنانية الى الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية مع ترشح النائب السابق سليمان فرنجية، والذي رشحته المعارضة اي النائب الحالي ميشال معوض للتنافس، وليفز من يحصد 65 نائباً في الجلسة الثانية.
وعشية اكتمال صورة الحضور للخلوة الروحية النيابية المسيحية في 5 نيسان المقبل، بدأ يتبلور حجم الاشتباك الداخلي حول الرئاسة الاولى، بصرف النظر عن معطيات التقدم الحاصل في الانفراج الداخلي، لجهة عودة التيار الوطني الحر، وربما الكتل المسيحية المخاصمة له للتسابق نحو معادلة بالغت الخطورة، وهي إما فرض معادلة انتخاب الرئيس، او فليكن ما يكون من انهيارات، ولو طالت انهيار الليرة اكثر مما انهارت او ارتفع سعر صرف الدولار، على نحو اكثر مما هو عليه اليوم..
ولعل ما ختمت به الـO.T.V نشرتها المسائية لا يحتاج الى طول فهم وتبصر.. فقد جاء في ختامها:«إما الفرض، فكان مرفوضاً امس، وهو مرفوض اليوم، وسيبقى مرفوضاً مهما طار الدولار، وانهارت الليرة، للضغط على هذا الاتجاه او ذاك».
وفي السياق عينه، فإن رسالة النائب جبران باسيل لمن يهمه الامر، هو ان اي مرشح للرئاسة لن يمر باتفاق او تسمية الثنائي الشيعي، سواء أكان فرنجية او غيره.. فالتسمية تكون مسيحية، ومن التيار الوطني الحر او لا تكون..
وفي الوقائع اليومية، ومع تفلت الدولار الاسود من كل قيد وإجراء وبلوغه سعر 120 الف ليرة، وبغياب تام لمن يُفترض انهم مسؤولون عن امن المواطن المعيشي والغذائي والصحي والتربوي التعليمي، انصب الاهتمام الرسمي على وجود وفد من صندوق النقد الدولي في بيروت، والسياسي على دعوة البطريرك بشارة الراعي ليوم تأمّل وصلاة للكتل النيابية المسيحية، وحيث اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية «اننا سنشارك في شكل كامل في خلوة حريصا، آملين من الله ان يستجيب لصوات البطريرك الراعي».
واعتبر جعجع ان «هذه الدعوة اتت في زمن الصوم في مكانها، ولا سيما أنها شملت جميع النواب المسيحيين، وتمنى لو كان من الممكن ان تشمل كل النواب ولكن هذه هي الطقوس الدينية في لبنان». ورأى انها «ستكون خلوة غنية من الناحية الروحية في خضم هذه الظروف».
وتوجه جعجع الى الرئيس بري بالقول: هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض وتقضل يا دولة الرئيس وادعُ الى جلسة للانتخاب.ومقولة ان القوى السياسية المسيحية «مش متفقين وهني معطلين غلط».
أضاف: نحن بصدد انتخابات رئاسية و«دولتك اكثر شي مقصر» فمن اللحظة الاولى كان يتوجّب عليك الدعوة الى جلسات مفتوحة لا تُرفع الا بعد توصل الكتل النيابية للتفاهم، باعتبار ان الخلاف ليس «مسيحي – مسلم» بل على مشروعين سياسيين. هذا ما كان من المفترض ان تقوم به بدل الدعوة الى جلسات صورية كان نوابك من اوائل المنسحبين منها قبل انعقاد الدورة الثانية.
ووسط معلومات عن حضور نواب نواب «التكتل الوطني المستقل» فريد الخازن، وليم طوق، ميشال المر وطوني فرنجية الخلوة، قال وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري: إن النواب المسيحيين سيلبون دعوة البطريرك الراعي ليوم صلاة وتوبة في حريصا، لكن للأسف لن يتوبوا ولن ينتخبوا رئيساً للجمهورية.
لكن الرئيس بري دعا امس هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع في تمام الاولى من بعد ظهر يوم الاثنين المقبل الواقع في 27 اذار 2023 «وذلك لبحث عقد جلسة تشريعية للبحث في مواضيع الضرورة ومنها استحقاق الانتخابات البلدية وسبل توفير الاعتدمادات المالية لإجرائها في ظل اصرار اغلبية الكتل النيابية، علناً وفي الاعلام على الاقل، على إجرائها.حسبما قالت مصادرنيابية لـ «اللواء».
صندوق النقد في بيروت
إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وفدا من صندوق النقد الدولي صباح اليوم في السرايا.
ترأس الوفد رئيس البعثة ارنستو ريغو راميريز، وضم الممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما والأعضاء: روبير تشيدز، غوف كيم، سفيلتانا شيروفيك، اتيلا اردا ونتاليا سالازار واندر ايمري.كما شارك في الاجتماع مستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر.
وتأتي زيارة الوفد في سياق البند الرابع للصندوق والتي تتعلق بتقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية لأي بلد، ومن ضمنها لبنان، وقبل صدور التقرير الاستشاري السنوي.
وكشف ميقاتي أن وفد صندوق النقد الدولي «جدّد دعمه للبنان وأمله في ان نسرع في اقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان افضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي».
وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال رعايته في السراي حفل «إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي» الذي دعا اليه وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه.
إرتفاع كبير للدولار المحروقات
بعد ملامسة سعر الدولار في السوق السوداء سعر 115 الف ليرة صبحاً وصل عصرا الى 119 و500 ليرة ومساء الى اكثرمن 120 الفاً، ورافقه سعر منصة «صيرفة» بمعدل 83500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وإرتفعت أسعار المحروقات في لبنان بشكل كبير، وتجاوز سعر صفيحة البنزين المليوني ليرة وقارورة الغاز قرابة مليون ونصف المليون، بعد صدور ثلاث تسعيرات رسمية عن وزارة الطاقة امس للمرة الاولى نتيجة قفزات الدولار غير المتوقعة وغير المنطقية؟
وفي هذا الاطار، قال رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر: إنّ الاضرابات القطاعية لا تؤدي الى نتيجة، مسألة العصيان يجب ان يكون لديها توافق لأن ليس لدينا رؤية موحدة في لبنان.
واضاف في حديث اذاعي: قال الاضراب المفتوح لعدة ايام قد يكون الخيار الوحيد. ويجب تضافر الجهود بين الاتحاد العمالي العام والنقابات، ومطلبنا الاساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية.
وتابع لا حل إلاّ بإضراب عام شامل.
من جانبه، أعلن نقيب صيادلة لبنان جو سلوم أن الجميع أفشل الاضراب وأمام وصول الدولار إلى عتبة 120 ألف ليرة ونسبة الفقر 80% على كل الشعب النزول الى الشارع والتحرك. وتابع في حديث اذاعي: الدواء ليس تسلية، هو حياة او موت، لا يمكن حجبه عن المريض، افضل الدولرة على رؤية المريض يموت وان يذل للحصول على الدواء، يهمني ان يتم تسليم الادوية للصيدليات لان معظمها متجه نحو الافلاس.
السوق «غير مضبوط»
الى ذلك، وردّاً على انتقادات بشأن عدم فعالية المحاضر التي تقوم بها وزارة الاقتصاد في السوق، اشار وزير الاقتصاد أمين سلام الى وجود تغيير وارتفاع بحسّ المسؤولية والوزارة تقوم بدورها، قائلا : لا نقوم بـ»عراضات» ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام.
بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح.
معيشيا ايضاً حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر الخبز كالآتي: ربطة الخبز المتوسطة ٨٢٢ غراما بـ ٤٢٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الكبيرة ١٠١٣ غراما بـ ٥٠٠٠٠ ليرة.